تقرير ينتقد نيويورك تايمز بسبب دعايتها لتفوّق اليهود

محمد الحلواني

انتقدت مجلة بوليتيكو استسلام صحيفة نيويورك تايمز خلال الآونة الأخيرة لدعايا تفوّق اليهود، في الوقت الذي أصبح فيه فيروس كورونا موضوعًا للتضليل والجدل الحزبي وصناعة الأساطير.

نرشح لك: حتى بعد كورونا.. موظفو تويتر باقون في المنازل

وقالت المجلة: “كان من الأجدر أن تؤكد التايمز باعتبارها إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى نواياها الحسنة كجهات باحثة عن الحقيقة، وكان من الأجدر أن تبتعد عن إثارة الجدل في هذا الملف”، وتعتقد المجلة أن مسار العمل الذي قامت به صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا يثير القلق.

يأتي الانتقاد بسبب ما نشرته صحيفة التايمز في عمود لصحفي الرأي بريت ستيفنز، بعنوان: “أسرار العبقرية اليهودية”، وأدى الجدل التالي للنشر إلى ردود فعل متباينة في الوسط الصحفي.

تابع مقال ستيفنز أسباب تمثيل اليهود الأشكناز إحصائيًا في المجالات الفكرية والإبداعية لسنوات عديدة، كما هو الحال في كتاب نشر عام 1995 بعنوان “اليهود والمشهد الأمريكي الجديد” لعلماء الاجتماع البارزين سيمور مارتن ليسيت وإيرل راب.واستشهد ستيفنز بإحصاءات من ورقة أكاديمية أحدث، شارك في تأليفها عضو منتخب في الأكاديمية الوطنية للعلوم، على الرغم من أن مؤلفي هذه الورقة قدموا فرضية وراثية لتفوق اليهود بحجة أن اليهود الأشكنازيين لديهم أعلى معدل ذكاء لأي مجموعة عرقية بسبب السمات الموروثة، إلا أن ستيفنز سرعان ما انزلق بسبب تيار الدعايا إلى أن الجذور الحقيقية للإنجاز اليهودي هي عادات ذهنية ثقافية وتاريخية.

كان من المناسب أن تعترف صحيفة نيويورك تايمز بالخلاف، وتنشر ردًا واحدًا أو أكثر، وتسمح لستيفنز ومنتقديه بتوضيح القضايا الخلافية. وبدلاً من ذلك، قام المحررون بحذف أجزاء من العمود – فقط لأنه أصبح مثيرًا للجدل.

الأسوأ من ذلك، أن تفسير عمليات الحذف لم يكن دقيقًا حول التعديلات، فلم يقم المحررون بإزالة “مرجع للدراسة” فقط. قاموا بتوسيع العنوان الفرعي الأصلي للمقال (الذي نص صراحة على “أنه لا يتعلق بامتلاك اليهود حاصل ذكاء أعلى”)، وإشارتين إلى حاصل الذكاء اليهودي، وقائمة إحصائيات حول الإنجاز اليهودي: “خلال القرن العشرين، والزعم بأنهم يمثلون أكثر من نصف أبطال العالم في الشطرنج”.

تم اقتباس هذه الإحصائيات حول الإنجازات اليهودية مباشرة من الدراسة، لذا، حتى لو أراد محررو التايمز التنصل من البحث الذي أشار إليه ستيفنز، فقد كان بإمكان الصحيفة استبدال المقطع باقتباسات من المصادر الأصلية. وذهب تقرير مجلة بوليتيكو إلى أن تعامل التايمز مع هذا العمود ضار للغاية بالصحافة الأمريكية، لثلاثة أسباب:

نرشح لك: توابع كورونا.. تقرير يرصد 5 تحولات رقمية كبرى 

أولاً، استسلام الصحيفة للرأي العام والحشد الغاضب، مما أعطى صورة بأن كاتب المقال يؤيد فكرة أن “اليهود متفوقون وراثيًا”.

ثانيًا، قامت صحيفة التايمز بالانسياق وراء بعض الملاحظات العنصرية المؤسفة، وثالثًا، تزداد الأمور سوءًا عندما تحذف الصحيفة فقرات غير دقيقة بدون أن تتبع ذلك بنشر المعلومات الأكثر دقة، وهذا يسيء إلى القراء والمؤرخين والصحفيين، الذين يتركهم الحذف بدون تعقيب غير قادرين على تحديد ما يدور حوله الجدل، وعلى ستيفنز، الذي ترك عاجزًا عن الدفاع عن نفسه ضد شكوك القراء.

ودافعت المجلة عن كل من يعارض بشدة العنصرية وكافة أشكال التعصب. وأعربت عن الاعتقاد بأن أفضل وسيلة لمكافحتها هي التبادل المفتوح للأفكار.