هشام المياني: متى يحلف محلب بالطلاق في اجتماع مجلس الوزراء ؟

لماذا يتخذ رئيس الحكومة من كثرة القسم منهجا في تعامله مع الأزمات معتقدا أنه بذلك سيكون أكثر مصداقية؟

لماذا يدير محلب مصر بمنطق الجلسات العرفية؟

نقلا عن جريدة المقال:

“أقسم بالله الصحافة غير مُستهدفة في قانون مكافحة الإرهاب”

هكذا اختصر وتعامل المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، مع الأزمة المثارة حول مشروع قانون مكافحة الإرهاب خصوصا في شأن المواد المتعلقة بحرية الصحافة.

رئيس الوزراء أطلق هذا القسم خلال لقائه أمس الأول مع عدد من رؤساء تحرير الصحف وممثلي نقابة الصحفيين لمناقشة ملاحظاتهم على مشروع القانون.

محلب يتصور أن الأزمة ستنتهي بمجرد أن يقسم أنه لا توجد أزمة.

الرجل يتعامل مع إدارة مصر على أنها يمكن أن تدار في جلسة “عرب” كما في جلسات الصلح بين العائلات خصوصا في الصعيد.

يا باشمهندس محلب إن كثرة قسمك يزيد من التشكك حول جديتك وجدية حكومتك بل ودولتك في إدارة شئونها بشكل احترافي.

وبالطبع بمجرد نشر المواقع الإخبارية لخبر قسم محلب أن الصحافة غير مستهدفة في قانون الإرهاب، انطلقت التعليقات الساخرة كما هو متوقع.

ولكن أنا هنا لست أعلق بالأساس على مسألة قانون مكافحة الإرهاب والأزمة مع الصحافة لأن هذه القضية أخذت حيزا كبيرا من المناقشة في شتى وسائل الإعلام وبات الجميع ملما بتفاصيلها.

وما يعنيني فهي طريقة تعامل رئيس وزراء مصر مع الأزمات ومدى قدرته على الإدارة المحترفة لشئون الدولة.
وبالقطع فإن رجل يستسهل القسم في كل كبيرة وصغيرة يجعلنا نتشكك فورا في قدرته على الإدارة السياسية الناجحة التي أول مبادئها أنا لا تتكلم كثيرا ولكن تفعل وتنفذ وتجعل الناس هي التي تتلمس مصداقيتك لا أن تحاول أن تفرض عليهم أنك صادق بكثرة القسم.

وفي الحقيقة إن قسم محلب بشأن أزمة الصحافة وقانون الإرهاب لم تكن مصادفة أو المرة الأولى له كي نتعامل مع الأمر على أنه مجرد زلة لسان أو فرضته عليه مقتضيات الموقف خلال الجلسة مع الصحفيين، بل هو شبه منهج مستمر ومتكرر لرئيس الوزراء في مختلف الأزمات.

ففي شهر مارس 2015 عقب حكم المحكمة الدستورية ببطلان قوانين الانتخابات ووقف انتخابات مجلس النواب وخلال جلسات عقدتها الحكومة مع ممثلي الأحزاب والقوى السياسية للتناقش حول أزمة القوانين وللرد على تشكك الأحزاب في مدى جدية الحكومة بشأن نزاهة الانتخابات وإتمامها من الأساس أقسم محلب قائلا:” أقسم بالله الانتخابات ستكون الأكثر نزاهة، ولا يوجد أي دور للحكومة في السباق البرلماني أو تشكيل القوائم وأن الانتخابات ستتم قريبا”.

ولعلك تدرك أن الانتخابات لم تتم حتى الآن والكلام كثير عن دور كبير للدولة في تعطيلها من أجل أن تتشكل قوائم انتخابية على هواها.

ولكن طالما المهندس محلب أقسم بالله فلا يمكن أن نكذبه ونصدق الواقع أبدا.

وفي نفس الشهر كان محلب في زيارة لدولة كوت ديفوار وهناك التقى بعدد من رجال الجيش والشرطة المصريين المشاركين ضمن قوات حفظ السلام وكي يدلل على قدرة رجال الجيش والشرطة في سيناء على القيام بواجبهم وعدم اهتزاز معنوياتهم جراء جرائم الإرهاب قال “ذهبت لزيارة زملائكم في القوات المسلحة، الذين يؤدون الواجب في العريش منذ أسابيع، من أجل رفع معنوياتهم، ولكن أقسم بالله، هم من رفعوا معنوياتي”.

ورغم أن ما يقوله محلب في هذا الموقف حقيقي إلا أنه كشف عن أن رئيس الوزراء نفسه معنوياته كانت في النازل ومهتزة وأنه لم يكن على دراية كاملة بالوضع في سيناء حتى ذهب فتفاجأ بصلابة قوات الجيش فارتفعت معنوياته، يعني رئيس الوزراء “جه يكحلها عماها”

وفي 17 مايو الماضي كان رئيس الوزراء في جولة تفقدية لمنطقة المقطم بالقاهرة وهناك فوجيء بإحدى السيدات تحاول تقبيل قدمه للاستجابة إلى شكواها واستلام بعض الأوراق التي تتضمن حالتها، رد محلب قائلاً: “والله العظيم يا ماما هنشوف طلبك”.

هكذا بكل بساطة يتعامل رئيس الحكومة مع موقف بهذه المأساة لمواطنة مصرية تتنازل عن كرامتها وتحاول تقبيل قدمه لينظر إلى طلبها، وهذا الموقف إن دل فهو يدل على أن المواطن لا يثق مطلقا في جدية الحكومة وتعاملها معه ومع معاناته مما يدفعه لمحاولة الضغط عليها بهذه الطريقة المهينة، فإذا برئيس الحكومة من “باب الضحك على الدقون وفض المجالس” يكتفي بأن يقسم إنه “هيشوف الطلب”.

إذن هو منهج عند رئيس الحكومة، كثرة القسم معتقدا أنه بذلك سيصدقه الناس، وقد نفاجأ به يقسم بالطلاق في يوم من الأيام باجتماع للحكومة في مناقشة أزمة ما، كنوع من تغيير نوع القسم وليس المنهج، ولنا الله.

اقرأ أيضًا:

11 ملاحظة على “وش” كريم عبد العزيز

عكاشة: زوجة مرسي طلبت مني التوسط للإفراج عنه

الإعلاميون ينعون سامي العدل: ابن البلد الجدع

الغندور: شوبير يستغل الشاشة لمصالحه الشخصية

بثينة كامل: بعض مذيعات ماسبيرو يقدمن “تنازلات جنسية”

الحكم على إعلانات كوكاكولا.. الحلو ميكملش

11 كوميكس أهلاوي تعترف بفوز الزمالك بالدوري

علي ربيع.. “البلاهة” لا تصنع نجم شباك

جمهور تويتر يدعو لـ “عزت أبو عوف”   

.‎