عبد الرحيم كمال يكتب : أنغام.. فيروزنا الكلثومية
حين تكتمل التجربة ويصبح الصوت والملامح والمشاعر والقدرة القوية على التعبير كائناً حياً يقف أمامك على المسرح فتطرب وتتواجد وتتمايل كالدراويش مع تلك الحالة الفنية المصرية الناضجة الاستثنائية، فأنت تسمع وتشاهد صوت أنغام ذلك الصوت المرئى والسماع المشهود أنغام فى حفلتها الأخيرة فى ختام مهرجان الموسيقى كانت تحتفى بتجربتها وبجمهورها فى آن واحد… تشعر بالحزن الخفيف الراقى وأنت تسمعها وتشعر بالأمل أيضا الأمل فى وجود فنانة مصرية عاصرتها وجايلتها واستمعت لها كما استمع واستمتع الأجيال السابقة بأم كلثوم وفايزة ووردة وفيروز وشادية وصباح ونجاة.. ها هى تشق طريقها فى أوقاتنا وذكرياتنا بجدية وفهم عالٍ للموسيقى من ركنها البعيد الهادئ لتحتل الصدارة وهى تغنى لحبيب فارقها ليس بضعف ومذلة ولا حتى بكبرياء زائف ولكن بواقعية وصدق كلمات أغنياتها تشبهها إلى حد بعيد. هى لا تغنى عن الآخرين وهكذا نشعر، لكنها تغنى عن حالها وأحوالها فتهمس مرة وتصرخ مرة بل وتصمت أحيانا إذا لزم الأمر. عرفناها صبية ومراهقة وشابة أخذتها الدهشة والحيرة.
وها هى على المسرح سيدة قادرة ومغامرة أيضا لم تفقدها التجربة بحلوها ومرها متعة المغامرة فى الكلمات والألحان.
وها هى الجريئة التى غنت لعصام عبدالله فى منتصف الرحلة رائعتها وحدانية بألحان شديد الموهبة أمير عبدالمجيد. تغنى أهى جات كلمات كاترين معوض وألحان هشام بولس وتوزيع طارق مدكور فى تجربة شديدة الذكاء والجرأة، واتجاه واحد كلمات أمير طعيمة وألحان محمد حماقى فى طرح جديد ومعاصر، واكتبلك تعهد لبهاء الدين محمد وإيهاب عبدالواحد وهى أغنية مريرة صارخة صادقة، وحتة ناقصة لأمير طعيمة وعزيز الشافعى وغيرها من الأغنيات القوية المختلفة، لتعود لنا بالأمل وأكرر فكرة فى الأمل فى الصوت المصرى الخاص القادر على التعبير بما يملك من تجربة بلا خوف ولا بخل ولا مواربة فنشعر معها كجمهور أن لدينا صوتاً يصدقنا ونصدقه، لدينا أنغام.. فيروزنا الكلثومية.