بعد أزمة رونالدو مع كوكاكولا.. ما المخاطر التي تواجه العلامات التجارية في عصر السوشيال ميديا؟

أسماء مندور

سلط رد فعل كريستيانو رونالدو، بإزالته زجاجتي كوكاكولا من العرض في مؤتمر صحفي، وتقليله من قيمة رعاية صانع المشروبات الغازية للبطولة الأوروبية، الضوء على المخاطر التي تواجهها العلامات التجارية المرتبطة بنجوم الرياضة، والتي زادت حدتها في عصر مواقع التواصل الاجتماعي

ذكرت صحيفة الجارديان، اليوم، أن رونالدو، استبدل زجاجات الكولا بزجاجة مياه معدنية. وعلى الرغم من أن علامة المياه المعنية مملوكة أيضًا لشركة كوكاكولا، ولكن الشركة تأثرت، بكل الأحوال، من تصرف النجم الرياضي الكبير، الذي يمتلك 550 مليون متابع على مواقع التواصل الاجتماعي.

نرشح لك: كريستيانو رونالدو يغيب عن شاشات beIN Sports

التزامات تعاقدية

من جانبه، قال تيم كرو، مستشار التسويق الرياضي، الذي نصح شركة كوكاكولا بشأن رعاية كرة القدم لمدة عقدين: “من الواضح أنها لحظة مؤثرة لأي علامة تجارية، عندما يفعل لاعب كرة القدم، الأكثر متابعة في العالم على مواقع التواصل الاجتماعي شيئًا من هذا القبيل. من المهم معرفة أن شركة كوكاكولا تدفع عشرات الملايين من الدولارات لتكون راعيًا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وكجزء من ذلك، هناك التزامات تعاقدية للاتحادات والأندية، بما في ذلك المشاركة في المؤتمرات الصحفية مع الشعارات والمنتجات، لكن من الواضح أن هناك دائما مخاطر”.

لم تكن العلامات التجارية الكبرى قادرة أبدًا على التحكم في تصرفات التعاقدات مع النجوم الكبار، حيث قررت شركة Nike، بثبات، الوقوف إلى جانب تايجر وودز، خاصةً عندما فقد رائد لعبة الجولف العالمي الرعاة الرسميين، بما في ذلك جيليت وجاتوريد، بعد فضيحة جنسية عام 2009. لذلك، فإن ازدراء رونالدو العلني يشير إلى نوع مختلف من التهديد لتوازن القوة التجاري، الذي كان مستقرًا، في يوم من الأيام، بين النجوم والعلامات التجارية، والذي زاد انتشاره في عصر مواقع التواصل الاجتماعي.

امبراطورية السوشيال ميديا

 

يقول خبير العلاقات العامة مارك بوركوفسكي: “رونالدو في قمة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إنه يمتلك الكثير من القوة، وهذا ما أعطاه الشجاعة للتصرف على هذا النحو”.

الآن في السادسة والثلاثين من عمره، بنى لاعب كرة قدم، الأشهر في العالم، إمبراطورية جعلته يربح أكثر من مليار دولار، أي ما يعادل 720 مليون جنيه إسترليني، من رواتب كرة القدم والمكافآت والأنشطة التجارية مثل الرعاية. المهم هو أن المنصة العالمية التي قدمتها له مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تبلغ نصف مليار متابع على إنستجرام و تويتر و فيسبوك، حررته من اتباع القواعد التجارية للأندية والبطولات والجهات الراعية لها.

إنه أعلى ربح على إنستجرام، حيث يحصل على مليون دولار لكل منشور مدفوع، ولديه دخل يزيد عن 40 مليون دولار من منصة التواصل الاجتماعي سنويًا، حيث يجني منها أكثر من راتبه في الـ يوفنتوس.

حوادث مماثلة

وفي نفس السياق، أزال لاعب خط الوسط الفرنسي بول بوجبا، يوم الثلاثاء، زجاجة علامة تجارية شهيرة، خاصة برعاية يورو 2020، من طاولة المؤتمر الصحفي، عندما جلس للتحدث إلى مواقع الإعلام، بعد فوز فريقه 1-0 على ألمانيا. مع العلم أنه قبل ثلاث سنوات، كان واحدًا من مجموعة نجوم مانشستر يونايتد، الذين قاطعوا حدثًا تعاقديًا للرعاة للاحتجاج على ترتيبات السفر السيئة للنادي، والتي أثرت على مباريات دوري أبطال أوروبا.

 في هذا الصدد، أكد “كرو” على أن أهم مثال على النشاط الرياضي جاء الشهر الماضي عندما انسحبت ناعومي أوساكا، لاعبة التنس العالمية، من بطولة فرنسا المفتوحة، بعد تغريمها 15 ألف دولار، وتهديدها بالطرد من قبل المنظمين، لقولها إنها ستتخطى التزامات مواقع الإعلام التعاقدية بسبب تأثيرها على صحتها النفسية.

استخدمت أوساكا، التي لديها أكثر من 4 ملايين متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، تويتر للتعبير عن “نوباتها الهائلة من القلق”، وتوضيح القواعد التي “عفا عليها الزمن”، التي تحكم اللاعبين والمؤتمرات الإعلامية، كما أعلنت أنها ستنسحب من بطولة رولان جاروس.

الخلاصة من ذلك، أن وجود منتجات الرعاة على الطاولة أمام الرياضيين في المؤتمرات الصحفية لفترة طويلة، يبدو أنه أصبح قديمًا وغير فعال وقد حان الوقت لتغيير هذه الطريقة، إذ يسلط هذا الحادث الضوء على هذه الحقيقة، كما ذكر العديد من الرعاة هذا في الماضي، لا سيما أولئك الذين يستهدفون الفئات الأصغر سنًا.