3 رؤساء تحرير يكتبون عن رئيس تحريرهم

هبة الشيمي

هل وقعت عيناك ذات يوم على الصفحة الأولى لجريدة المقال دون أن يتوسطها مقال رئيس التحرير، ووجدت بدلا منه مقالا لأحد شباب الصحفيين رأى الأستاذ أن ماكتبه يستحق أن يتصدر الجريدة، وأنه أكثر مايعبرعن وجهة نظرها؟ إذا صادفتك تلك الحالة وشعرت بقدر من التعجب فاسمح لى أن أخبرك أنك لاتعرف من هو إبراهيم عيسى.

(ليس لكل رئيس تحرير تلاميذ) قاعدة صحفية تعلمناها بحكم ممارسة المهنة لسنوات، قد لايكون السبب دائما مهنيا، حيث لايمتلك أحيانا رئيس التحرير مايعطيه، وبالتالى تمر تجربته مرور الكرام على كل من عمل تحت رئاسته، لكن أحيانا يكون السبب نفسيا بالدرجة الأولى، فالقلق الدائم عند بعض رؤساء التحرير من أن يتفوق التلميذ على أستاذه، وأن ينعكس بريق التجربة على كل من صنعها دونما استئثارتفقدهم لذة الأستاذية، الأمر يختلف تماما فى حالة إبراهيم عيسى، فصناعة كوادر، وتأهيل أجيال لأن يكونوا ملح أرض الصحافة ونور عالمها هى هواية يمارسها باستمتاع، وموهبة يمتلكها ويعرف قدرها، ولهذا السبب كانوا تلاميذ عيسى على قدر المسؤولية دائما..

فى السطور التالية كلمات صاغها ثلاثة من رؤساء التحرير الفاعلين على الساحة الصحفية، كتبوها بحب لرئيس تحريرهم الأول فى عيد ميلاده، عرفانا منهم بجميل من تلقف موهبتهم الوليدة وهى لاتزال تحبو على بلاط صاحبة الجلالة، يتحدثون فى مقالاتهم عن ذكريات اللقاء الأول، وكواليس العمل اليومى مع عيسى بنفس الشغف والفخر الذى يحكى به أصحاب الانتصارات بطولاتهم…

 

الصدفة هى البطل الأول فى علاقة محمد هشام عبية رئيس تحرير جريدة اليوم الجديد بإبراهيم عيسى، وفى المقال يحكى عبية عن كواليس اللقاء الأول الذى جمع بينه وبين عيسى فى معرض الكتاب، وعن الحوار الأول الذى أجراه لأحد المواقع الإلكترونية التى عمل بها فى بداية حياته وكان بطله براهيم عيسى أيضا، وبعد الحديث عن ذكريات العمل فى الدستور، لم ينسى عبية أن يكتب لنا فى سبع نقاط دروسا استلهمها من مسيرة إبراهيم عيسى الصحفية، حيث عاش على هامشها مراقبا ومتعلما لعدة سنوات

محمد هشام عبية يكتب : إبراهيم عيسى في 7 خطوات

 

(الملتفت لايصل) حكمة عيساوية آخرى نقلها محمد فوزى رئيس تحرير جريدة التحرير عن الأستاذ، لكنها هذه المرة مستخلصة من تجربة حكى تفاصيلها فوزى فى مقاله الذى بحث فى جعبة ذكرياته طويلا حتى وصل إلى اليوم الذى عرف فيه اسم إبراهيم عيسى للمرة الأولى، حينما كان طالبا أزهريا متحفظا، أهداه أستاذه فى المدرسة الثانوية كتاب عيسى (عمائم وخناجر) حتى يقرأه.

محمد فوزي يكتب : إبراهيم عيسى.. ليس كمثله أستاذ

شهادة الاعتماد من إبراهيم عيسى ليست بالأمر الهين، ولايستطيع كل من هب ودب فى شارع الصحافة أن يحصل عليها، فالكمال فقط هو مايرضيه، وفى مقال محمد الدسوقى رشدى رئيس التحرير التنفيذى لجريدة اليوم السابع يمكن أن تعرف كواليس رحلته للحصول على هذا الاعتماد، لتكتشف أن الأمر لايحتاج سوى الجدية فى طرح الفكرة المبتكرة، والاجتهاد فى تنفيذها، لكن الحقيقة فإن المقال يحمل ماهو أبعد من ذلك أيضا، فالعين التى يرى بها الدسوقى أستاذه تشبه كثيرا عين الطفل الذى يراقب أباه ليتعلم منه فى صمت كيف يواجه الحياة، وهو ماجعله يصفه فى مقاله بأنه كبير السحرة، كبيرنا الذى علمنا سحر الصحافة الممتعة، المشتبكة دون فجاجة، الناقدة دون فساد، الشرسة دون ذبح، المبتكرة دون ابتذال، الرشيقة دون عمليات تجميل، المسلية دون سذاجة، المتنوعة دون عبث.

محمد الدسوقى رشدى: إبراهيم عيسى قاضى قضاة الصحافة المصرية

46436