من الحذف للاعتذار.. أزمات المستخدمين بسبب خوارزمية الفيس بوك

أسماء مندور

لم يعد فيس بوك مجرد موقع يشارك فيه الأشخاص صور أطفالهم أو حيواناتهم الأليفة، لقد أصبح واحدًا من أهم المصادر لمئات الملايين من الناس حول العالم للحصول على المعلومات والأخبار من حولهم، لذا يجب أن توازن سياسات فيس بوك بين الشروط المتعلقة بمحتوى النشر لديها والتوثيق المهم للأحداث التاريخية، وتلك هي الأزمة بسبب خوارزميات الفيسبوك.

وأصبح من الصعب تجاهل التوتر بين هذين الأمرين.

نرشح لك: حسام عبد القادر يكتب: أنسر ماشين الفيس بوك

حرب فيتنام (فتاة النابالم)

نشر توم إيجلاند، كاتب وصحفي نرويجي، صورة التقطها مصور في وكالة أسوشييتد برس، تُظهر فتاة فيتنامية عارية وهي تهرب من هجوم بالنابالم أثناء حرب فيتنام. تُظهر الصورة الطفلة، التي تبلغ من العمر تسع سنوات وهي تركض عارية على الطريق بعد أن أُصيبت بحروق شديدة على ظهرها جراء هجوم بالنابالم من فيتنام الجنوبية.

لخصت صورة الطفلة الشهيرة أهوال الحرب في فيتنام إلى الناس في جميع أنحاء العالم، لكنها لم تكن خالية من الجدل، بسبب العري الكامل للطفلة الموضح في الصورة، وعلى الرغم من الأهمية التاريخية للصورة، إلا أن فيس بوك قرر تعليق حساب توم إيجلاند، كما حذف منشوره.

استند قرار فيس بوك إلى شروط الخدمة الخاصة به، في حين أن الصورة كانت بلا شك قطعة أثرية تاريخية، كما حصلت على جائزة بوليتزر في عام 1973.

مدينة بيتشي

أيضا أزال فيس بوك صفحة بلدة فرنسية، اسمها بيتشي Bitche بشمال شرق فرنسا، بسبب التشابه بين اسم البلدة وكلمة نابية باللغة الإنجليزية تُلفظ على النحو نفسه.

وقال عمدة البلدة، بينوا كيفيه: “أبلغنا فيس بوك، في 19 مارس، أن صفحة البلدة لم تعد موجودة بالإنترنت، على أساس أنها مخالفة لخوارزميات فيس بوك”، وقال العمدة إن رئيس فرع شركة فيس بوك في فرنسا اتصل به الثلاثاء ليخبره أن صفحة البلدة قد عادت، وليعتذر بسبب ما حدث.

وبعد إزالة الصفحة الأصلية، اضطرت البلدية لإنشاء صفحة جديدة باسم “ميري 57230″، وهو الرمز البريدي للبلدة.

الهولوكوست

أثار فيس بوك غضبًا عارمًا عندما حذف منشور مركز آن فرانك، وهو منظمة غير ربحية تركز على النشاط الحقوقي والمدني في الولايات المتحدة، الذي يروج للتوعية بالهولوكوست، حيث نشر المركز مقالًا على صفحته على فيس بوك بعنوان “الأمريكيون والمحرقة”، يكشف عن نتائج استطلاع أجراه مؤتمر للجاليات اليهودية ضد ألمانيا.

انتقلت المجموعة لاحقًا إلى تويتر قائلة إن فيس بوك قد أزال المنشور دون أي تفسير، على الرغم من أنه ظل منشورًا على تويتر.

معسكر أوشفيتز

ربما بدا إطلاق صفحة معسكر أوشفيتز، الذي قُتل فيه أكثر من مليون شخص، معظمهم من اليهود، على فيس بوك، من وجهة نظرهم، طريقة جيدة للوصول إلى جيل الشباب على الإنترنت، والمساعدة في الحفاظ على ذاكرة معسكر الموت النازي الأكثر شهرة.

بعد اكتساب حوالي 2000 متابع عبر الإنترنت في غضون يومين، تم حذف صفحة فيس بوك التي أطلقها متحف ولاية أوشفيتز بيركيناو البولندية دون تفسير.

لوحة الحرية

كانت لوحة يوجين ديلاكروا لإحياء ذكرى ثورة يوليو في فرنسا عام 1830 ضحية أخرى لأنظمة الرقابة التعسفية على فيس بوك، يُظهر العمل امرأة تُعرف في فرنسا باسم ماريان، تجسد الحرية، حيث تقود تمردًا بثديين عاريين.

أدى ذلك إلى حذف فيس بوك منشورًا يظهر اللوحة، وفي وقت لاحق، اعتذرت الشركة عن فرض الرقابة على “الأيقونة الوطنية الفرنسية”.

تمثال فينوس ويليندورف

تم حظر تمثال فينوس ويلندورف من العصر الحجري القديم من قبل فيس بوك أيضًا، بعد وصفه بأنه “إباحي تمامًا”، لكن اعتذرت الشركة عن خطأها لاحقًا.

يصور التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 11 سم امرأة عارية سمينة إلى حد ما، ويعتبر التمثال، الذي تم إنشاؤه منذ حوالي 30 ألف عام، أهم عنصر في متحف فيينا.

 

تمثال نبتون

في عام 2017، حاولت مؤلفة إيطالية الترويج لموقعها على الإنترنت من خلال قصص تدور أحداثها في بولونيا بصور تمثال نبتون الموجود في ساحة ديل نيتونو في إيطاليا.

لكن فيس بوك حظر المنشور الذي يظهر تمثال عصر النهضة، معتبرًا أن الصورة “جنسية صريحة”.

الحورية الصغيرة

تم كشف النقاب عن التمثال البرونزي الذي يصور حورية البحر في عام 1913، وأصبح رمزًا تاريخيًا في كوبنهاجن، لكن بعد أن حاولت وزيرة الزراعة الدنماركية السابقة لفت الانتباه إلى مدونة بها صورة للتمثال، تم حذف منشورها على فيس بوك.
لكن اعتذر عملاق وسائل التواصل الاجتماعي في وقت لاحق ووافق على الصورة.

متحف جنيف

يقول متحف جنيف للفنون إن فيس بوك منعه من الترويج لمعرض قادم يتضمن صور تمثالين- ملكة جمال نصف عارية ورجل عاري راكع.

انتقل متحف الفن والتاريخ إلى تويتر ليقول إنه أراد نشر صور التماثيل على فيس بوك للترويج لمعرضه الفني، لكن منصة التواصل الاجتماعي “منعتنا من ذلك، بسبب عري التمثالين”.

إعلان الاستقلال الأمريكي

في 4 يوليو 2018، نشرت صحيفة محلية صغيرة في تكساس بنودًا من إعلان الاستقلال الأمريكي على فيس بوك، لكن سرعان ما تلقت الصحيفة إشعارًا من فيس بوك يشير إلى أن إحدى المنشورات قد تمت إزالتها لأنها “تتعارض مع معاييرنا بشأن خطاب الكراهية”.

في وقت لاحق، قام رئيس تحرير الجريدة بتحديث المقال ونشره على فيس بوك للإعلان عن استعادة المنشور، حيث قال إنه تلقى بريدًا إلكترونيًا من فيس بوك يقول: “يبدو أننا ارتكبنا خطأ وأزلنا شيئًا ما نشرته على الموقع لا يتعارض مع معايير المجتمع، نحن نعتذر ونذكرك بأننا استعدنا المحتوى الخاص بك وأزلنا أي عمليات حظر على حسابك تتعلق بهذا الإجراء غير الصحيح”.