محمد فتحي يكتب: برلمان الخليل الكوميدي

نقلًا عن “جريدة التحرير”

ما هو السؤال الأبرز الذي انتشر خلال الأيام السابقة حول الانتخابات البرلمانية ؟؟

السؤال ليس : هتنتخب والا لأ ، لأنه سؤال نمطي وتقليدي واعتدناه

وليس : هتنتخب مين لأنه سؤال غير ذي جدوى بالنسبة لمن اتخذ قراره

لكن السؤال الأبرز الذي تردد بقوة : مين دول ؟؟

واسترشاديا سأل البعض بمنتهى الأريحية: حد يعرف الناس اللي نازلة عندنا عشان ننتخب ؟؟

وعمليا: حد يعرف هننتخب إزاي، وفردي والا قوايم، وشكل البطاقة إيه عشان نعرف نعمل أي حاجة؟؟

حسنا.. مرحبا بكم في زمن العك الجميل .

العك الذي جعل عودة الحزب الوطني مضمونة، والبعبع الكبير هو تيار الإسلام السياسي، وأي شئ آخر مقبول، رغم أن فساد الاثنين لا يختلف كثيرا في محصلته النهائية.

العك الذي جعل وسائل الإعلام تشحن طيلة الأعوام السابقة في اتجاه أن النقد عار، وأن المنتقدين طابور خامس ، وأن المطبلاتية مواطنين شرفاء

العك الذي جعل نزول المرشحين بغير برامج هو الأساس، حيث يعتمدون على سابقة أن رئيس الجمهورية نفسه لم يقدم برنامج حين خاض الانتخابات الرئاسية، وشتان الفارق، لكن السابقة وجدت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

العك الذي يجعلك تسمع من كل من حولك، وهم على قدر من التعليم والثقافة، أنهم لا يعرفون أحدا من الوجوه التي تخوض الانتخابات البرلمانية، فتكتشف الكارثة، أن كثيرين سينجحون ولا نعرفهم، فقط لأنهم تمسحوا بقائمة يشاع أن الدولة تدعمها بشكل واضح أو من وراء الكواليس، أو قائمة أخرى ستنجح بسبب حجم الصرف، لكن القائمتين اتفقا اتفاقا غير معلن على أن يكون البرلمان برلمان نعم .. نعمين .. ثلاث نعمات، ولتذهب المعارضة إلى الجحيم فهذا ليس وقته، والبلد لا تحتاج معارضة في هذا الوقت الحساس.

العك الذي يجعلك تكتشف أن الأحزاب أكذوبة، وأن تواجدهم الحقيقي في الشارع لا يتعدى لافتة مرشحهم التي تتحول إلى مفرش فيما بعد أو ربما مشمع لدى الغلابة يوضع تحت الأطفال حديثي الولادة ليمنع التسريب إلى المرتبة.

العك الذي يجعلك تتساءل: طالما أن هناك مثقفين ومتعلمين لا يعرفون مرشحيهم، فما بالك بالبسطاء الذين سينتخبونهم، وكلنا نعلم أن نسبة كبيرة في نجاح المرشحين الفرديين تعتمد على قدرة المرشح نفسه على (حشد) الناس، ثم (شحن) الأنفار إلى مقارهم الانتخابية، وصولا إلى المكافأة التي سينالونها بعد الانتخاب، لكننا نضحك على أنفسنا مؤكدين أن الناس صارت واعية، رغم أن الحقيقة التي ندفن رؤوسنا في الرمل منها أن برلمان 2015 هو برلمان 2010 بشرطة.

صحيح لن يحدث تزوير، ولا أعتقد أن أحدا يسعى للتزوير في بلد نغمة الرأي العام فيها: زهقنا . وأي حد ينجح بس نخلص، وموج الرأي العام للبسطاء فيها عالي جدا على دعوات المقاطعة التي لم تثبت يوما نجاحها، ولا نظر لها تاريخ هذا البلد أو سواده الأعظم باعتبارها انتصارا كبيرا للرافضين، حيث المقاطعة هي وجه آخر للطناش للفئة التي لا يهمها الأخبار الوهمية حول غرامة عدم الانتخاب، لكن حتى أصحاب المصالح يحتاجون لمحاولات شرعية أو تحت الحزام لبلوغ مصالحهم، والغاية تبرر الوسيلة، وبعض المنتخبين من أنصار: أبجني تجدني .

لا أريد أن أصيبك بالاكتئاب، وأسألك أسئلة على منوال من يمكن أن يكون رئيس مجلس النواب القادم، أو أجعلك تتخيل، مجرد تخيل، أن يضمن هذا المنصب مرتضى منصور مثلا إذا نجح، وسينجح، أو الأستاذ مصطفى بكري لو نجح، لكن سأنقل لك رأيي بأن مجلس النواب القادم الخالي من المعارضة سيكون أشبه بالخليل الكوميدي ونكته البايخة، كما أنقل لك أملا أن يكون من المعينين الذين سسيعينهم الرئيس معارضين له بشكل واضح يحاولون ضبط الآداء أو البوصلة، وهو ما يعتبره البعض من دروب الخيال، كما أنقل لك توقعا بأن هذا البرلمان لن يكمل مدته .. وبكره تشوف.

ستسألني : يعني نعمل إيه في الآخر ؟؟

وأجيبك : اشتغل على المرشحين .. واتق الله في مرشحك .. واختر صاحب الضمير لو لم يكن في أجازة، أو شاهد الخليل الكوميدي.

اقـرأ أيـضـًا:

أبرز 8 لقطات في الشوط الثاني من لقاء السوبر المصرى

محمود طاهر لرئيس الزمالك: يلا نبدأ العصر الإيجابي

رولا خرسا للحسيني عن حسام سويلم: اعتبره أبوك يا أخي

إبراهيم عيسى: السكاكين لن تحرر فلسطين

حنان شوقي للمتحدث باسم “الصحب وآل البيت”: كفاية سفالة

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا