سحر كامل التي لا تعرفها نقابة الممثلين

إيمان مندور

قبل ساعات، فوجئ الجمهور بنبأ وفاة الفنانة سحر كامل، والذي أعلنه الفنان محمد علي رزق عبر صفحته على فيس بوك، لتنهال التعازي من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء عبر حساب الفنان، أو الصفحات الرسمية للصحف والمواقع الإلكترونية.

عبّر الجمهور عن حزنه في وفاة سحر كامل كأنها نجمة كبيرة يعرفها القاصي والداني، فالمحبة لا تعرف حجم الأدوار والنجومية، والفنانة التي لم تنصفها الكاميرا والأعمال الفنية أنصفتها السوشيال ميديا من خلال مجموعة إيفيهات كانت ولا تزال الأكثر تداولا حتى الآن، بدءا من “وأنا مالي يا لمبي”، مرورا بـ”ده أنا كنت نايمة لوحدي” و”اديني الحقنة بسرعة” وغيرها من العبارات التي أضحكت الجمهور، وفي الوقت ذاته زادت من معرفتهم بسحر كامل.

نرشح لك: وفاة سحر كامل.. صاحبة الإفيه الشهير “وانا مالي يا لمبي”

لكن يبدو أن هذا التعبير الجارف عن المحبة لا بد أن يشوبه كدر، إذ صرّح الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أن النقابة لا تعرف فنانة بهذا الاسم، وأنها لا تمت للنقابة بصلة. بالطبع كان التصريح صادما للجميع، فلأول مرة يكون الجمهور متعاطفا مع وفاة فنان بينما تكون النقابة عكس ذلك، أو على الأقل متجاهلة الأمر.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما فائدة الإدلاء بمثل هذا التصريح الآن؟

فلو أن الإجابة تكمن في كون الفنانة الراحلة كانت تمارس المهنة بدون الحصول على عضوية النقابة أو أي تصاريح عمل، فهذا يعني أن النقابة لم تكن تقوم بدورها على أكمل وجه وقتها، لدرجة أن فنانة تشارك في نحو 15 فيلما، بالإضافة لعدد كبير من المسلسلات والمسرحيات، بدون عضوية نقابة أو تصاريح عمل.

ولو كان تصريح النقيب بغرض التبرؤ من الفنانة الراحلة، فبماذا أضرّت النقابة حتى يكون التعليق على وفاتها بمثل هذه الحدة؟! أي أنه في كل الأحوال لم يكن التصريح موفقا على الإطلاق.

من هي سحر كامل؟

ولأن النقابة لا تعرف سحر كامل، أردنا أن نلقي الضوء على بداياتها وحياتها، من خلال ما روته بنفسها في حوارها ببرنامج “صاحبة السعادة”، حيث أوضحت أنها نشأت وسط أسرة محافظة، ووجدت صعوبة بالغة في دخول الوسط الفني، حيث جاءتها فرص كثيرة إلا أن والدها كان دائم الرفض والاعتراض.

عشقت سحر التمثيل منذ مرحلة الطفولة، إلى أن أدت أول أدوارها في مرحلة الثانوية العامة.. “كان أول دور لي في فيلم مع المخرج الكبير ناجي أنجلو والفنانة الكبيرة مديحة كامل، كنت في أولى ثانوي ووالدي ووالدتي رفضوا إني أمثل، فأوهمتهم إني عندي انهيار عصبي حتى أضغط عليهم ليوافقوا على التمثيل، لحد ما أمي أقنعت بابا ووافق على مشاركتي في الفيلم، وفعلا شاركت فيه بمشهد واحد وكان ده أول فيلم أعمله تقريبا سنة 1979”.

أما الفنان محمد علي رزق، الصديق المقرب من الفنانة الراحلة، أوضح في حواره مع إعلام دوت كوم أنها كانت تعمل بدون تصاريح أو أي شيء من هذا القبيل، لأنها فنانة قديمة وتعمل منذ سنوات طويلة ولم يكن وقتها هناك تشديدات على تصاريح العمل مثلما يحدث الآن، وبالتالي كان يعرفها الجميع وتشارك كزميلة في الوسط الفني.. “الناس كانت بتتعامل معاها عادي كفنانة.. حتى لو هي مش نقابية فهي معانا في الشغلانة.. عُمر ما حد سألها على كارنيه أو تصريح”.

بكى محمد علي رزق خلال حديثه عن الفنانة الراحلة، مؤكدا أنها صديقة مقربة لأسرته، ولوالدته تحديدا منذ أكثر من 20 عاما، وبالتالي هي في مكانة والدته، فضلا عن كونها فنانة موهوبة وسيدة طيبة للغاية، وأم عظيمة لأولادها.. “فنانة شاطرة جدا لكن للأسف ما اخدتش حظها في الشغلانة.. بس ده لا ينفي كونها إنسانة عظيمة وليها فضل عليّ أنا شخصيا.. سحر كامل أول من عرفتني مكاتب الكاستينج، وأول من ذاكر لي وفهمني، أول ما جالي حلقة قامت مسكتها وفهمتني ايه السيناريو والحوار ولازم احفظ ايه وازاي.. سحر كامل خدت بإيدي في بدايتي.. إنسانة عظيمة جدا.. هي دي سحر كامل اللي أنا اعرفها”.

في النهاية، وبالرغم من المساحات الضيقة التي كانت تتحرك الفنانة الراحلة خلالها في الأعمال الفنية، إلا إنها نجحت في العبور للجمهور، بل وأحبها الجميع، وهو ما لم يتم التعبير عنه بشكل جماعي من قبل مثلما حدث اليوم عقب وفاتها. وبالتالي ندرك أن العبرة في النهاية بمحبة الجمهور فقط، حتى وإن كان حجم الأدوار بسيطا.. أو أن نقيب الممثلين لا يعرفك شخصيا!