دعاء فاروق تكتب عن الطلاق المتحضر لعلا عبد الصبور: ده تمثيل

مين شاف علا عبد الصبور لما اطلقت؟

علا عبد الصبور صيدلانية طلع عينها علي ما لقت ابن الحلال شوفنا معاها معاناة بنات كُثُر قبل الزواج مع من يتقدم لهن.. كل عريس فيه من العبر ما يملأ مجلدات ومسلسلات.

نرشح لك: إذا شاهدت مسلسل “البحث عن علا”.. اختبر معلوماتك بـ هذا الكويز

 

تعبت علا وفقدت الأمل في إيجاد من يفهمها.. ولكنها أخيرا وُفٍقَت في إيجاد عريس محترم يعمل طبيب نفسي ومستواه كويس تزوجته وتركت عملها من أجل بيتها وأولادها، نقلها نقلة لطيفة جدا، تعيش في بيت لطيف، في منطقة راقية وعربية حلوة وأطفال في مدارس إنترناشيونال وهو في المجمل رجل راقي في التعامل لم يمد يده عليها ولا مرة، لم يخُنها ولم يكن بخيلا معها.. ولكنه زهق منها وقرر إنه يطلقها .

علا خدت الصدمة، ليه عاوز تطلقني، طيب قول ايه اللي مضايقك مني وانا هعملك اللي انت عاوزه، ولكنه نفذ قرار الطلاق بلا رحمة، والسبب إنه مش مبسوط ومش لاقي سعادته معاها.

الراجل طلق علا ولكنه ظل على علاقة محترمة بطليقته فترك لها المنزل بكل ما فيه لتعيش فيه بسلام مع أبنائها، ذهب معها لاجتماع المدرسة، وخرجوا سويا مع الأبناء ليبلغوهم بقرار الطلاق، ووصل مع طليقته لدرجة من الاحترام نادرا ما سمعنا بها أو يمكن مسمعناش عنها من قبل حينما طلب أن يعطيها مصروف شخصي لها بعد الطلاق إلى جانب مصاريف الأبناء المدفوعة بالكامل لأنها لا تعمل، ولكنها رفضت وقررت أن تعتمد على نفسها.

مسلسل لطيف وظريف ودمه خفيف بطولة هند صبري في دور علا عبد الصبور وأنا شخصيا استمتعت بمشاهدته جدا مفيهوش أي شد أعصاب ولا فيه مقالب ولا جرائم ولا ساسبنس ولا الهم ده كله .

هند صبري طبيعية جدا وتحس إنها واحدة صاحبتنا بتتكلم زينا بالظبط حتى إنها تنظر لنا مباشرة في الكاميرا لتقول لنا ما تقوله الستات لبعضها في جلساتهم الخاصة، وطبعا سوسن بدر، شربات وباقي طاقم العمل مظبوط عالشعرة مفيش حد مش في مكانه، إخراج وتصوير وموسيقى تصويرية حاجة وارد الخارج، سلاسة وشياكة وحاجة تعدل المزاج .

هذا المسلسل ينتمي للمسلسلات الخيالية ولا يمت لواقع الطلاق الذي نشهده حوالينا بأي صلة، الطلاق عندهم حلو حلاوة يعني أحلي بكتير من الجواز، لدرجة إني قرأت في أكثر من جروب على الفيس بوك بنات يتمنين أن يُطلقوا مع إن كلهن لسة سينجل ..حبايبي الحلوين هقولكم الجملة اللي كان أبويا بيقولهالي لما كنت بعيط في أي مشهد، كان يقول لي ده تمثيل يا بنتي ده مش حقيقي!

إنتي يا بنتي منك ليها استمتعي بالمسلسل، بس لازم تعرفي إن ده تمثيل يا بنتي ده مش حقيقي، ولو إن فيه مشاعر كتير حقيقية بس قصة الطلاق بهذا الاحترام والتحضر لم نشاهدها يا بيه في الحقيقة قبل كده، خد عندك بقى الطلاق بحق وحقيقي عامل إزاي :

تذكرت حلقتي في محكمة الأسرة التي تعج بالسيدات في محاولة واهية منهن لإثبات دخل الزوج حيث أنه لا يدفع النفقة التي تكفي لإطعام أولاده عيش حاف، تذكرت حينما حكي لي القاضي عن أغرب قضية تمكين للزوجة حيث مكنها من شقة الزوجية هي وأبناءها فذهبت لتجد البيت متساوي بالأرض فقد قرر الزوج إنه يهد البيت اللي فيه شقة الزوجية ولا إنه ينَوٍله لطليقته وعياله .

طيب يا دعاء إنتي بتتكلمي في مستويات واقعة خالص ما يمكن المستويات الراقية الطلاق فيها أرقي وأحسن .. طب خدوا عندكو:

تذكرت الست الراقية الكلاس وهي تجلس في سيارتها الفارهة أمام المدرسة الإنترناشونال لتري أولادها اللي أخذهم منها زوجها المتسلط الواصل بالعافية واستخدم كل الطرق الملتوية لحرمانها من أبنائها وظل يلقن أبناءه طريقة التعامل المثلي بالنسبه له مع والدتهم فما كان منهم إلا أن قذفوها بكمية من الشتائم المقززة لها أمام المدرسة.

ومن المشهد العام تقول أكيد الست دى مش كويسة طالما ابنها بيشتمها كده فتجد الرد أسرع مما تتخيل من ربنا سبحانه وتعالي لحفظ ماء وجه الست المحترمة التي انزوت تبكي بحرقة حينما ظهرت سيدة تخرج من المدرسة بمنتهى السرعة لتنهر الولد وتقول له اتقي الله في أمك الست المحترمة، أنا جارتكم وطول عمرنا بنسمع صراخها من ضرب أبوك ليها من غير أي ذنب كنتو عاوزينها تعيش في الذل ده ليه وهي بنت أصول ومحترمة وشايلاكم انتو وأبوكم فوق راسها، كانت هتموت في إيده آخر مرة ولما أهلها خدوها زعلتوا قوي أبوكم بيعاقبها عشان اطلقت منه، فبكي الولد وقال لها بابا هو اللي قال نشتمك لما نشوفك .

تذكرت المكالمة التليفونية التي جاءتني بصوت ملهوف من سيدة طريقتها في الكلام شديدة الرقي، هي جده مكلومة تحدثني عن زوج ابنتها الذي خطف ابنه من الحضانة قبل ميعاد خروجه ليذهب به إلى المطار ومن المطار إلى دولة أوروبية ولا يعلمون عنه شيئا مع العلم انهم لم يمنعوه من رؤيته يوما ولم يتركوا أي تعليمات في الحضانة بخصوص منع الأب من رؤية ابنه وبالتالي تمكن من أخذه بمنتهي السهولة .

طبعا هتطلعي الرجالة كلهم وحشين والستات هم اللي كُمًل؟.. خدوا عندكو:

تذكرت أنني لم أتحيز للسيدات فقط ففي مرة من المرات تحدثت في برنامجي عن حق الأب في استضافة ابنه وقلت أن من حقه أن ياخذ ابنه علي الأقل يومين في الشهر لينام في حضنه ويقضي معه إجازة طويلة، ويومها خلصت الحلقة وذهبت بحسن نية للنادي وإذا بي أجد تحفز شديد من عدد لا بأس به من الستات ينهروني لأنني دافعت عن هذا الرأي وكان ناقص يحدفوني باي حاجة في إيديهم .

تذكرت حلقة الرؤية التي ذهبت فيها لمركز شباب الجزيرة وهو مكان من ضمن الأماكن التي تحدده محكمة الأسرة لتمكن الأب من رؤية أبناءه ..وهناك وجدت مهازل توجع القلب على الطبيعة، وجدت رجال تبكي بحرقة لأن الزوجة لم تحضر الأبناء لرؤية والدهم، ووجدت أبناء وأمهات تبكي لأنهم موجودين والأب لا يأتي أصلا، ووجدت جدات وجدود بالألعاب ينتظرون الأولاد بلهفة ويأتي الطفل وهو محمل بأوامر مجحفة بألا يأخذ الهدايا من جدته وأن يعاملها ببرود شديد .

تذكرت تلك الأم التي كسرت الموبايل الذي اشتراه طليقها لابنه ليتمكن من محادثته فالأم عاملاله بلوك وهو هيموت ويسمع صوت ابنه كل يوم قبل ما ينام فاشترى لإبنه موبايل وذهب ليعطيه الموبايل بعد تمرين النادي فما كان من والدته إلا ان كسرت الموبايل وكسرت معاه قلب ابنها عليه.

تذكرت الأب الذي ترك أبناءه مع أمهم ولم يسأل في مصاريفهم ولم يسأل عنهم يوما واحدا وكانت الأم التي تعلم جيدا أهمية وجود الأب في حياة أولادها المراهقين، ترسلهم لوالدهم في فيلا والدته الكبيرة ليقضوا اليوم مع والدهم وجدتهم، فكانت الجدة تركبهم تاكسي وترجعهم لأمهم من غير حتى ما تكلف نفسها تغديهم، قائلة أبوكو مش هنا وأنا ست كبيرة مش قادرة أعمل أكل ولا أقف في مطبخ، ولما الابن الكبير تخرج من كلية الهندسة ونزل صور التخرج على صفحته أحد الأصدقاء المشتركين أخذ الصور وأرسلها لوالده، فقرر الوالد أن يضع صورة ابنه في حفل التخرج على صفحته ليتباهي أن ابنه خريج جامعة كبيرة وإذا بالشاب يتصل بوالده ليطلب منه بمنتهى الحدة والحزم أن يمسح صورته من على صفحته قائلا جاي تتباهي بيا دلوقتي، كنت فين وأمي بتلحس التراب عشان تعلمنا وتصرف علينا مش عاوز أعرف عنك حاجة وانت لا أبويا ولا انا ابنك وقفل السكة في وشه تاركا الأب في ذهول حيث لم يستطع أن يرد بكلمة واحدة، هيرد يقول ايه على خيبته التقيله.

للأسف الشديد كل هذه القصص حقيقية ١٠٠ % هذه هي الصورة الحقيقية للطلاق في مجتمعاتنا وكنا نتمنى أن تكون صورة الطلاق بهذا التحضر الشديد مثلما جاءت في مسلسل “البحث عن علا” ولكنه الخيال الذي نبحث عنه دائما وربما لا نجده أبدا.

إعلام دوت كوم من العرض الخاص لفيلم تماسيح النيل