"أشغال شقة".. مفتاح الضحك مع آل "دياب"

"من كتر المتعة و الضحك اللي من القلب و التسلية الحقيقية… كان نفسي تبقي (أشغال شقة) مؤبدة".. بهذه الكلمات أعرب السيناريست تامر حبيب عن إعجابه بالمسلسل، وفي الحقيقة أشاركه الرأي. على مدار 15 حلقة عيشنا التسلية والضحكة والأداء الهادئ المدروس لكل كاست المسلسل.

وإذا استخدمنا المجاز في الوصف، فيمكن وضع المسلسل في المنطقة الخضراء للكوميديا، تلك المنطقة التي تعتمد على كوميديا الموقف، والتي تخدم الإفيه بذكاء ولا تستهلكه، فتخرج الضحكة بسلاسة.

فبعد نجاح الثنائي شيرين وخالد دياب في "تحت الوصاية" العام الماضي، عادا في رمضان هذا العام ليقدما تحديا جديدا في تأليف الكوميديا، فقدما رسما دقيقا للشخصيات، وحوارا تلقائيا على لسان أبطاله، ومواقف تفرز الكوميديا ولا تتعمدها، فـ تنأى بنفسها عن شبهة الاستظراف، والاستهلاك، والإيحاءات.

تنوع وسلاسة الخطوط الدرامية

تضمن مسلسل "أشغال شقة" عددا من الخطوط الدرامية المتنوعة، إلى جانب الموضوع الرئيسي الذي يدور حول رحلة بحث دكتور الطب الشرعي حمدي "هشام ماجد"، وزوجته ياسمين "أسماء جلال" عن مربية منزل تساعدهم في الاعتناء بتوأم حديث الولادة، يتشابك مع هذا الخط الدرامي مواقف كوميدية تجمع "حمدي" مع مساعده "عربي" وكيف تسببت مربيتان بشكل أو بآخر في إفساد أحراز قضايا كان يعمل عليها، وذلك في مواقف كوميدية:

فـ إحداهما قامت بـ "خياطة" فانلة كان بها طلق رصاص، وآخرى قامت بطهي كبد "بشري".


جانب آخر تكشف عنه الأحداث عن علاقة الحب بين حمدي، وزوجته ياسمين، تلك العلاقة التي تترجم بمواقف حمدي الداعمة لزوجته في عملها كمذيعة في إحدى القنوات "غير المشهورة"، تتشابك تلك العلاقة مع قضية صناعة التريند.


علاقة حمدي، وياسمين لا تخلوا من المشاكل، فيتداخل معها تسلط حماتها، وكيف تتعامل ياسمين معها. زاوية أخرى بطلها دكتور غندور "محمد محمود" ذلك الطبيب الذي يعمل في كل التخصصات، فتذهب إليه ياسمين كدكتور رجيم مرة، وأخرى كدكتور نساء، ومرةثالثة يعمل طبيب أنف وأذن.


الكل أبطال حتى ضيوف الشرف

هشام ماجد: تعامل مع الكوميديا بذكاء واحترام، وخلق من تعبيرات واجهه وحدها، -حتى لو "مكشر"- مواقف كوميدية.


أسماء جلال: يحسب لخالد دياب، الرهان عليها فعلى الرغم إن دور الكوميديا جديد عليها، إلا أنها استطاعت أداء الدور بسلاسة ، ساعدها في ذلك كوميديا الموقف نفسها.

مصطفى غريب: شكل ببراعة دويتو ناجح مع دكتور "حمدي" فقدم دور المساعد "عربي" تلك الشخصية الاستغلالية الفضولية التي تحب الفلوس، وما ينجم عنها من تصرفات مدعومة بـ إفيهات لا يمكن وصفها إلا بـ "صاروخ ضحك"


إنتصار "أم صابرين": أولى ضيفات العمل، وقدمت بخبرتها الكبيرة، دور العاملة الثرثارة التي لا تترك الموبايل.. وأصبحت جملتها "عيوني حاضر" كوميكس يتداول بنجاح.


إيمان السيد "فاطمة": استطاعت بكلمتين "أطلعوبه وأنزلوبه" وخفة دم أن تشكل إضافة قوية.


إنعام سالوسة "صفية": قدمت دور عاملة المنزل التي تعاني من ضعف السمع، وما ترتب على ذلك من مواقف كوميدية، وفجأة تجعلك تبكي عندما قرروا الاستغناء عنها فتقول: "كل اللي يهمني من الشغل الونس".


رحمة أحمد "هادية": بشعر مجعد وملابس بالية، قدمت دور عاملة المنزل "خرابة البيوت" التي نجحت في الوقيعة بين حمدي وياسمين، مستغلة جملتها: "أنا عاملة عليك/ عليكي".


الحديث عن باقي الضيوف طويل، كلا أدى دوره في خدمة كوميديا الموقف، قد تختلف جرعة الكوميديا من حلقة لأخرى، لكن في المجمل نحن أمام عمل درامي كوميدي سيعيش فترة ليست بقصيرة، ويجعلنا نطمع من آل دياب أن يقدما أعمالا كوميدية أخرى لا تقل عن هذا المستوى.  

نرشح لك: بسام سرحان يكتب: ما سر نجاح "أشغال شقة"؟