كتاب جديد يحكي التاريخ السياسي للسجائر

محمد إسماعيل الحلواني

عرض موقع “أمازون” كتابًا جديدًا من تأليف سارة ميلوف بعنوان “السيجارة.. التاريخ السياسي لصناعة التبغ في أمريكا”. وتنبع أهمية الكتاب الجديد إلى حقيقة أن السجائر تعد المنتج الاستهلاكي الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي.

نرشح لك: أمازون ونتفليكس يتضامنان مع حملة “حياة السود مهمة” بأمريكا

يعتبر التبغ هو المنتج الأمريكي الأساسي. ابتداءًا بأقدم الماركات “جيمس تاون” وحتى أحدثها “مارلبور مان”، واحتلت مصانع السجائر قلب الاقتصاد الأمريكي عبر التاريخ وعبرت عن أساطيره وقصصًا مثيرة تعكس طبائع المجتمع وحرص صناعة التبغ على التأثير في القرار السياسي لحماية مصالحها بصفة دائمة”.

لكن اليوم انخفضت معدلات التدخين، وأصدر المجتمع الأمريكي قرارًا غير مكتوب بنفي المدخنين من الأماكن والمرافق العامة. قد تبدو قصة ثروات التبغ بعبارة بسيطة كالتالي: لقد انتصر العلم على عاداتنا الإدمانية ومكائد مديري شركات التبغ التي تثير الضحك. ولكن الواقع أكثر تعقيدًا مما يبدو. تعكس شعبية السجائر في النصف الأول من القرن العشرين ثم تدهور تلك الشعبية في النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن مسارًا موازًا لتغيير الأولويات السياسية.

ازدهرت صناعة التبغ بمساعدة الدولة، لكن الجهود المتضافرة للمواطنين غير المدخنين الذين خاضوا المعركة من أجل حقهم في الهواء النقي هي التي أدت إلى التراجع.

بعد الكساد الكبير، عمل المسؤولون العموميون ومزارعو التبغ المنظمون معًا لضمان نشر القوة التنظيمية الحكومية في كثير من الأحيان للترويج للتبغ بدلاً من حماية الجمهور من أضراره. حتى مع نمو الدليل على ارتباط السجائر بالسرطان، لم يستطع الخبراء الطبيون إقناع المسؤولين بتغيير موقفهم. وتقول سارة ميلوف إن ما قلب هذا المد هو نوع جديد من السياسة: “حركة من أجل حقوق غير المدخنين”. وتوجه النشطاء والحقوقيون والمحامون إلى المحاكم والشوارع ومجالس المدينة وقاعات مجالس الإدارة للدفاع عن أماكن عمل خالية من التدخين والتحالف مع العلماء للضغط على المسؤولين المنتخبين.

تعيد السيجارة السياسة إلى مكانها الصحيح في قصة صعود وسقوط التبغ، مما يوضح معارك أمريكا المستمرة حول تأثير الشركات والمسؤولية الفردية والاختيار الجماعي ونطاق السلطة الحكومية.