مينا فريد يكتب: "كيرة والجن" متعة بدون نشوة الشبع الكامل

عظيم الخيال!

زيي زي كتير منكم في كل رواية بقراها بخلق بيها جوه عقلي فريق عمل عبقري لفيلم متكامل، بعيش مع الشخصيات وبحس بتفاصيلهم، ببدأ ارسم جوا عقلي الوشوش واستطعم كل المشاعر واسمع أصوات أبطالها وبحسهم، بشوف بوصف الكاتب الأماكن وبتمنى أعيش فيها، ده أنا حتى ساعات بسمع موسيقى ماعرفش اترجمها لنغم.. بس هي موسيقى بتشتغل جوايا، أحمد مراد شاطر جدا في ده، في أغلب رواياته بتبقى حاسس وشايف ولامس وسامع، مش مهتم أوي بتقييمه الأدبي العظيم مهتم بكونه بيسفرني بحكاياته وكتاباته.. كتير بقعد لوحدي أعيش وسط آلة زمن بصنعها بخيالي واروح لكل مكان كان مكتوب وأرسمني في دور واحد من أبطال العمل وأغمض عيني وأتفاعل معاه.

كعادتنا كبشر، مفيش مخرج عمره هيبقى أحسن مني قدام مني لما بحوّل الرواية لفيلم و أنا بقراها، ومش أنا بس.. كل حد فينا بيعيش الرواية والحدوتة وهو في رحلة قرايتها بيحس نفسه كده، وعشان كده بيبقى صعب عليا جدا إني بعد ما أقرا رواية أشوفها فيلم.. عمري ما ببقى راضي.. بس القاعدة دي اتكسرت في فيلمين بس.. الفيل الأزرق 1 وتراب الماس.

والمفاجأة أن الاتنين لأحمد مراد و مروان حامد.

كان ماليني الحماس..

وأنا داخل “كيرة والجن” كنت متوقع عمل مبهر إخراجيا وكاريزما مالية الشاشة من كريم وعز، أما الحكاية فهي أكيد حلوة، ما أنا أصلا عارفها لرواية 1919 اللي قريتها مرتين، كان قلبي بيدق ومتحمس كليا لأني هشوف الأماكن اللي في الرواية اللي أنا رسمتها بخيالي عاملة إزاي.

الفشار كان في أيدي ودخلت في وقت كانت السينما فاضية فيه الصبح وقعدت قعدتي المفضلة واستنيت الابهار.. نفس الإحساس ورعشة القلب من أول مرة دخلت سينما وكل مرة بدخل سينما.

أول جزء من الفيلم كان مبهر.. إهداء لأعظم كتاب السيناريو في مصر الأستاذ وحيد حامد خلّاني ابتسم، إحساس بإني شايف فيلم تاريخي متكامل ساعة ونص من المتعة والحكايات المغزولة بصدق بمصادر تاريخية.. رحنا بريك رجعنا لقيت فيلم تاني خالص! هو ده فيلم أكشن يعني؟ ثانية واحدة! القصة فيها اختلافات كتير! فين مشاهد القصر! دي حدوتة تانية!

الإخراج، التصوير، الموسيقى والأداء التمثيلي للكل كان ما بين فوق المتوسط والعظيم ما عدا روبي .. ماعرفش ليه روبي في الدور ده!

وقفت كتير عند شوية من الأدوار الثانوية وحبيتها جدا، مثلا دور “عربي التروماي” لأحمد عبد الله محمود كان قد إيه دمه خفيف فيه وماسكه.. دور الأستاذ أحمد كمال “شحاتة”، وأخيرا دور “أليعازر” لتامر نبيل اللي كان مفاجأة الفيلم.

خلص الفيلم وطلعت وأنا ناقصني حاجات كتير! أنا ماعرفتش أحب الشخصيات دي، ماعرفتش أعيش معاهم.. ماعرفتش أفهمهم! ماعرفتش احس ليه ده وفي وليه ده يخون وليه دي تضحي، إيه دوافعكم.. الحكاية مبتورة.. ماشي عناصر الفيلم كلها جميلة، بس مفيش حاجة أهم من الحدوتة وعلى أساسها كله بيتبني ويتجدل.

فيلم كيرة والجن فيلم حلو.. صعب حد يقول إنه وحش.. بس غالبا هتلاقيك خارج مش مرتاح وناقصك حاجة.

خسارة كبيرة أن الإنتاج ده كله مانطلعش منه بتعلّق بشخصية ونحبها بقوة.. هيفضل المجد للخيال! وللحكايات..

نرشح لك: فيصل شمس يكتب: هل تعرض -فعلا- أحمد عز لمجازر صحفية؟