محمد حسن يكتب: رحلة إلى الإعلام

الخيال نعمة، الخيال قدرة وابداع، كما أنه هروب من واقع أليم في أحوال أخرى.

في كل الأمور سيعطيك الخيال أشكال ونماذج مختلفة لحياتك، والظروف المحيطة بك.

الفارين إلى الخيال الواسع ليسوا بسذج أو دراويش، أو أكل الزمن عقولهم بثمن بخس، بالعكس هم أعقل العقلاء.

لو افترضنا أنك ستترك زمنك الحالي والسنوات العجاف الخوالي في رحلةٍ قصيرةٍ الي الماضي، لكنك مُرغما ستذهب بعينيك وأذنيك فقط.

ستذهب لتراقب الإعلام لن تأكل ولن تشرب وبالتأكيد لن تنام، ستجلس لساعات تراقب ثم تأتي بكل التقارير اللازمة لتسلمها إلي لحظتك الراهنة!

سيسمح لك باصطحاب مايلزمك من أوراق وأقلام وربما حملت اللاب توب الشخصي إن أردت.

تخيلت؟!

إذا بهيج……… طير أنت

قبل ان تبدأ اللعبة أنا أعلم تماما أنها ستستهويك وربما أردت البقاء لكن البقاء خارج قواعد اللعبة.

أنت الآن هناك حيث السبعينات، التلفزيون لسه (بشوكه) لكن لن أعدُك أن الصحف القومية لاتزال بشوكها، في كل الأحوال ستجد نظام في كل شئ، حتي إنك ستجد الإفيه المدهش، التلفزيون له مواعيد، التلفزيون بيقفل!

ستجد مواعيد ثابتة أيضا للحفلات، الأفلام، المسرحيات، ايضا ستجد مذيعة لطيفة غير مُبالغ فيها ستأتي لتقدم لك نبذة مختصرة عن العمل وأبطاله ومؤلفه من باب تقديم صاحب المنزل أولاده للضيوف (هنا تختفي نظرية الدخول هجم علي البيت المُتبعة الان في الإعلام).

[لقطة وحيدة تخيلها اثناء تقديم الأب لأبنائه 2014: دا ابني الكبير (وش سجون)

ودا بقي الوسطاني (الألماني) أما دي اخر العنقود (الراقصة)!

ربنا يخلي يا حاج “يتربي في عزو”]

أحد الأمور الهامة أن التلفزيون ينهي برنامجه اليومي بالقران الكريم، ربما كان درأً للشياطين التي سكنته لاحقا؟!

لو قدمت خطوة ستجد برنامج ملأ السمع والبصر جلست مصر عن بكرة ابيها تتابعه عقب صلاة الجمعة من كل اسبوع (حديث الشعراوي).

اعتقد انك بمرور الوقت اصبحت متقنا لميعاد الملحمة (العلم والإيمان).

وعالم الحيوان وانت مستمتع بجملة (وهذا الظبي الصغير…) بصوت محمود سلطان…..

انتهت الرحلة عليك ان تعود الان ولن تجدي السلبطة حتي لو استدعيت معك السندريلا سعاد حسني برفقة العم حزمبل سأظل مرددا لك (اليوم خُلُص)

رجعت بالسلامة ؟!

للأسف اه

لذلك بعد ان عدت إلينا سالما في 2014 قد أدركت تماما حقيقة الوضع الإعلامي وما وصل اليه.

فلن تسأل بعدها لماذا تراجع دور مصر الرائد في الإعلام بالتحديد ومعه الفن والثقافة إلي قاع المحيط.

لماذا انتحرت داليدا هل كان حقا لأنها شعرت بالأفورة من جملة (حلوة يا بلدي).

ولماذا ذهبت شمسك الذهب يا مصر بعد ان جاءت بها فيروز ولماذا تلعب نفس الوجوه العشرة لعبة الكراسي الموسيقية في تلك الفضائيات.

ولماذا البقاء للأفشل، لماذا خسرت مصر الكثير من الوجوه الإعلامية المحترمة في مقابل وجوه عليها غبرة؟