أصداء نقل المومياوات المصرية في الصحف العالمية

أسماء مندور

شهدت مصر حدثا استثنائيا بالأمس، تابعته وسائل الإعلام العربية والعالمية باهتمام شديد، وسط إشادات قوية من الجميع بالتنظيم المبهر لحفل موكب نقل مومياوات ملوك مصر وملكاتها، من المتحف المصري وسط القاهرة، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط جنوب العاصمة، والتي كانت موقع عاصمة مصر بعد الفتح العربي.

الموكب المهيب

“مصر تقيم استعراضًا ضخمًا لنقل الآثار إلى متحف جديد”.. هكذا كتب موقع سكاي نيوز عن الحدث، موضحا فيه أنه تم نقل الملوك الـ18 وأربع ملكات في توابيت خاصة بهم مليئة بالنيتروجين لحمايتهم من العوامل الخارجية، وقال عالم الآثار المصري زاهي حواس إن التوابيت كانت محمولة على عربات محكمة جيدًا لضمان ثبات التوابيت، وأن معظم هؤلاء الملوك من المملكة الحديثة، والتي يشار إليها أيضًا باسم الإمبراطورية المصرية، التي امتدت بين القرن السادس عشر قبل الميلاد والقرن الحادي عشر قبل الميلاد.

نقل المومياوات الملكية

نرشح لك: ملخص موكب نقل المومياوات الملكية في 12 نقطة

 

أما رويترز فذكرت أن القافلة نقلت 18 ملكًا وأربع ملكات، معظمهم من المملكة الحديثة، من المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط، على بعد حوالي 5 كيلومترات (3 أميال) إلى الجنوب الشرقي، ومع وصول المومياوات الملكية إلى المتحف، الذي تم افتتاحه رسميًا يوم السبت، أطلقت المدافع 21 طلقة تحية، وكان من بين الحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وقف يشاهد المومياوات وهي تتقدم على عربات مزينة بزخارف فرعونية ذهبية.

نقل المومياوات الملكية

كما حضر الحفل رئيس الوكالة الثقافية التابعة للأمم المتحدة (يونسكو) ورئيس منظمة السياحة العالمية، وتضمن العرض مومياوات رمسيس الثاني وستي الأول ونفرتاري.

وتصدّر شبكة BBC عنوان “المصريون يشهدون موكبًا تاريخيًا لحكام بلادهم القدماء عبر العاصمة القاهرة”، حيث تم نقل المومياوات إلى المتحف القومي الجديد للحضارة المصرية في ما يسمى بالموكب الذهبي للفراعنة، وذلك بترتيبات أمنية مشددة تتناسب مع دمائهم الملكية وقيمتهم ككنوز وطنية، تم نقل المومياوات في موكب مهيب وفقًا للترتيب الزمني لفترة حكمهم، من حاكم الأسرة السابعة عشر، إلى رمسيس التاسع، الذي حكم في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، والذي وقع أول معاهدة سلام في التاريخ.

نقل المومياوات الملكية

من جانبها، قالت سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن وزارة السياحة والآثار بذلت قصارى جهدها للتأكد من استقرار المومياوات وحفظها وحمايتها، وستقام المعروضات الجديدة الآن في القاعة الملكية للمومياوات وستعرض للجمهور اعتبارًا من 18 أبريل الجاري.

لعنة الفراعنة

أيضا تناولت شبكة BBC هذا الحدث التاريخي من زاوية أخري، حيث قالت إن مومياوات مصر ارتبطت تاريخيًا بالخرافات والنذر، وأشارت إلى احتمالية أن يكون لتلك المومياوات علاقة بالأحداث التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة.

وذكر الموقع أن مصر تعرضت لسلسلة من الكوارث في الأسبوع الماضي وحده، حيث توفي عشرات الأشخاص في حادث قطار بسوهاج، صعيد مصر، بينما لقي ما لا يقل عن 18 شخصًا مصرعهم في انهيار مبنى في القاهرة، وعندما كانت الاستعدادات على قدم وساق لنقل المومياوات، تم إغلاق قناة السويس بواسطة سفينة شحن عملاقة لمدة أسبوع تقريبًا.

وتساءل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عما إذا كانت أسطورة “لعنة الفراعنة” هي السبب، ولطالما نوقشت أخلاقيات عرض المومياوات المصرية القديمة، حيث يعتقد العديد من علماء المسلمين أنه يجب معاملة الموتى بكرامة واحترام وعدم إظهارهم على أنهم مجرد عرض للترفيه.

تحضير المومياوات

أفاد موقع CNN بأن ما بدا وكأنه فيلم سينمائي، كان في الواقع جزءًا من احتفال فخم بتاريخ مصر ومشروع لنقل بعض أعظم كنوزها إلى منشأة جديدة ذات تقنية عالية، حيث جرت مسيرة العرض بين المتحف المصري، موقعهم القديم بالقرب من ميدان التحرير، إلى منزلهم الجديد، المتحف الوطني للحضارة المصرية في مدينة الفسطاط، أول عاصمة إسلامية لمصر.

إلى جانب 22 مومياء مصرية ملكية، تم أيضًا نقل 17 تابوتًا ملكيًا في الموكب الذي تحرك على طول نهر النيل مصحوبًا بالعربات والخيول، ونُقلت المومياوات على عربات مزينة بشكل خاص مع كتابة أسمائهم بالهيروغليفية المصرية القديمة وكذلك باللغة العربية.

في نفس السياق، قاد الدكتور مصطفى إسماعيل، رئيس قسم الحفظ في معمل حفظ المومياوات وغرفة التخزين، فريقًا مكونًا من 48 شخصًا لإعداد المومياوات الملكية، وقال لشبكة CNN: “إن عملية الحفظ تتضمن وضع كل مومياء في تابوت خالي من الأكسجين ومملوء بالنيتروجين، وذلك للحفاظ عليها من تأثيرات الرطوبة والبكتيريا والفطريات والحشرات”، كما أن المومياء محاطة بمادة ناعمة توزع الضغط وتقلل الاهتزازات أثناء النقل.

وعند وصول المومياوات لمقرها الجديد، ستكون لوحدات العرض نفس الظروف أيضًا، ويضيف إسماعيل: “لذلك لن يكون هناك أي صدمة للمومياء عندما نأخذها من الصندوق ونضعها في هذه الوحدات”، وسيوضع مع كل مومياء أي ممتلكات متعلقة بها، كما ستعرض الشاشات أيضًا الأشعة المقطعية التي تكشف ما هو تحت اللفائف، سواء كسور في العظام أو الأمراض التي أصابت العائلة المالكة.

نقل المومياوات الملكية

نرشح لك: بعد تصدرها التريند.. زاهي حواس يكشف سر شعر الملكة “تي”