"نسل الأغراب".. أن يحب الجمهور المبالغة

إسراء إبراهيم

يبدأ المشاهد في التكهنات حول طبيعة الأعمال الرمضانية منذ الإعلان عن تفاصيلها. وبدأ الاهتمام بمسلسل “نسل الأغراب” منذ إعلان وجود تعاون يجمع بين النجمين أحمد السقا وأمير كرارة في عمل واحد.

الأفورة

ومع طرح البوسترات الدعائية والبرومو الخاص بالمسلسل -الذي صنفه صناعه على أنه ملحمة- كون الجمهور انطباعا خاصا عن العمل وهو المغالاة في المحاكاة. أو كما تُقال بلغة وسائل التواصل الاجتماعي “الأفورة”. فكل شيء مبالغ فيه بداية من القصة والديكور الضخم بل وأداء بعض الأبطال.

نرشح لك: المتمكن من لغة العيون.. محمد جمعة الأخ الحائر في نسل الأغراب

المسلسل من أول حلقة بدأت معه رحلة “الكوميكس” و”التريندات”. فأصبحت جملة “كُتع كُسح كُسل” الجملة الأولى في رمضان التي تصبح تريندا ومجالا للضحك على “السوشيال ميديا”. والتي جاءت على لسان (غفران الغريب) الذي يجسده الفنان أمير كرارة خلال الأحداث ويتحدث إلى “الغجر” على خلفية مشكلة وقعت مع زوج خالته.

وعلى الرغم من “أفورة” العمل ومبالغته في كل شيء، إلا أن الجمهور لم ينصرف عنه. بل تجد يوميا متابعة لتطوراته وتصدر “الكوميكس” الخاصة بالأحداث وسائل التواصل الاجتماعي. بل أن البعض تأقلم مع العمل على أنه يُقدم مثالا شبيها بالمسلسلات الهندية فلم يعد ينتظر منطقية للأحداث.

القصة

رغم أن القصة تقليدية إذ يتنافس شخصان وهما (غفران الغريب) الذي يجسده الفنان أمير كرارة و(عساف الغريب) الذي يجسده أحمد السقا، على حب امرأة وهي (جليلة) التي تجسدها الفنانة مي عمر. إلا أنها سببا قويا لمتابعة العمل لمعرفة من سيفوز بـ”جليلة” خاصة بعد المعارك التي تدور بين البطلين للفوز بقلبها. وحب “عساف” لـ “جليلة” تحول إلى مادة طريفة على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب كثرة مناداته لاسمها وطلبه من “غفران” أن يتنازل عن “جليلة” ونجلها “حمزة” له في مقابل عودة والدته التي أخفاها منذ 20 عاما.

كلما زادت المبالغة في القصة كلما زاد تعلق الجمهور بالعمل لمعرفة ما الجديد الذي ستضيفه الأحداث. فقد وصلوا لقمة المبالغة لكن في كل مرة تٌفاجئ بأن هناك المزيد من الضخامة والتفخيم في كل ما يدور في المسلسل أو ما يمر من أمام الكاميرا على الشاشة.

السُلطة غير المبررة

أحد عناصر متابعة الجمهور للعمل هو فضولهم لمعرفة إلى أين ستنتهي القصة. فمثلا (غفران الغريب) يمتلك سلطة كبيرة وجاه ومال وحياة مبالغ في بذخها. ويعيش في منطقة لا يبدو عليها أنها تحتاج لكل مثل السُلطة غير المبررة. فالعربيات الفخمة والقصور والأموال وغيرها من الأشياء التي يمتلكها غفران وعائلة “الغريب” تلوح في الأفق وكأن لا أحد يعيش سواهم في المنطقة. فلماذا كل تلك السُلطة وما الحاجة إليها لإظهارها؟!
وعلى الرغم من مكوث عساف الغريب في السجن لمدة 20 عاما منذ عام 2001 وحتى 2021، إلا أنه يمتلك نفس السلطة غير المفهومة ويخشاه أغلب الناس. بل أن البعض ينتظر عقابه منه رغم أنه يخرج وحيدا لا يملك أي شيء أو من يسانده في الحياة. حتى أن زوجته طُلقت منه وتزوجت من عدوه وابنه لا يريد ظهوره في حياته. لكن سُلطته غير المفهومة حتى الآن تدفع فضولك للبقاء على المشاهدة.

الديكور والأزياء

ستجد في المسلسل ضخامة في الإنتاج والأزياء ضمن الأحداث. يصفها أمير عبد العاطي، مصمم ديكور “نسل الأغراب” بأن ميزانية الديكور هي الأضخم في رمضان 2020. وهذا يبدو واضحا للمشاهد بسهولة. هناك العديد من ديكورات الأسود في قصر (عساف الغريب) لا تجد لها مبررا منطقيا سوى حب البذخ وامتلاكه أحد الأسود في منزله وكأنه نوع من التباهي وإنفاق بعض الأموال من الكنوز التي يمتلكها.

على ضفتي “الترعة” التي تشق الطريق بين قصري (عساف الغريب) و(غفران الغريب) ستجد ديكورا قاتما يشوبه السواد والردائة من كل جانب. هو قصر (عساف الغريب) الذي غاب عنه لمدة 20 عاما. حتى أن أرضه أصبحت بورا رغم أن بعض الأهالي وضعوا يدهم على الأرض!

لم يتوقف اهتمام “السوشيال ميديا” عند معرفة القصة وما شابه، بل امتد لملاحظة الأزياء التي يرتديها الأبطال. فكان لـ”جلباب” أمير كرارة والأسنان الفضية لأحمد السقا نصيبا من الاهتمام. فعلى مدار ما يقرب من 15 حلقة لن تلحظ أن أمير كرارة غيّر “جلبابه” الأسود الذي حصل على قدر من “الكوميكس”. وكذلك لن تجد أن أحمد السقا ارتدى “جلباب” آخر غير الذي يظهر به. وكأن الثنائي قررا أن يبقى كل منهما يرتدي نفس الملابس طوال حياته.

أما عن أسنان (عساف الغريب) الفضية فتصدرت الحديث منذ طرح البوستر. ويستخدمها الفنان أحمد السقا طوال الأحداث بشكل مبالغ فيه. إذ يضع لسانه عليها ويظهره كل حلقة وكأنه أسد جائع. بينما كُحل ا(غفران الغريب) فكان هدفا للفتيات لمعرفة نوعه ومدى ثباته على الفنان أمير كرارة الذي يظهر به طوال الأحداث.

المعارك وأفورة الأداء

عنصر من عناصر متابعة الجمهور للعمل هو “أفورة” أداء الأبطال. فعلى سبيل المثال (عساف الغريب) الذي يجسده الفنان أحمد السقا يستمر في رمي النكات والشتائم بشكل كبير حتى أن أكثر كلمة يرددها هي “خسيس”. وخلال مشاهد العنف والضرب تجده الشخصية تتمتع بجانب كوميدي ومبالغة فعندما قتل الرجل الذي كان يحتفظ بأم (غفران الغريب) سيلاحظ أن الرجل اندفع في الهواء حتى اصطدم بالسيارة. وفي المعارك يستخدم العصا الخاصة به وكأنها طبقا طائرا لقطع الرقاب.

على الجانب الآخر تجد الفنان أمير كرارة بشخصية (غفران الغريب) يتغالى في سلطته. لا يذهب إلى أي مكان إلا ومعه أسطول من السيارات الفخمة بأحدث الموديلات. بالإضافة إلى تهديده أي شخص أو حتى قتله. وفي مشهد مبالغ جدا ألقى بأحد العمال من فوق الجبل وهو يستمر في سؤاله “حاولت تهرب ليه” دون أن ينتظر رد السؤال.

بينما الضابط (علي الغريب) الذي يجسده الفنان دياب. فدائما ما يُظهر سُلطته وقدرته على حل النزاع بين الثنائي. إلا أنه في كل مرة يدخل فيها أبناء عمومته في معارك وصراع لا يستطيع أن يمنعهما بأي شكل لكنه يستمر في التهديد وإظهار قدرته.

نرشح لك: مصمم ديكور “نسل الأغراب”: ميزانية الديكور هي الأكبر في رمضان