كيف كرمت نيويورك تايمز ضحايا كورونا؟

محمد إسماعيل الحلواني

على الرغم من التباعد الاجتماعي، غالبًا ما كانت أخبار العام الماضي تحددها الجماهير، مثل كافة المشاهد التي غطتها كاميرات الشبكات الإخبارية في غرف الطوارئ بالمستشفيات وحشود البشر في مواقع اختبارات كورونا أو مراكز اللقاحات ومجموعات صغيرة من المتظاهرين يسيرون من أجل العدالة الاجتماعية أو جماهير مشاغبة تحتشد في مبنى الكابيتول.

وعلى الصفحة الأولى لصحيفة نيويورك تايمز، يوم الأحد 21 فبراير، كان القراء على موعد جديد مع أسماء جماهير من ضحايا كوفيد-19 الذين بلغ عددهم 500 ألف أمريكي، مع قصة مؤثرة كتبتها “جولي بوسمان”.

نرشح لك: انفوجراف: 6 تريندات تسيطر على السوشيال في 2021

واعتبر معهد بوينتر لمستقبل الصحافة صفحة التايمز الأولى أيقونة في التنقيط المعلوماتي والعاطفي وهو أسلوب تعبيري مستوحى من فن القرن التاسع عشر، حيث استخدم الرسامون الفرنسيون نقاطًا صغيرة من الطلاء لخلق انطباع عن مشهد أو منظر طبيعي، وعلى غلاف التايمز تمثل كل نقطة هنا حالة وفاة بسبب وباء كوفيد-19، والحصيلة 500 ألف نقطة ترمز لنصف مليون حالة وفاة.

وأشاد معهد بوينتر بالعمود المخيف ثنائي الأبعاد من النقاط، كما أشاد بقدرة الفنان على التعبير عن الأشهر الأولى الأكثر رمادية وأخيرًا ظهور بعض المساحات البيضاء التي لا تزال تتحدى الموت.

واعتبر معهد بوينتر غلاف التايمز نموذجًا للغة الفقد؛ فقد الأحباء والوالدين والأصدقاء ولا تقل قصة “بوسمان” روعة عن التصميم النقطي.

وترجع أهمية غلاف التايمز إلى أن الولايات المتحدة سجلت أعلى معدلات للوفاة بسبب الوباء وتجاوز عدد الأمريكيين الذين لقوا حتفهم بسبب الإصابة بكوفيد عدد من قتلوا في ساحات القتال خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام مجتمعة.

وبالعودة إلى المساحات البيضاء، أشار تقرير معهد بوينتر إلى أن هذه اللحظة لا تزال مفعمة بالأمل تزامنًا مع انخفاض حالات الإصابة بالفيروس بشكل حاد، وتباطؤ الوفيات، والنشاط المضطرد في توزيع اللقاحات.