محمد شعير يكتب: العبورالثانى.. على جسر أنغام "عمر خيرت"

.. ومن لها غير عمر؟!

محمد شعير
محمد شعير

ذلك أول ما يمكن أن يتبادر الى الذهن، عندما يعلم المرء أن الاختيار قد وقع على الموسيقار الكبير عمر خيرت لتقديم موسيقى حفل افتتاح قناة السويس، ذلك الحدث الجلل الذى يسعى الوطن من خلاله الى تحقيق هدفين محددين، الأول هو أن تتحدث مصر عن نفسها، وأن تفخر – عن حق- بذاتها، وقدرتها وقدرها، والثانى هو أن تفاخر بكل ذلك أمام الأمم، وشعوب العالم، بلغة يفهمونها، حتى يعرف الجميع حجمها.

ولتحقيق هذين الهدفين، المصرية الخالصة والعالمية المنفتحة، لم يكن هناك من هو أكثر جدارة من عمر خيرت، ليعكس هذه الروح، وينقل بفنه صورة وطن، يعتز بجذوره الضاربة فى طمى الأرض، ويباهى – فى الوقت نفسه- بأزهاره المنفتحة على شتى البقاع، والثقافات.. وكذلك كانت وظلت دوما موسيقى عمر خيرت.. مصرية عالمية.. ولذلك قلنا.. من لها غير عمر؟!

والواقع أن موسيقى “الأستاذ” بكل ما فيها من خصوصية، هى قصة نجاح امتدت عمرا كاملا ولاتزال. تشهد على ذلك، حفلاته المستمرة حتى اليوم بدار الأوبرا المصرية، والتى لا تكاد أن تلمح فيها موطأ لقدم، ولا توشك أن تسمع همسا لصوت، من شتى الفئات العمرية، شيوخا وشبابا. كما تشهد على ذلك كلمات ومقالات ودراسات نقاد وخبراء الموسيقى داخل مصر وخارجها، الذين اعتبروه واحدا من أنضج الجسور الرابطة بين موسيقى الشرق والغرب، حيث برع فى تقديم موسيقى عربية الجذور ولكن بروح عالمية، وبرز كمؤلف موسيقى محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل مميزة، تتسم بالعمق والثراء والتدفق، لتصل الى شتى الأصقاع.

عمر من الابداع الموسيقى، فى شتى المجالات، يحمله عمر خيرت فوق ظهره.. قصة ممتدة خالدة، بدأت عندما أطل على الجمهور المصرى والعربى لأول مرة عام 1983، من خلال الموسيقى التصويرية لفيلم “ليلة القبض على فاطمة”، واستمر النجاح عاما بعد عام، عملا تلو عمل، فكانت موسيقاه غالبا هى أحد الأبطال البارزين عبر أكثر من 50 فيلم سينمائى، منها “قضية عم أحمد” و”عفوا أيها القانون” و”اعدام ميت” و”سكون هنصور” و”مافيا” و”عسل أسود” و”زهايمر” و”الجزيرة” وغيرها. وفى مجال الدراما التليفزيونية، كانت له روائع لا تنسى، مثل “غوايش” و”البخيل وأنا” و”ضمير أبلة حكمت” و”مسألة مبدأ” و”الجماعة” و”الخواجة عبد القادر” و”الداعية” و”دهشة” وغيرها، فضلا عن الأغانى والمقطوعات الموسيقية المحفورة فى الوجدان، مثل “عارفة” و”اللقا التانى” و”زى الهوا” و”مصر يا أطهر قلب” و”100 سنة سينما” و”فيها حاجة حلوة” وغيرها وغيرها.

والآن.. وقبل أيام من الحدث الجلل المنتظر، يجرى العمل على قدم وساق، ويقوم “الأستاذ” باستعدادات خاصة تليق بحفل مصر الكبير، المقرر يوم الخميس المقبل، فبعد تقديمه احدى حفلاته فى الساحل الشمالى يوم الجمعة الماضية، حصل على اجازة لمدة 48 ساعة فقط، عاد بعدها الى القاهرة، حيث بدأ اجراء البروفات يوم الاثنين الماضى، استعدادا لثانى أكبر الأحداث الفنية فى حياته، بعد مشاركته فى حفل نصر 73، كما قال هو بنفسه، وكأنه أراد أن يوصل لنا جميعا رسالة، مفادها أنه اذا كان نصر أكتوبر هو العبور الأول لاسترداد الأرض والكرامة، فان افتتاح قناة السويس الجديدة يعد عبورا ثانيا نحو البناء والتنمية، عبورا الى المستقبل.. ونحن بدورنا نؤكد أننا قد تلقينا الرسالة ولا يسعنا سوى أن نرد قائلين.. حقا لقد صدقت.. وطالما كنت من الصادقين.. وما أحلاه من عبور.. على جسر أنغامك الشجية يا عمر.

شاهد بروفة حفلة قناة السويس

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

نقلاً عن جريدة الأهرام

 

 اقـرأ أيضـاً:

محمد شعير يكتب: السير على الحبل “تحت السيطرة”!

متهم لمذيع الحياة: مبحبكش وشكلك رخم

ننشر السبب الحقيقي لوقف “قهوة” أحمد يونس

عيسى ينتقد السيسي: يعمل وفقًا للجنرالات

وزير الثقافة: أحد الوزراء اشتكى من “ولاد رزق”

عمر الشريف: لم أشوه صورة جدي بسبب ميولي الجنسية

لأول مرة في مصر.. ملكة جمال المقابر

انتهت مسلسلات رمضان و…بدأ مسلسل “إيهاب طلعت”

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا