محمد هشام عبية: "صلة رحم" يثير التفكير لا الجدل.. ودخلت عالمًا سريًا لكتابة الحلقات

تؤثر الخلفية النفسية لدى الأشخاص على كل قراراتهم الحياتية سواء اليومية أو المصيرية، فمن الممكن أن ترى شخص يتصرف بتصرفات غير طبيعية فلا تتعاطف معه وتنتقده مثلما يفعل الكثير، ولكن إذا نظرت لمرجعه النفسي ودوافعه التي أدت إلى ظهور هذا السلوك فمن الممكن أن تغير رأيك أو وجهة نظرك فيه.

وهو ما حدث بالفعل مع جميع شخصيات مسلسل "صلة رحم" والذي يُعرض خلال النصف الأول من شهر رمضان وهو من بطولة إياد نصار، ويسرا اللوزي، وأسماء أبو اليزيد، ومن إخراج تامر نادي، وتأليف محمد هشام عبية، حيث تظهر كل الدوافع النفسية للأبطال، خاصة مع البطل "دكتور حسام" الذي يقوم بدوره إياد نصار.


تأثير الخلفية النفسية على الأشخاص

الخلفية النفسية للبطل تشبه الكثير منا عندما نقوم بسلوكيات في سن كبير بسبب حرماننا منها في سنوات سابقة أهمها الطفولة والمراهقة، ولأن التجارب السابقة تؤثر على قراراتنا الحالية، فحسام وُلد في أسرة مفككة ولا إراديًا يشعر بالمسئولية لما تعيشه والدته، بالإضافة إلى فقدانه لابنه من زوجته الأولى وبعد الحادثة إحساسه بالذنب أصبح أعلى، بهذه الكلمات بدأ محمد هشام عبية حواره مع إعلام دوت كوم، في شرح لحالة البطل النفسية وما الأسباب التي جعلته يصل لفكرة تأجير رحم.

يكمل "عبية" أن "حسام" طوال الوقت لديه هاجس تكوين الأسرة بسبب حرمانه منها، وصلت للحد المرضي وفي سبيله من الممكن أن يقوم بأشياء كثيرة حتى لو كانت مخالفة لمعتقداته، وعندما ظهرت الحادثة فجرت سلوك متطرف في أفعاله.

تعاملت مع السيناريو كتحقيق صحفي

وبالعودة لبداية فكرة المسلسل الشائكة يقول عبية إن شركة الإنتاج كانت تريد أن تنتج عملاً عن تأجير الأرحام وبعد التواصل معه تخيل أن أحدًا اقترح عليه فكرة لتحقيق صحفي نظرًا لكونه صحفيًا في المقام الأول وبعدها بدأ في نسج الشخصيات الرئيسية، مؤكدًا على أن فكرة تأجير الأرحام كانت في البداية مقلقة، ولكنه فضل أن يكتب الزاوية التي يحب أن تتناول منها القضية.

عن كواليس الكتابة فقال إنه تحمس كثيرًا للفكرة وأحبها لأنه يُفضل الكتابة عن الأفكار المقلقة والتي تعمل على إثارة التفكير وليست المثيرة للجدل، مضيفًا أنه قرأ كثيرًا عن تأجير الأرحام ووجد أنه عالم سري لا نعلمه تدور بداخله أحداث مثيرة وهو الأمر الذي أثار فضوله لأنه وجده عبارة عن مزيج بين البحث الصحفي الذي يحبه والكتابة الدرامية.


وعن المصادر التي استعان بها أثناء كتابته فأوضح أنه استعان بالكاتب الصحفي علاء عزمي الذي يقوم بدور Film researcher "باحث درامي" وهي مهنة منتشرة بالخارج أكثر حيث إنه يرجع لمصادر ومواد علمية تفيد العمل، كما أنه عمل معه العام الماضي في مسلسل "رسالة الإمام" و"بطلوع الروح"، بالإضافة إلى الاستعانة بـ أطباء متخصصين (طبيب تخدير، استشاري نفسي، استشاري أمراض نسا وتوليد وحقن مجهري) كما لجأ لمتخصصين قانونيين واستعان بكتاب "حكايات الاجهاض" لغدير أحمد.


أسباب اختيار البطل كـ طبيب تخدير

أشار "عبية" إلى أنهم وجدوا أن البطل يجب أن يكون طبيب تخدير حتى تتوفر لديه الأدوات التي تساعده على القيام بعملية تأجير الرحم بطريقة أكثر سهولة، بالإضافة إلى أنها لها دلالة رمزية لأن طبيب التخدير يفهم معنى الألم وتجميده، وهو ما طبقه على نفسه، رغم تركيز "عبية" على الدلالة التوظيفية منذ البداية.

قرر فريق العمل أن يكون البطل رجلاً حتى تتم مناقشة مفهوم تكوين الأسرة من وجهة نظر أب، مكملاً عبية لأن الذي يقبل على فكرة تكوين الأسرة في الأغلب تكون الأم.


رغم حرمانية فكرة تأجير الأرحام في المنطقة العربية إلا أن عبية أكد على أنه بعد عرض المسلسل علم أن هناك أشخاص كان لديهم القابلية لخوض مشوار تأجير الرحم في مقابل أن يصبح أبًا ولديه أسرة من زوجته التي يحبها ولكن الموضوع لم يكتمل، موضحًا أنه لم يتواصل مع حالات قامت بتأجير الرحم من قبل، ولكنه شاهد فيديوهات مسجلة لسيدات عرضن أرحامهن للإيجار كان دافعهن بالطبع المال.


أوضح "عبية" أنه بالتأكيد تأجير الرحم في المنطقة العربية محرم في كل الدول قانونًا وشرعًا، ولكن في إيران له وضع قانوني وهناك نوع من أنواع السياحة قائمة على فكرة تأجير الأرحام، ورغم أنه مقنن هناك إلا أنه لا يخلوا من المشاكل بفكرة النزاع على أحقية الأمومة بالإضافة إلى فكرة النصب والاحتيال والضرر النفسي الذي يقع على الأم البديلة.


"صلة رحم" لا يروج لفكرته

نفى أن المسلسل من الممكن أن يُروج لفكرة تأجير الأرحام، مؤكدًا على أن الفكرة ترتكز على الدافع وراء ما الذي يجعل شخص يفكر في تأجير الرحم سواء رجل أو امرأة وتعود في الأغلب إلى أنها فطرة داخلية وخاصة للأم تجعلها تبذل أي وسيلة حتى لا تحرم منها، لأننا هنا نتحدث عن فكرة الأسرة.

عن ظهور الشيخ خالد الجندي في العمل قال إن ظهور رجل دين في المسلسل ليوضح رأي الدين في ما ينوي البطل فعله هو منطقي جدا، مشيرًا إلى أنه كتب المشهد قبل أن يعرف من سيقوله وكان يريد ألا يكون عبارة عن نقاش بين طبيب ورجل دين حول مسألة تأجير الأرحام ولكن تمحور الحوار حول فكرة القضاء والقدر.


أما عن ظروف تأخير التصوير فقال إن العمل منذ البداية كان 15 حلقة، وتأخر في الانتهاء من التصوير بسبب ظروف الطقس في لبنان، بالإضافة إلى بعض الصعوبات اللوجيستية. 


نرشح لك: "صلة رحم" الحلقة 10.. حنان تهدد دكتور حسام وتهرب بالجنين