خالد يوسف يكتب: هل حققت "فلانة الفلاني" مقصدها؟؟

بدأت القصة بخبر بأحد المواقع عن وفاة الفنانة “فلانة الفلاني” إثر أزمة قلبية مفاجأة بعد تعرضها للإغماء بمسرح السلام أثناء بروفات عرض جديد، لتبدأ كل المواقع تناقل الخبر ونشره على أوسع نطاق، ليتعاطف معها معظم الساهرون على مواقع التواصل الإجتماعي، ثم لحقه بعد ذلك خبر وفاة والدتها بعد  سماعها بنبأ وفاة إبنتها ليزداد هذا التعاطف والألم.

ثم ما لبث أن إنكشفت الخدعة و”الفيلم الهندي” الذي حيك السيناريو له بكل رداءة وبإسلوب ركيك، لا ينم عن موهبة طاغية في الحبكة الدرامية، حيث إتضح بعد إنتشار الخبر بوقت قليل أنها مجرد قصة مفبركة بإختلاق موضوع لإثارة إسمها وترديده على أوسع نطاق ممكن، مما يرسم لها ملامح الشهرة، من وجهة نظرها هي ومن ساعدها في ذلك، ولم تكن تعلم أنها ستكون “شهرة زائفة” نتجت من منطلق تعاطف إنساني بحت، دون النظر لمستواها الفني.

صحيح أن إسمها تداول بأكثر مما تحلم، ولكن إنتشر بأنها تلاعبت بمشاعر المقربون منها قبل الأفراد العاديون، فكثيرون، إن لم يكن الجميع، لا يعرفون من هي “فلانة الفلاني”، وماذا قدمت للفن من أعمال، قليلون جداً من يعرفونها، إما بحكم العمل في الوسط الفني أو الوسط الصحفي والإعلامي المرتبط بأخبار الفن وأهله.

ولكن المدهش والذي يدعو إلى الإستغراب، وحينما ظهر جلياً للجميع أن هذه الإشاعة كان الغرض منها الترويج لنفسها ولكسب الشهرة، أن تكالبت كل المواقع الإلكترونية الإخبارية، وكذا برامج التوك شو في بعض القنوات، بتناول الموضوع وبحث أسبابه ومدى صدق رويات الأطراف المختلفة، ولم تخلُ من إنتقادها على فعلتها تلك، ليتحقق لها مقصدها ومآربها من إختلاق وترويج هذه الشائعة السخيفة.

كافأها الإعلام، عن قصد أو دون قصد، عما إقترفته وأفرض لها المساحات لتظهر صورها أمام الأعين ويتناثر إسمها على المسامع، وكأنهم يقدمون لها ثمرة قصتها “السخيفة” على طبق من فضة، وإن كان من المفترض على وسائل الإعلام أن تقرر عدم التطرق لها وعدم ذكر إسمها ولا نشر صورها عقاباً لها على فعلتها، وحتى لا يكون مشتركاً معها في الإثم بتحقيق مقصدها وغايتها.

ولكن يبدو أن اللهث وراء الإنفرادات والسبق، إن صح ذلك أصلاً، يجعل الأغلبية منا تعمى عينه وبصيرته وفطنته عن النظر إلى بواطن الأمور، ولا ضرر أيضاً من إضافة بعض “البهارات” للخبر وعمل المواجهات بين أطراف من موضوع خاسر لزيادة درجة حرارة الحلقة.

فأرجو أن يكون هذا الموضوع درساً لكل من يعمل في بلاط صاحبة الجلالة من عدم الإنسياق وراء الشائعات والتيقن جيداً قبل نشر أي موضوع حتى لا يكون شريكاً في إثم ليس له فيه ناقة ولا جمل.

أما للفنانة “فلانة الفلاني”، قد تكون قصتك هذه حققت لك بعض الترويج لإسمك، ولكن عليك أن تعلمي أنه ترويج سئ السمعة، وضعك في خانة الباحثين عن الشهرة بأي طريقة وأي وسيلة مهما كانت خستها وضحالة أفكارها، فكان الأجدر بك أن تخط بخطوات ثابتة لإبراز مواهبك الفنية، والصعود لسلم المجد والشهرة درجة درجة بدلاً من الإستعجال الذي إنتقص من رصيدك الذي لم يبدأ بعد.