سلاما لتلقائية ريهام عبد الغفور

منة المصري

كنت قد نويت منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيناي على شخصية ريهام عبد الغفور في القصة الجديدة لمسلسل (إلا أنا) ربع قيراط، الكتابة عنها، نويت ان ألقي الضوء على تلك الملامح الطبيعية والتي نفتقدها في ممثلاتنا منذ فترة ليست بقريبة.. نفتقد تلك الشعيرات الطبيعية في الحاجب.. تلك الخطوط الرفيعة بجانب العينين.. تلك الثنيات في الوجه والتي تظهر في الكادر واضحة كلما ضحكت أو حزنت أو بكت.

نرشح لك: في “إلا أنا”.. ريهام عبد الغفور تناقش أزمة المرأة بعد الطلاق

الوقوف في وجه الزمن
ذكرني وجه ريهام وملامحها وتعبيراتها -التي تشبهنا كثيرا- بوجوههنا التي نراها في المرايا صباحا فور استيقاظنا من النوم وقبل حتى أن نبحث عن أي مساحيق تجميل نخفي بها العيوب ونداري بها الأوجاع ونعاند بها الزمن ونتبرأ بها من دموعنا وخيباتنا واسمرار وتورم جفوننا.. لعلنا نتخطى ليالي الأرق والضجر والتوتر.

ملامح مستعارة
كلماتي في هذا المقال لن تلتفت وتتطرق كثيرا لمسألة الزواج الثاني وطبيعة الحدوتة التي تقدمها.. ولن تتحدث أيضا عن موهبة ريهام في التمثيل وسلاسة أداءها.. وإنما تلك الحالة التي تسللت بداخلي برفق دون هرولة -حالة الإعجاب بهذه الملامح التي عبرت عن نفسها جيدا وأعلنت عما بداخلها بدون رموش مستعارة بدون فيلرز يملأ كل خطوط البشرة بدون شفاة ممتلئة عن آخرها.. وووجنتين تكاد تصطدم بعيناها من فرط ما تم رفعها وسحبها الي الأعلي.. ناهيك عن تلك الشعيرات القصيرة التي تعاني من التقصيف -كما نعاني جميعا- وتظهر على الشاشة دون أي غضاضة ودون الحاجة لاخفاءها.

السعي نحو البلاستيك
لم يسع القائمون على العمل ولم تسع الفنانة علي حد سواء أن تخفي الحقائق وتتعالى علي طبيعة الشخصية وتنحدر في دوامة السعي نحو البلاستيك فلم تفرض حالة مستعارة لتجميل الواقع والنزوح بعيدا عن واقعية الحياة وما نحن عليه فعلا وما نعيشه .
ولم تخشِ علي شكلها في الكادر كفنانة -كما تفعل الكثيرات من بنات جيلها ومن هن أصغر من جيلها-.

اعتراف على الهامش
شعرت لوهلة أثناء كتابة هذا المقال أن ما اكتب عنه اليوم ربما يعتبره البعض سطحيا و”مواضيع ستات” على حد قول بعضهم.. لكن تلك الحالة الزائفة التي نزج فيها دون أن نشعر ليست ببعيدة عن مجتمع الرجال وليست أمرا على الهامش في حياتنا.. فجميعنا نشعر بالضغط ونخاف من التنمر ونحسب ألف حساب لكلمات الآخرين وحكمهم علينا وعلى مظهرنا.. فنضطر أن نصنع هالة مضيئة تخفي حقيقتنا وعيوبنا ونواقصنا وكثير من أوجاعنا.. لنظهر ونتلألأ من خلالها ..جميعنا يخضع لحالة البلاستيك من آن لآخر فنظرات الناس مبترحمش وفكرة أنك تتسحل وراء الحالة المثالية أخذت في طريقها الكثيرين.