إخاء شعراوي: الأمير وضع محلب في "خانة اليك"

لم يكن بيان عصام الأمير بشأن مطالبته إعفاء صفاء حجازي رئيس قطاع الأخبار من منصبها مفاجئة، خاصة بعد تزايد أزماتها وكثرة الشكاوى من سياساتها سواء مع العاملين بالقطاع، أو مع زملائها من قيادات ماسبيرو، كانت علاقتها سيئة بالعاملين والقيادات على حد السواء، وزادت حدة التوتر مؤخرا بعد فرض حجازي سيطرتها وقراراتها على جميع القطاعات الأخرى في ماسبيرو وليس القطاع الذى ترأسه فقط.

تدخلت صفاء في شئون قطاع التليفزيون، ومنعت عرض بعض المواد الهامة على شاشاته إلا بعد موافقتها وعرضها أولا بقطاع الأخبار، فرضت سطوتها على شاشة القناة الأولى الغير تابعة لقطاعها، أيضا تجاهلت بعض المواد المصورة التي عمل قطاع القنوات الإقليمية على تصويرها وإرسالها للعرض ضمن برامج قطاع الأخبار، احتكرت كل مناسبات الدولة الرسمية على القطاع، وبدأت تتصرف وكأنها وزيرة للإعلام، لم تقتنع يوما في قرارة نفسها أن هناك من يرأسها ومن الممكن أن يحاسبها على ما تفعل، معتمدة في ذلك على تواصلها الدائم برئيس الوزراء دون وسيط.

فرضت حجازي حصارا على الجميع، حتى طفح الكيل بالعاملين في قناة “النيل للأخبار”، وكان اول صدام حقيقي معها من خلال إرسالهم مذكرة إلى رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء يطالبون خلالها بالفصل عن القطاع، رافضين التعامل مع حجازي، إلا أن رئيس الوزراء تدخل وحاول إصلاح الأمور، خاضت صفاء العديد من الأزمات بع بعض مذيعات القطاع، حتى أنها احتكرت لنفسها تغطية الأحداث الهامة وأبعدت المذيعات وضايقتهم ومارست عليهم ضغوط كثيرة، وأثناء حركة التغييرات الداخلية بالقطاع فرضت أراءها الشخصية وتجاهلت قرارات اللجان، وعينت جميع المقربين منها، كما أبعدت كل من عارضها، واستعانت ببعض المتقاعدين بعد سن المعاش، على حساب شباب العاملين.

وبعيدا عن الخوض في تفاصيل كثيرة يعلمها الجميع أو لا يعلمها، فإن الرسالة التي أراد عصام الأمير أن تصل إلى رئيس الوزراء أنه فاض به الكيل مما يحدث من رئيسة قطاع الأخبار، وهى بالفعل محسوبة على رئيس الوزراء فهذا لا يخفى على أحد، فألقى الأمير بالكره في ملعبه، خاصة أنه كانت هناك نيه لدى رئيس الوزراء بإجراء جلسة صلح بين قيادات ماسبيرو، إلا أن الأمير أبى أن تستمر حالة الهرتلة وقرر أن يتحرك لإنهاء ما يحدث، خاصة أن الوقائع التي ارتكبتها حجازي في حق الجميع زادت عن حدها، ولذلك قرر الأمير وضع حد لها قبل فوات الأوان.

الأمير لم يترك الأمر مفتوحا ليجادل رئيس الوزراء في قبول القرار، خاصة أنه رشح 4 بدائل لرئاسة القطاع، وترك اختيار البديل لمحلب حتى لا يتحجج بعدم طرح بدائل، وهو ما يضع رئيس الوزراء في “خانة اليك”، فما عليه إلا قبول القرار واختيار رئيس قطاع جديد من البدائل المطروحة، أو الإصرار على بقاء حجازي وهو ما يزيد “الطين بلة”، خاصة أنه أصبح من المستحيل التعامل من جديد بين عصام الأمير وصفاء حجازي بعد البيان الذى أصدره الأول، بالإضافة لأن هذا البيان شجع الكثير من العاملين الذين يخشون مواجهة صفاء على اتخاذ إجراءات جديدة للمطالبة بعزلها من منصبها والإلحاح على تنفيذ مطلبهم من البداية، لم يتبقى لنا إلا متابعة موقف رئيس الوزراء وقراره لحسم الأمور داخل ماسبيرو في أسرع وقت.

وتبقى الأسئلة مطروحة حتى الأن

هل ينفذ رئيس الوزراء مطلب جماعي في ماسبيرو أم ينحاز لفرد على حساب الجميع ؟
هل يستمر الأمير في حملته لتطهير ماسبيرو بالكامل أم يتجنب أصدقائه ؟
هل يتعلم قيادات ماسبيرو من رؤساء قطاعات وقنوات من درس اليوم ؟
وأخيرا.. الدور على مين !

اقـرأ أيضـاً:

إخاء شعراوي: هل يحتقر الرئيس ماسبيرو !

إخاء شعراوي: رسالة للإعلاميين في ذكرى يناير.. انتقوا ضيوفكم

إخاء شعراوي: الإعلام بالنيات

.