مينا فريد يكتب: دفاعاً عن المواطن البرنس

هناك شريحة كبيرة من الشباب لا يتحدث عنها أحدا…

هي ليست من حزب الكنبة.. و ليسوا ثواراً .. و ليسوا فلولاً.. و ليسوا أعضاءً في أي حزب أو إتجاه ديني…

هذه الطبقة التي كبرت و تعلمت في مدارس و جامعات حكومية.. وقت نظام مبارك..

طبقة متوسطة الدخل التي لم تتعامل مع المنظومة الطبية الحكومية الفاشلة إلا قليلا..

طبقة تمتعت بمكتبات الطفل في طفولتها و تحتوي مكتبة منزلها على مجموعة كبيرة من الكتب التي كونت ثقافتها و على أغلفتها البسيطة صورة سوزان مبارك…

طبقة لم تتعرض لمضايقات الشرطة المصرية في عز سطوة حبيب العادلي.. و لكنها لا تنكر حدوث تجاوزات كبيرة و لكنها دائما ما تبررها أو تتجاهلها عندما تعجز عن التبرير…

طبقة تعاني كل المعاناة عند تخليص ورقة من مصلحة حكومية.. و لكن طالما ورقة بمبلغ عشرون جنيها تستطيع إنهاء الأمر .. لا يوجد مشكلة.. ثم يخرجوا ليسبوا في هذا الموظف القذر…

طبقة إستطاعت أن تحجز شقة بمقدم متوسط من مدخرات الأهل و تكافح في العمل في القطاع الخاص من أجل توفير الأقساط..

طبقة متوسطة الدخل .. و الأحلام .. و الرغبة في التغيير ..

طبقة متوسطة الإهتمام السياسي و لكنها ليست جاهلة به.. طبقة لم تظهر ربما في ثورة يناير و لكنها ظهرت بشدة في ثورة يونيو.. عندما أحست بأن النظام المسيطر وقتها سيسلبها حريتها عندما أحست أن الأمر يمسها شخصيا…

هذه الطبقة لا تشكر في نظام مبارك .. و لا تطيق الثورية المطلقة الأناركية .. مهمومة بحياتها العادية و أحلامها البسيطة المضمونة التحقيق في ظل نظام مستقر…

هي لا تحلم بمصر مثل السويد و لكنها تخشى أن تكون محاولات تحويلها للسويد تنتهي بتحويلها لسوريا أو أفغانستان.. و هي تجربة كادت أن تحدث..

هي تعلم تمام العلم أن الإعلام ملئ بالمطبلاتية.. و تتعامل معهم بمنتهى الهدوء عن طريق الريموت كنترول .. و تعلم أن الشريحة الثورية ممتلئه بالمصلحجية و تتعامل معهم بالتجاهل .. و مليئة بالشباب الوطني الحقيقي و تتعامل معهم بإحترام..

طبقة لا تطيق أحمد موسى و لا تطيق قنوات الإخوان و لا تحب ليليان داوود ..

هي طبقة ليس لديها موقف ثابت من النظام الحالي .. لا تعارضه طول الخط و لا تؤيده دوما.. و لكنها تحترمة و تقدره و تثق في نظافة يده و محاولاته للعمل..

طبقة لا تقبل أن يطلق على مصر الدولة العبيطة .. و لكنها تدرك أن جهاز الكفتة كان فنكوش و يجب محاسبة المتسبب فيه..

طبقة تدرك أن مشروع قناة السويس الجديدة ليس فاشلا و لكنه لن يفتح على مصر أنهار العسل و الخير…

طبقة تتابع من بعيد أخبار التضييق الأمني على بعض الأشخاص… و مؤمنة تمام الإيمان بأن هناك الكثير من المظلومين.. تثور أحيانا .. ترغب في تغيير الواقع القاسي و الفساد و لكنها في حالها .. لن تنزل يوما ما طالما الأمر يحدث للآخرين فقط..

هذه الطبقة بدأت في ضم العديد من الثوريين السابقين.. بدأت تتأصل و تزيد.. الأمل في هذه الطبقة المتوسطة التي ترى أن مصر ستتغير لو عملنا كلنا .. لو توقفنا عن التطبيل .. لو حاولنا جاهدين تحقيق العدل .. و قضينا على الفساد…

و إن لم نقض ؟

لا يوجد مشاكل نحن لدينا منطقتنا الآمنة سنكمل فيها .. .. لربما وجدنا فرصة للعمل في الإمارات أو قطر أو السعودية لزيادة مدخراتنا… و لو ظللنا في مصر ستظل ورقة العشرون جنيها هي المخلص من كل الفساد .. و الريموت هو المخلص من كل تطبيل .. و الفيسبوك هو المنفس غن كل موقف سئ .. و التجاهل هو المخلص من كل أناركي..

المشكلة ؟

المشكلة في التحول من قصة يحدث للآخرين فقط ليحدث لي أنا أيضا .. عند التعرض لأي ظلم من أي جهاز أمني من دائرتنا المقربة ..سيتحول المواطن المتوسط لثوري يريد الهدم و ليس التعديل …

لا تنسوا المواطن المتوسط … هو الأمل في التغيير بدون مصالح شخصية.. أو أهداف تدميرية ..هو يحب الوطن على طريقته.. يحبه عن طريق حب عمله و عائلته و بيته و دراسته .. إكسبوه .. هو يريد البناء و مفعم بالأمل الهادئ.. لا تجعلوه يترك طبقته أبدا.. بظلم أو تضييق…

يطلق علية الثوار فلول .. و يطلق عليه الفلول ثائر .. يطلق عليه الإخوان سلبي … و لكنه يطلق على نفسه لقب : برنس.

بإختصار هي تلك الطبقة التي برنامجها التليفزيوني المفضل .. صاحبة السعادة.

يمكنكم التواصل مع الكاتب من هنا

اقرأ أيضًا:

مينا فريد يكتب : يؤيدون حجب متى المسكين و يقولون .. نتضامن مع إسلام بحيري 

مينا فريد يكتب : سنسمي هذا المقال هابي نيو يير

  مينا فريد يكتب: عن النصابة التي لا ترتدي البنطلون 

مينا فريد يكتب: إيجيبت إز سيف.. كمان سيف

مينا فريد يكتب: شريط كوكتيل الشتا

مينا فريد يكتب: أرض الخوف

مينا فريد يكتب: ستة عشر ساعة عادية في حياة مصري عادي

مينا فريد يفسر: كيف حقق “مفيش صاحب يتصاحب” 13 مليون مشاهدة؟

مينا فريد يكتب: رامي جلال عامر والبرادعي الذي في الكتاب المقدس

مينا فريد يكتب: البحث عن باسم يوسف

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا