كيف أدت إصلاحات مارك زوكربيرج المزعومة إلى نتائج عكسية على فيسبوك؟

أسماء مندور

 

في خريف عام 2018، أرسل جونا بيريتي، الرئيس التنفيذي لموقع BuzzFeed، رسالة بريد إلكتروني إلى مسؤول كبير في فيسبوك، قال فيه إن المحتوى الأكثر إثارة للخلاف كان ينتشر بشكل كبير على المنصة، مما خلق حافزًا لإنتاج المزيد منه.

وأشار إلى نجاح منشور على BuzzFeed بعنوان “21 شيئًا يخجل كل البيض من قوله”، والذي حصل على 13 ألف مشاركة، و16 ألف تعليق على فيسبوك، على الرغم من أن العديد من الأشخاص انتقدوا BuzzFeed لكتابته، كما أثار بعض الإشكاليات حول قضية العِرق. وأضاف أيضًا أن المحتويات الأخرى التي أنتجها الموقع، لم تلق أبدًا نفس القدر من التفاعل والمشاركة.

نرشح لك: مجلة “Time” تختار الفلسطينيين منى ومحمد الكرد ضمن قائمة الأكثر تأثيرا على العالم

تأثير معاكس

يكشف تقرير وول ستريت جورنال، المأخوذ من المصادر والوثائق الداخلية لفيسبوك، أن الشركة تقول غالبًا شيئًا واحدًا عن سياساتها فقط لتقوم سراً بعمل آخر، حيث أفادت التقارير المنشورة أن فيسبوك أجرى تغييرًا في خوارزميته في عام 2018 بهدف تحسين منصته، وزيادة نسبة تفاعل المستخدم. وأعلن مارك زوكربيرج وقتها أن هدفه هو تقوية الروابط بين المستخدمين، وتحسين رفاهيتهم من خلال تعزيز التفاعلات بين الأصدقاء والعائلة، لكن كشفت الوثائق أن الموظفين داخل الشركة اعترفوا أن التغيير كان له تأثير معاكس، حيث جعل فيسبوك، وأولئك الذين يستخدمونه، أكثرغضبًا.

إصلاحات مزعومة

في نفس السياق، كشف موقع bloomberg أيضًا أن زوكربيرج قاوم بعض الإصلاحات التي اقترحها فريقه، لأنه كان يخشى أن يؤدي ذلك إلى تقليل تفاعل الأشخاص على فيسبوك. ورداً على ذلك، قال فيسبوك إن أي خوارزمية يمكن أن تروج لمحتوى مرفوض أو ضار، وأن الشركة تبذل قصارى جهدها للتخفيف من المشكلة.

حقيبة مختلطة

في سياقٍ متصل، عندما كشفت الشركة عن خططها لإنشاء نسخة للأطفال من إنستجرام، قال المسؤولون التنفيذيون مرارًا وتكرارًا إن الأبحاث تكشف أن تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للمستخدمين الصغار كانت عبارة عن “حقيبة مختلطة”، على حد تعبيرهم، وأن المنصات يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في حياتهم، لكن كشف المديرون التنفيذيون أن أبحاثهم الداخلية وجدت أن ثلث الفتيات المراهقات قلن إنهن يشعرن بالسوء تجاه أجسادهن بسبب إنستجرام.

وعلى صعيدٍ آخر، أفادت التقارير أيضًا أن فيسبوك عندما أجرى تغييرًا على موجز الأخبار الخاص به في عام 2018 للتأكيد على مشاركات الأصدقاء والعائلات، قد أخفى حقيقة أن التغيير قد يعزز أيضًا أرقام المشاركة الضعيفة للمنصة. كما أنه لم يوضح أن أحد النتائج الثانوية المؤسفة لهذا التغيير هو أنه جعل المحتوى العنصري والمثير أكثر شيوعًا.