"بدون سابق إنذار".. بحثاً عن المفقود وأشياء أخرى

أوقات كثيرة يكون الجهل بالشيء أفضل من معرفته واكتشافه، خاصة إن كانت عواقبه وخيمة، فماذا ستفعل إذا اكتشفت فجأة بعد 8 سنوات أن الابن الذي تربيه ليس ابنك! بعد قصة الحب الكبيرة التي جمعتك بوالدته فيبدأ الشك يتسلل إلى قلبك تجاهها حتى تكتشف أيضاً أنه ليس ابنها هي الأخرى!

هل من الممكن أن تكمل حياتك معه باعتباره ابنك الذي قمت بتربيته بالفعل، أم ستبدأ رحلة البحث عن أهله الحقيقيين للوصول لابنك البيولوجي الحقيقي أيضاً؟!

توتر علاقة يصل لكارثة

سؤال صعب كانت الإجابة عليه أكثر صعوبة وإرهاقاً خاصة بعد اكتشاف أن الطفل يعاني من لوكيميا "سرطان الدم" ففي مسلسل "بدون سابق إنذار" الذي عُرض خلال النصف الثاني من شهر رمضان 2024 لآسر ياسين وعائشة بن أحمد والذي يبدأ بجلسة مع معالج نفسي تتحدث فيها ليلى "عائشة بن أحمد" عن مشاكلها مع زوجها مروان "آسر ياسين" والذي ينكر وجود مشاكل بكل تأكيد ويرى أنه يتحمل مسئوليات المنزل المادية، ولا يضرب زوجته، فبالتالي لا توجد أي مشاكل وتفكير زوجته غير صحيح فتنصحهما المعالجة النفسية بأن يبتعد كل طرف عن الآخر فترة حتى يستطيع معرفة عيوبه ويتفاداها أو يصلح منها أو حتى يقررا الانفصال.



نرشح لك: بعد إشادات الجمهور بأدائه.. كواليس مشاركة سليم يوسف في مسلسل "بدون سابق إنذار"


مصير عائلة ملغم بالمخاطر

في ظل المشاكل والاضطرابات التي تواجه العلاقة بينهما تظن أنك تتابع علاقة بين زوجين تعاني من بعض الاضطرابات ولكن بعد أن يكتشفا مرض ابنهما الذي يتم تشخصيه باللوكيميا وبعد إجراء التحاليل يكتشفا أنه ليس ابنهما، تجد نفسك تتساءل حول مصير العائلة الملغم بالمخاطر!

والسؤال الذي يراودك أيضاً هل الأم هي الأم البيولوجية التي تحمل طفلها في أحشائها لمدة 9 أشهر، أم الأم التي حصلت عليه منذ لحظة الولادة وربته؟! هل من الممكن أن تكتفي العائلة بالطفل الذي ربته باعتباره ابنهما أم يجب أن يبحثا عن ابنهما الحقيقي؟

نرشح لك: ضابط ومدمن.. تفاصيل مشاركة كريم أدريانو في رمضان 2024


بحثاً عن المفقود وأشياء أخرى

الإجابة لا، فيبدأ البطل "مروان" في البحث عن ابنه الحقيقي في البداية باللجوء لابن عمه عماد المحامي "إسلام حافظ"، والعودة للمستشفى التي وُلد فيها ابنهما واللجوء للإجراءات القانونية التي تضع البطل في اختيار صعب وهو ضرورة انكار نسب الطفل الذي رباه لبدء الإجراءات القانونية التي تجعله يصل لابنه الحقيقي وهو الأمر الذي يرفضه مروان.


يضعنا مخرج العمل هاني خليفة مع مؤلفيه "ألمى كفارنة، عمار صبري، سمر طاهر، كريم الدليل، عمرو الدالي" في نهاية كل حلقة أمام اختبار أصعب من الذي كان قبله، يجعل المشاهد يضع نفسه محل الأبطال في البحث عن حل لمشاكلهم.

نرشح لك: سر إلهي.. غدر غير مبرر وانتقام غير منطقي!



طفولة ليلى وعلاقتها بأهلها

فإذا نظرنا للبطلة "ليلى" وخلفياتها النفسية وعلاقتها بأهلها المضطربة سنجد حلاً أو على الأقل سببًا لكل ما تعاني منه، بالعودة للطفولة التي كانت تتذكرها في بعض مشاهد "الفلاش باك" ستجد أن والدها كان يضرب والدتها مما أدى إلى ترك والدتها للعائلة والسفر لبدء حياة جديدة دون النظر للخلف أو البحث عن أبنائها وهو ما ترك تأثيره النفسي العميق داخل "ليلى" وظهر فعلياً في مشهد مواجهتها مع والدتها بعد عودتها من السفر.



لا يركز العمل على علاقة ليلى ومروان وابنهما عمر "سليم يوسف" والذي استطاع أن يؤدي دوره ببراعة ويتربع على عرش أفضل أداء في السباق الرمضاني بين الممثلين الأطفال، يناقش أيضاً في خط متوازي فكرة تجميد البويضات من وجهة نظر أمينة "نورا شعيشع" التي لم تستطع أن تجد شريك حياتها فتقرر تجميد البويضات ولا تختار بيدها أن تتزوج لمجرد الانجاب مثلما يفعل الكثير.


كما تجد نفسك أمام علاقة نهى "جهاد حسام الدين" وحسن "أحمد خالد صالح" الثنائي الأكثر استفزازاً في المسلسل فتقمص الاثنين لدور الزوج والزوجة تجعلك أمام حيرة بين من هو الطرف المخطئ في العلاقة، هل أخطأت الزوجة بالفعل عندما رفضت بيع كل ما تملكه العائلة لحل أزمة الزوج وهو ما رآه الزوج أنانية وعدم التفكير فيه لذلك يقرر طلاقها بدون التفكير في لحظة متسرعة! وبعدها يبدأ في الدخول في علاقة جديدة بدون النظر للخلف.

نرشح لك: محمد هشام عبية: "صلة رحم" يثير التفكير لا الجدل.. ودخلت عالمًا سريًا لكتابة الحلقات


بعرض الحلقة الأخيرة مساء اليوم حتى وإن تم حل المشاكل كلها ستظل أسئلة لا يوجد لها حلول أمام المشاهد من بينها كيف سيواجه الطفل "عمر" مرضه الخطير بعد مواجهته لحقيقة أنهما ليسا والداه، كيف سينسى "زين" ابن نهى وحسن قسوة والده على والدته في مشهد مواجهة عنيف أدى لتدخل الطفل للدفاع عن أمه؟!


بحث الأبطال عن المفقود منهم يجعلك تفكر معهم هل ستجد أمينة شريك حياتها بالفعل، وهل سيجد مروان ابنه ويلجأ لإنكار النسب وترك عمر بعد 8 سنوات، هل ستستمر علاقة مروان وليلى التي كانت على المحك ووشك الانتهاء، أم من الممكن أن يشعر مروان بمشاكل زوجته ويحلها؟


أسئلة كثيرة تدور في عقل المشاهد تجعله يقف أمام الاختيارات مكلوم الأيدي، وسواء تم حلها في النهاية أو تُركت مفتوحة للمشاهد سيُذكر للعمل طرحه لمسائل لا يحب أو يفكر الجمهور فيها منها التبني وتجميد البويضات واضطراب العلاقات بين الزوجين وغيرها.