10 نصائح للحفاظ على برستيجك على السوشيال ميديا

مينا عادل جيد

يستخدم معظمنا مواقع مثل Instagram أو Facebook أو Twitter عدة مرات في اليوم، ولكن من الصعب تصديق أنه منذ حوالي 10 أعوام فقط كانت وسائل التواصل الاجتماعي بالكاد موجودة ويستخدمها عدد قليل جدًا من الناس، أما الآن فإن عدد مستخدمي موقع الفيسبوك فقط تجاوز المليار مستخدم. أصبح الآن التواصل الرقمي بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي يمثل مجتمعًا جديدًا بعلاقات جديدة من اللازم التوقف أمامها لدراستها ومحاولة تفسيرها ووضع بعض القواعد والضوابط الاجتماعية اللازمة لتنظيم العلاقات عليها.

 

نرشح لك: رأي 4 مختصين: تأثير ترندات السوشيال ميديا على المجتمع

 

ستجد الكثير من المستخدمين يتعاملون مع علاقاتهم الاجتماعية الافتراضية بجدية أقل واستهتار أكثر من علاقاتهم الاجتماعية في العالم الواقعي، على الرغم أنه من الرائع الآن سهولة وسرعة التواصل مع الأصدقاء والزملاء في أي وقت، ولكن يمكن لهذا التواصل السهل أن يكون سلبيًا إذا لم يتحلَّ بالذكاء الاجتماعي الرقمي، وأن يتحلى المستخدمون بالبرستيج أو «الألمعية» أو المكانة، أو المنزلة والمقام، والاعتبار والهيبة والمحافظة على الصورة الجيدة أمام الناس في المجتمع الجديد وهذا شيء في غاية الأهمية؛ لأنه يمكن لتغريدة على Twitter أن تجعلك تترك عملك، أو مشاركة على Facebook تجعلك تخسر صديقًا أو قريبًا، أو رسالة على instagram تنفر منك أحباءك ومتابعيك وتعرّض مستقبلك للخطر؛ ولذلك عليك أن تعرف الوصايا العشر لتكوين برستيج رقمي إيجابي.

1- لا تفرض نفسك على الآخرين

إذا كنت تريد التواصل مع أحد على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كنت معجبًا بفلانة أو تريد مصلحة ما من فلان، فكن خفيفًا، مثلًا فيسبوك يتيح لك إرسال “WAVE” تحية مبدئية، أو إرسال أي كلمة أخرى للتحية مثل (hi, hey ، مساء الخير، السلام عليكم، …) ويمكن للطرف الآخر رد هذه التحية أو تجاهلها، ومن هنا يمكنك أن تستكشف هل محادثتك مع الشخص الآخر مرحب بها أم لا، وفي هذا الوقت يمكنك أن تقرر أن تستكمل حديثك معه أو تتجاهل الأمر، ولكن ليس من البرستيج أن تستمر بإرسال رسائل متتالية، بينما يتجاهلك الجانب الآخر، كما أنه ليس من الذكاء في زمن الاسكرين شوت أن تهدد أحدا بمنصبك أو شهرتك، وتقوم بابتزازه، أو تسبه بأفظع الشتائم وتنعته بأقذع الألفاظ، لأنه لم يستجب لمحادثتك، فلا تفرض نفسك على الآخرين إذا كنت تريد أن تكون مستخدمًا رقميًا يتحلى بالبرستيج. وتذكّر أنه عندما يتعلق الأمر بحياتك المهنية، يمكن أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا رئيسيًا في ربطك بالناس، وفي نفس الوقت يمكنها أيضا أن تجعلك تفقد عملك وأسرتك، وأصدقاءك وسمعتك الطيبة.

2- لا تكُنْ لعبة في يد الـ Influencers

حروب المشاهير على تويتر وفيسبوك وإنستجرام وغيرها ممتعة للمشاهدة، لكن تجنب التورط فيها من خلف الشاشة، هناك من يفتعل هذه الحروب للبقاء دائمًا تحت دائرة الضوء.. عليك أن تعرف أيضًا أن بعض الشخصيات العامة أو مشاهير السوشيال ميديا أو ما يطلق عليهم (The Influencers – المؤثرون) يحصلون على أموال مقابل نشر أشياء شنيعة أو ملهمة على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، فلا تفعل مثلهم، لأن هذا عملهم، هم يشوهون سمعتهم مقابل المال، ولكن ماذا عنك؟ ماذا سيعود عليك مقابل الاستجابة لتغريداتهم ومنشوراتهم السلبية، والتي تحرض على العنف وتزعزع الثوابت والبديهيات الإنسانية والقومية والهوية وتشعل المشكلات؟ ليس من البرستيج أن تكون لعبة في يد مشاهير السوشيال ميديا يلقفونها لبعضهم البعض ويجنون منها المال.

3- لا تسرق منشورات الغير

من الجيد أن يكون لديك الكثير من المتابعين والكثير من الإعجابات، لا شك في ذلك. ولكن الأهم كيف تصل إلى ذلك بطريقة لائقة؟ ليس من اللائق أن تقوم بسرقة المنشورات ثم تنسبها لنفسك بدون حتى الإشارة إلى صاحبها، أو سرقتها وكتابة «منقوووول» أسفلها، هذه أيضا سرقة لحقوق الملكية الفكرية لصاحب البوست الأصلي، وليس من البرستيج الرقمي أن تكون سارقًا للمنشورات؛ لأن الجميع يعرفون أن المنشور مسروق من كثرة انتشاره أو من أسلوب الكتابة الذي لا يشبه طريقتك السابقة، والبرستيج مرتبط بمدى قدرة الإنسان على أن يفرض احترام جميع الناس له، ويجذبهم إليه بتصرفاته وأقواله وتعامله الجيد غير المصطنع أو المسروق.

4- الـ Haha react ليس كل شيء – انتقي مصطلحات الدعابة

يجب أن تعرف أن ما تقوله مع أصدقائك على المقهى بالضرورة لا يصلح أن يقال في حفلة رسمية بها ضيوف من خلفيات مختلفة وأعمار مختلفة، هذا أيضا ينطبق على روح الدعابة الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، يجب عليك أن تفكر جيدًا مرتين على الأقل فيما يصلح أن يقال على السوشيال ميديا، حتى لا تضع نفسك في مواقف سخيفة أو ينظر لك البعض نظرة أنك غير مدرك أفعالك وأقوالك، البرستيج هو قبل كل شيء أخلاق وليس مظاهر، كما يجمع على ذلك أغلب الناس، فالإنسان المتخلق يحظى باهتمام واحترام الجميع، بالتالي فهو لديه برستيجه في المجتمع الرقمي.

5- ابتعد عن الشجار الرقمي

هناك العديد من الطرق لبدء مشاجرة في وسائل التواصل الاجتماعي، أسرعها الاستجابة لمنشور له طابع سياسي، بغض النظر عن كيف بدأ الشجار الرقمي ومن الذي بدأه، فإن النتائج ليست بناءة ولا تصب في صالح أحد وتنتهي بالخصومة والحظر، فتجنب أي جدل سياسي به خلاف جذري، إلا طبعا إذا كانت هناك أرض مشتركة تقفون عليها للنقاش أو خلافا بسيط في وجهات النظر، أما في حالة الانقسام السياسي الموجودة في مصر، فمن الذكاء أن لا تجادل حتى لا تفقد برستيجك، أو تفقد أحدا برستيجه.

نرشح لك: استطلاع رأي يكشف أسباب الإقبال والنفور من العلامات التجارية على السوشيال ميديا

6- لا تكن شكاءً

تجنب مشاركة الشعور بالضيق حيال شيء حدث في العمل أو مشاركة الصفات السلبية في أصدقاء العمل أو الجامعة حتى لو بدون أسماء. مهما كانت الشكوى أو المزاح حول ذلك الأمر سوف تساعدك في الشعور بالتحسن. ومن الحكمة أن تعرف أن جميع أصدقائك ومنهم أصدقاء العمل يتابعونك بعناية، حتى لو لم يتفاعلوا مع منشوراتك، ولكن أغلبهم يحاول أن يفسر منشوراتك ويستنبطوا من تقصد بهذا المنشور، وقد يدخلك ذلك في العديد من المشكلات والفهم الخاطئ للأمور.. ويعتبره البعض «تلقيح كلام» فمن البرستيج الرقمي أن تناقش ما في العمل في العمل، ولا تشاركه على السوشيال ميديا.

7- لا تتسول المتابعين

لقد رأينا جميعًا منشورات مثل «سوف أقوم بحذف من لا يتفاعل معي» …. أو “إذا كنت تستطيع قراءة هذا، فاعلم أنك نجوت من تنظيف قائمة أصدقائي هاهاها» .. والكثير من هذه المنشورات، وفي الحقيقة ليست هناك حاجة للإعلان عن هذا والإساءة إلى أي شخص، إذا كنت تريد أن تحذف أحدهم احذفه يا سيدي بدون كل هذا الكلام والتهديدات التي تعطي عنك انطباعات سيئة، ذلك بالإضافة إلى أنه قد يبدو مضحكا ومثيرا للسخرية منك وينقص من برستيجك.. وعلى النقيض أيضا أنه ليس من البرستيج أن تقوم بتسول المتابعين وتسول الإعجاب أو ترسل لأحدهم رسالة تطلب منه أن يضغط إعجابًا على صورتك مثلا!

8- أنت لست مركز الكون

مواقع التواصل الاجتماعي تثير داخل المستخدم الكثير من الشعور بالتعالي وتضخم الذات، يقوم منطق تويتر مثلا في التواصل على ميزات رئيسية وهي: البساطة والاندفاع، وعدم الاكتراث والنرجسية، فلا تدع هذه الصفات تؤثر عليك، ويجب أن يكون تواجدك على وسائل التواصل الاجتماعي إيجابيًا. قبل أن تنشر أو تغرد أو تشارك أي شيء فكّر في الطريقة التي قد يفسرها الآخرون – هل سيتم النظر إليها على أنها مملة ولا يوجد بها جديد، أو على أنها أمينة وغنية بالمعلومات. فمن الذكاء أن تعلم أنه يوجد تنافس كبير على انتشار المحتوى على السوشيال ميديا، فيجب أن لا تعتمد على محبيك وشلتك، وحاول أن تكون منشوراتك مهمة، فأنت لست مركز الكون، والكون كله ينتظر منشورك، وبالمناسبة قد لا يوجد أحد يحاول سرقة صفحتك، وكل الأعراض التي تواجهك هي نتيجة أن الإنترنت ضعيف فقط، فاقترب من الروتر وابتعد عن نظرية المؤامرة.

9- لا تهبد ولا تساعد على الهبد

قد يكون من السهل أن تشوه نفسك عندما تختبئ خلف شاشة بدون تقدير لما ترسله من خلالها، يمكن أن يكون لعدم تحري الدقة في المعلومات عواقب شخصية ومهنية خطيرة، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي. طبعا من الجيد أن يكون لديك ما تقوله، ولكن لا تجعل هذه الشهوة تتغلب عليك مثل ما يفعل البعض باعتقادهم أنهم يعرفون كل شيء عن الجيش، عن الشؤون الخارجية لدولتهم ولكل دول العالم، يعرفون كل شيء عن الاقتصاد، عن علم الاجتماع والفيزياء والكيمياء والأحياء والتاريخ والفلسفة وعلم النفس ومقارنة الأديان، إلخ.. هذا لا يعقل حتى في أفلام السوبر هيروز، إذًا من البرستيج الرقمي أن لا تهبد ولا تساعد على الهبد ويفضل عند نشر أي محتوى صورة / فيديو / مقالة / نكتة أن يكون هناك رابط للموقع أو الشخص، أو يكون هناك مصدر لهذا الكلام حتى لا تتورط في نشر أخبار كاذبة، عليك أن تعرف أن المكانة الفكرية، والمستوى الفكري والثقافي يحتاج إلى مجهود في البحث لكي يستطيع المرء الظفر بمكانة وحظوة في المجتمع الذي يعيش فيه.

10- تجنب الإفراط في المشاركة

إذا كنت تمتلك الكثير من الأفكار الممتعة، أو تلتقط مليون صورة رائعة، فقد تميل إلى نشرها في تتابع سريع. ولكن عليك أن تعطي متابعيك وقتًا للتنفس. الإفراط في مشاركة المنشورات يقلل من اهتمام الناس بمنشوراتك – وهو أسرع طريقة لتفقد اهتمام أصدقائك ومتابعيك. حتى إذا كنت لا تستخدم حساباتك لأغراض مهنية، إذا كنت تريد أن تكون مثيرًا للاهتمام وجذابًا، لا تكن كثير النشر، بل انشر فقط ما يُهم متابعيك. لا ما يهمك أنت فقط؛ لأنك قد رأيت المنشور وانتهينا، ولكن مرحلة مشاركته تعني أنك تريده أن يعجب الآخرين. وتذكر أن من البرستيج أن يكون الشخص له هيبة ولا يتحدث إلا في الوقت المناسب، كما أن تصرفاته يجب أن تكون محسوبة وفي مكانها.

هذا المحتوى من كتاب يوتوبيا السوشيال ميديا، تأليف مينا عادل جيد، صدر عن دار مجاز للنشر والتوزيع.