قعدة تاريخ.. هل دخول العثمانيين لمصر كان فتحا أم احتلالا؟

إسلام وهبان

قدم الكاتب والباحث وليد فكري، أمس الخميس الحلقة الثانية من برنامجه الجديد “قعدة تاريخ”، والذي يناقش من خلاله العديد من المفاهيم والموضوعات الجدلية، وربطها بالأحداث التاريخية ومحاولة تفسيرها، وذلك عبر صفحة البرنامج على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

نرشح لك: عن العقل الباطن.. ماذا يقرأ “صلاح” بعد فوزه بالدوري الإنجليزي؟

وتناول “فكري” في الحلقة الجديدة فترة الحكم العثماني لمصر، والسؤال الجدلي “هل دخول العثمانيين مصر كان فتحا عظيما أم احتلالا؟”، مشيرا إلى أن هذا يخضع لعدد من الحقائق التاريخية التي يجب التذكير بها، للتعرف على هذه الحقبة وما دار فيها.

أوضح أن الشعب المصري لم يكن مرحبا بالعثمانيين ولا بدخولهم مصر، بل وأنهم بايعوا طومان باي للوقوف في وجه سليم الأول العثماني، بعد هزيمة المماليك في موقعة “مرج دابق”، واستعداد العثمانيين للدخول إلى مصر، مضيفا أن المصريين قاموا العثمانيين بقوة حتى دخولهم القاهرة واستشهد من المصريين ما يقرب 10 آلاف من المصريين، لافتا إلى أن هذه المقاومة الشديدة بالتأكيد تعني أنهم دخلوا عنوة وليسوا فاتحين أو مرحبا بهم.

أشار إلى أنه من الناحية السياسية فلم ينظر العثمانيين لمصر سوى على أنها “بقرة حلوب”، لاستغلال ثرواتها وإرسالها لباب العالي، وجعلها قاعدة عسكرية هامة لهم، لكن لم يكن هناك أي اهتمام بالجانب الخدمي أو الصحي أو العلمي للمجتمع المصري، الذي انتشرت فيه الأوبئة والجهل والخرافات في هذه الفترة.

أضاف أن العثمانيين لم يشركوا المصريين في حكم حتى بلادهم، وكان ينظر إليهم على أنهم عبيد ومواطنون من الدرجة الثانية على أرضهم، مشيرا إلى أن هناك اختلاف كبير بين الفتح العربي لمصر والاحتلال العثماني، فالمصريون رحبوا بدخول عمرو بن العاص لمصر، وشاركوا في إدارة البلاد وتولوا العديد من المناصب السياسية والقضائية، وكان هناك نهضة فكرية وعلمية ومعمارية، بخلاف فترة الحكم العثماني.

لفت إلى أن هناك العديد من المصادر الموثوقة التي تناولت حكم العثمانيين ويمكن العودة إليها للتعرف أكثر على هذه الفترة وملابساتها وكيف أثرت على مصر وأهلها، والتي من بينها كتاب “بدائع الزهور في وقائع الدهور” لابن إياس الحنفي، والجزء الثاني من كتاب “مصر المملوكية” لدكتور هاني حمزة، و”عجائب الآثار في التراجم والآخبار” للجبرتي، و”الحلقة المفقودة في تاريخ العرب” لمحمد بيهم، و”سقوط العثمانيين” ليوجين روجان.

قعدة تاريخ – الاحتلال العثماني

تعريف: الحكم العثماني لمصر هل كان فتحًا عظيمًا أم احتلالًا غاشمًا؟ وكيف نميز بين كلًا من الفتح والاحتلال؟عن هذا الجدل وعن معيار التفرقة نتحدث..#قعدة_تاريخ

Geplaatst door ‎قعدة تاريخ‎ op Donderdag 23 juli 2020