كريم الدجوي: افتح القوس وزود المرحوم

“افتح القوس” تعبير ساخر من فيلم ليلة سقوط بغداد، اطلقه حسن حسني (حضرة الناظر) ليوحي للمشاهد أن تكرار الهجوم على الدول العربية والإسلامية زاد واصبح عادي، حتى أصبح رد الفعل مجرد “افتح القوس” وزود البلد المنكوبة .. وعلى نفس الطريقة، بقى فيه أنماط من التعامل مع كل القضايا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد كل حادثة، عملية إرهابية، هزيمة كروية، فضيحة … بقينا بنتعامل مع الموضوع بمنتهى التبلد وبنكرر نفس الخطوات المتكررة، وإليكم على سبيل المثال تسلسل ردود الأفعال على الإنترنت لما أى فنان يتوفى:

1- الموضوع بيبدأ بحد يعلن الوفاة …
2- حد تاني يؤكد إنه أبن خالة المتوفي، وإنه بصحة جيدة، وإنهم لسه لاعبين بلياردو سوا، وطالبين أكل من كووك دور …وكله زي الفل
3- تأكيد لوفاة الشخص
4- حملة تشيير من محبي الشخص السريين (لإنهم عمرهم ما كانوا بيشيروا أعمالوا قبل كده، ولا جابوا سيرته)، ومقاطع فيديو عمرنا ما شوفناها للمتوفي وهو بيعمل أعمال عظيمة … تليها بوستات عميقة عن مدى سمو رسالة المرحوم الفنية والإنسانية اللى ما نعرفش ما كانتش ظاهرة لنا ليه!
5- مجموعة عشاق المزايدة اللى بيحبوا يعلمونا الأدب، لإننا فى يوم ما عجبناش عمل فني للمرحوم، أو اتريقنا عليه، أو محبونهوش زي ما المرحوم كان بيحبنا
6- 3 أو 4 فيديوهات عنوانها شاهد أخر لقاء للمتوفي قبل وفاته، ولو هو صغير فى السن هتلاقي سيل من القصص لناس كتير قابلوه وعمل معاهم مواقف لا تنسى وقال لهم حكم لا تقدر بثمن ..
7- واحد من محبيين المتوفي يطلع يشتم فى الناس اللى بتقول إنه لا يجوز الرحمة عليه
8- سيل من البوستات المتطرفة، تجزم بأن المتوفي وكل من جاب سيرته بالخير هيكون مصيره جهنم، والسبب إنه مش مسلم، أو فنان، أو ساند الإنقلاب، أو له أصحاب فنانين، أو له حد قريبه كان في حملة تمرد
9- مجموعة من الناس تغير صورة البروفايل بتاعتهم لصورة فنية حبتين للمتوفي ويعملوا شير لفيديو مجمع عملته أحدى الفضائيات عن الراحل/الراحلة  بعد ما يطلقوا عليه لقب مبتذل .. مثال: الكوميديان الأخير، أمير المسرح..إلخ.
10- مجموعة عشاق المزايدة اللى بيحبوا يعلمونا الأدب يستمروا في نقد سلوكنا اللا أخلاقي،  لإننا فى يوم ما عجبناش فيلم للمرحوم، أو اتريقنا عليه، أو محبونهوش زي ما المرحوم كان بيحبنا
10- صمت تام … نتشغل فى أى حادثة أو إعلان فكاهي أو قضية فاضية
11- حد مشهور تاني يتوفى، ويتم تكرار العشر خطوات السابقة

الكلمتين دول مش للسخرية، ربنا يرحم الجميع، ولا يجوز عليهم سوى الرحمة … أنا بس بانبه الناس إن كتير مننا بقى عاملين زي المطربين، بيقدموا على مواقع التواصل الاجتماعي اللى الجمهور عايزه، مش اللى هم عايزين يقولوه، وبقى ناس كتير خايفين يعبروا عن رأيهم حتى لا يخرجوا عن الجماعة … والنتيجة إن كل حدث بقى له خلطة زي أفلام العيد اللى لها خلطة بلطجي ورقاصة وكام نكتة أبيحة .. وربنا يرحم الجميع.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر : @karimeldegwy