لتغطية تكاليف مشاريعها.. ديزني تخطط لرفع قيمة اشتراك البث
محمد إسماعيل الحلواني
تخطط شركة ديزني لإغلاق المتنزهات أو تعليق الرحلات البحرية الخاصة بها، وذلك بعد النجاح الذي حققته خدمة ديزني بلاس العملاقة للبث والترفيه في عام الإغلاق بسبب جائحة كورونا.
أُطلقت خدمة ديزني بلاس قبل 13 شهرًا بهدف الوصول إلى ما بين 60 مليونًا إلى 90 مليونًا مشتركًا بحلول عام 2024، وقد حققت منصة ديزني للبث هذا الرقم بحلول الصيف، حيث أنفقت الجماهير في العزل المنزلي بسعادة 6.99 دولارًا شهريًا للوصول إلى كتالوج أكبر استوديو في هوليوود.
نرشح لك: سيعرض بمصر.. زاهي حواس: ديزني تُعد برنامج كارتون باسمي
وسلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على قصة نجاح ديزني على الرغم من خسائرها الصافية قدرها 710 ملايين دولار في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، ويرجع ذلك أساسًا إلى إغلاق الحدائق الترفيهية المغلقة وتعليق الرحلات البحرية ولكن إيرادات خدمة ديزني بلاس رفعت سعر سهم الشركة إلى ما كانت عليه قبل الوباء.
وبصرف النظر عن “ذي ماندا لوريان”، وهو عرض فرعي من عروض حرب النجوم، و”هاميلتون”، وهو مسرحية موسيقية على مسرح برودواي، كان للخدمة عدد قليل من النجاحات الأصلية، حيث اعتمدت بشدة على أرشيفات ديزني.
خصصت الشركة حوالي 2 مليار دولار فقط لمحتوى ديزني بلاس الجديد هذا العام. في مقابل نتفيلكس، أكبر مشغل بث في العالم، التي تتمتع بنحو 195 مليون مشترك، حيث خصصت 17 مليار دولار.
في عرض تقديمي للمستثمرين بتاريخ 10 ديسمبر الجاري، بددت ديزني شكوك أسواق الأسهم إلى الأبد، وأعلنت عن حدود الإنفاق على المحتوى وفقًا لخطة تضعها على قدم المساواة مع نتفيلكس، وتحويل تركيز الشركة بشكل مكثف نحو البث.. كان هذا بالضبط ما أراد جمهور العرض التقديمي لمحللي السوق رؤيته.
وقفز سعر سهم ديزني بنسبة 14٪ تقريبًا في اليوم التالي، ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بإضافة 38 مليار دولار إلى القيمة السوقية لأسهم للشركة.
وقالت ديزني إنها ستنتج في السنوات القليلة المقبلة حوالي عشرة مسلسلات أخرى من سلسلة “حرب النجوم”، عشرة منها مستوحاة من كتب Marvel المصورة، و15 سلسلة أصلية جديدة أخرى و15 فيلماً روائياً، جميعها ستنتقل مباشرة إلى ديزني بلاس.
بحلول عام 2024 سيكون إنفاق محتواها على ديزني بلاس ما بين 8 و9 مليارات دولار؛ عبر جميع قنوات البث (التي تشمل منصة Hulu، وهي خدمة ترفيهية، وESPN +، التي تعرض محتوى رياضي سيكون من 14 إلى 16 مليار دولار.
بالإضافة إلى مطابقة نتفيلكس دولار مقابل دولار، تعمل ديزني على توسيع نطاق محتواها بطريقة تجعل كلا القائمين على البث أكثر منافسة مباشرة.
حققت نتفيلكس مؤخرًا نجاحات مع أفلام وثائقية وعروض واقعية مثل “Selling Sunset” و”Floor is Lava”، فيما أعلنت ديزني أن خدمة جديدة، باسم Star – التي سيتم تضمينها مع ديزني بلاس في بعض البلدان وتقديمها بشكل منفصل في أماكن أخرى – ستحمل نطاقًا أوسع من البرامج، بما في ذلك برنامج جديد حول عشيرة كارديشان التي لا تعرف الكلل.
للمساعدة في تغطية تكاليف مشاريعها الطموحة، تخطط الشركة لرفع سعر الاشتراك في ديزني بلاس بمقدار دولار شهريًا.
لكن هذا الدولار سيتضاعف بما يتوقع الآن أن يكون 230 مليون إلى 260 مليون مشترك بحلول عام 2024 – أكثر من ثلاثة أضعاف هدفه السابق.
على صعيد آخر، يجب أن يسمح ذلك لديزني بلاس بالتعادل في نفس العام، بما يتماشى مع الخطط السابقة، عبر جميع قنوات البث، تتوقع ديزني أن يكون لديها أكثر من 300 مليون مشترك مدفوع بحلول عام 2024. قد يكون هذا كافيًا لجعل تدفق أكبر الأعمال الفردية للشركة من حيث الإيرادات، كما يشير بنجامين سوينبرن من بنك مورجان ستانلي.
من المحتمل أيضًا أن يكون كافيًا لديزني أن تتساوى مع نتفيلكس في المشتركين. فيما كتب مايكل ناثانسون من شركة موفات ناثانسون للأبحاث الإعلامية، أن “تسونامي المحتوى” الذي أُعلن عنه هذا الأسبوع: “مخيف لأي شركة فرعية تفكر في التنافس في مجال الترفيه المكتوب”.
كما أن فورة الإنفاق ستثير قلق أصحاب دور السينما، فيما صدمتهم شركة وارنر ميديا الأسبوع الماضي بإعلانها أنه في عام 2021 سيتم عرض جميع أفلامها الطويلة على خدمة البث HBO Max في اليوم الذي يتم عرضه فيه في دور العرض السينمائي والتي كان لها تاريخياً عرض حصري لمدة شهرين أو نحو ذلك. أول فيلم يحصل على هذه المعاملة، في يوم عيد الميلاد، سيكون فيلم “Wonder Woman 1984” (تم تصويره جزئيًا خارج مكاتب صحيفة الإيكونوميست في لندن.