حسام فاروق: تناقضات وازدواجية معايير داخل نيويورك تايمز

يرى الدكتور حسام فاروق، الكاتب الصحفي والإعلامي، أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التى تتحدث ليل نهار عن حرية التعبير وتدافع عن أبواق الإرهاب وتهاجم حجب حكومات عربية لمواقع إخبارية تتضمن محتوى إرهابي يحرض على الفوضى والعنف ونشر الشائعات في تلك الدول، هي نفسها التي قامت يوم 21 يناير 2021 بفصل الصحفية لورين والف بسبب قيامها يوم 19 يناير وهي ليلة وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن للتتصيب كرئيس في اليوم التالي، بالتغريد على تويتر وكتبت أنها شعرت بالقسعريرة أثناء رؤية طائرة الرئيس المنتخب بايدن تهبط فى قاعدة أندروز العسكرية المشتركة بولاية ماريلاند.

تابع “فاروق” خلال مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يبدو تلك القشعريرة أزعجت نيويورك تايمز ولذلك قامت بفصلها بعد يومين، وبعد أن التقطت تغريدتها من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ومنافذ الأخبار، قالت لورين إنها تعرضت منذ ذلك الحين لسيل من الإساءات، وأنها اكتشفت مراقبة بعض الأشخاص لها وهي تمشي مع كلبها وأشخاص يقومون بتصويرها.

نرشح لك: بعد مقال لسيناتور جمهوري.. استقالة محرر الرأي بـ نيويورك تايمز


ذكر أن الصحيفة نفت عبر المتحدثة باسمها دانييل رودس أنها أنهت عمل لورين ولف، موضحة أن الأخيرة لم تكن موظفة بدوام كامل، ولكن كانت متعاقدة وتم إنهاء التعاقد.

أشار إلى أن نفس الصحيفة ظلت على مدار خمس سنوات تقريبا تهاجم رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب وتصفه بالمتهور وفاقد الأهلية ولا غضاضة أن تقوم بزرع بذور فتنة داخل البيت الأبيض من آن لآخر، وطوال مدة حكم دونالد ترامب كانت تستهدف شخص الرئيس في العناوين والمتون.

استكمل أنه في سبتمبر 2018 تساءل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال مهرجان انتخابي في بيلينجز بولاية مونتانا عمن وصفه بـ”الجبان” الذي نشر وقتذاك مقالاً بدون اسم في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، يدين سلوك الرئيس ويشكك في أهليته وطالب ترامب الصحيفة “باسم الأمن القومي” الكشف فورًا عن حقيقة كاتب هذا المقال اعلذى أثار فتنة ناعمة داخل أروقة البيت الأبيض.

وقال إن المثير للدهشة أن التوقيع الذي صاحب نهاية المقال كان “مسؤولاً كبيرًا فى إدارة ترامب”، وروى الكاتب المجهول كيف يعمل جاهدًا مع آخرين للتصدي من الداخل للشطحات السيئة لرئيس متواضع القدرات ومتهور.

أوضح أن هذا المقال المريب حرك تساؤلات كثيرة في واشنطن وخارجها، من بينها على سبيل المثال: لماذا لم يكشف كاتب المقال عن نفسه ويخرج للعلن ليمنح وزنا أكبر لشهادته ولماذا فضل الاختفاء؟ وهل كتب المقال بمفرده أم أنه تحدث باسم مجموعة؟ وإن كانت مجموعة فهل أفرادها ضمن الدائرة المقربة للرئيس داخل ما سمب بالجناح الغربي أم أنه وزير أم مساعد وزير أو يعمل في وزارة؟ أم أن الموضوع برمته من صنع نيويورك تايمز التي تناصب ترامب العداء حتى من قبل مجيئه للسلطة ولا تجد أي غضاضة في توجيه الانتقادات الحادة له ووصفه بألفاظ لا تليق رغم كونه يجلس على مقعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما لم تفعله ربما مع رئيس سابق.

واصل أن الشاهد أن صحيفة نيويورك تايمز وقتذاك أشعلت فتنة داخل أروقة البيت الأبيض انطلقت شرارتها من صيغة توقيع كاتب المقال “مسؤول كبير في إدارة ترامب”، ما رجح كفة سوء نية الصحيفة باعتبارها صيغة فضفاضة تحتمل أن يأولها القارئ لأكثر من سيناريو بما فيها أكثر السيناريوهات غرابة وتشويقًا لمعرفة ما سيأتي بعد ذلك.

أردف أن الصحيفة غذت مشاعر الشك بين المسؤولين في البيت الأبيض، إذ سارع مكتب نائب الرئيس مايك بنس بنشر بيان يؤكد براءته من هذا المقال وقال الناطق باسم بنس على موقع تويتر إن نائب الرئيس أكبر من أن يقوم بمناورات من هذا النوع كما أنه يوقع المقالات التي يكتبها بنفسه، مشيرًا إلى أن نيويورك تايمز عليها أن تشعر بالخجل مثل الشخص الغامض الذي كتب هذا المقال الخاطئ والعبثي والجبان.

ذكر أن رئيس الاستخبارات الوطنية دان كوتس برأ ساحته من المقال وقال إن التكهنات بأنه أو مساعده هما من كتبا هذا المقال خاطئة تمامًا، وعلى نفس درب النفي سار مايك بومبيو وزير الخارجية وجيم ماتيس وزير الدفاع.

في نفس السياق، قال حسام فاروق، إن السؤال الذي يطرح نفسه في أي سياق مهني قدمت نيويورك تايمز هذه الرواية الصحفية المريبة التي صنعت بدورها أزمة داخل الإدارة الأمريكية وقتذاك، كيف تجرؤ الصحيفة الأمريكية على استهداف الرئيس شخصيًا بمقال أقل ما يمكن وصفه به أنه مؤامرة؟ وهل يعد أمرا عاديا لصحيفة أمريكية أن تشكك في قدرات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بهذه السهولة عبر مقال بلا توقيع؟ أم أن الأمر عداء شخصي بين الصحيفة ودونالد ترامب؟ ولماذا لم تستجب الصحيفة عندما طالبها الرئيس الأمريكي “باسم الأمن القومي” أن تفصح عن الكاتب؟ وهل من الممكن أن تفعل نيويورك تايمز ما فعلته هذا مع رئيس آخر للولايات المتحدة؟

تابع أنه يوجد أسئلة كثيرة طرحتها هذه الأزمة حول مصداقية نيويورك تايمز فب هذا المقال ومقالات مشابهة سابقة له وتالية عليه، أقدمت عليها الصحيفة الأمريكية العريقة التي يروق لها دائمًا الحديث عن حقوق الإنسان وحرية التعبير.

ويرى أن المقال المجهول النسب في نيويورك تايمز الذي يسيء لدونالد ترامب قبل عامين ونصف وطرد الصحفية لورين ولف من نفس الصحيفة الشهر الماضي بجريمة أنها شعرت بالقشعريرة من رؤية طائر بايدن! يكشف كم التناقضات وازدواجية المعايير والمتاجرة بالمصطلحات داخل أروقة واحدة من كبريات الصحف العالمية.

نرشح لك: تقرير ينتقد نيويورك تايمز بسبب دعايتها لتفوّق اليهود


اختتم أن هذه الصحيفة هي التي تتبنى على طول الخط موقف الدفاع عن بعض المواقع الإخبارية الإخوانية التي تبث محتوى إرهابيا وتحرض على الفوضى والعنف في مصر وهاجمت الدولة المصرية لحجبها هذه المواقع، وفتحت صفحاتها لقيادات الإخوان الهاربة لتهاجم الدولة المصرية تحت مسمى الدفاع عن حرية التعبير، “وسلم لي على حرية التعبير”.