أشرف أبو الخير: ملاحظات أولية على الهوجة الرمضانية

كان من المفترض أن نستكمل سوياً حلقات السلسلة الجديدة المعنونة بــ “الله ينور”.. ولكن بدا لي أنه من المضر لتلك السلسلة نشرها أثناء الزخم الرمضاني الكبير الذي تشهده الساحات الإعلامية والإعلانية.. لذا فقد فكرت في أن أستأذنكم في تأجيل حلقات السلسلة إلى وقت لاحق، إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها.
وعلى هذا، دعوني أخصص كلماتي اليوم للحديث عن أمور بديهية في مثل تلك الأوقات من كل عام، بعد انقضاء الأسبوع الأول من رمضان، فمعظمنا تابع ولا يزال ما يُقدم من وجبات درامية مكثفة وبدأ بعد مرور هذا الأسبوع في الاستقرار على المسلسلات التي مال إليها أكثر من غيرها، البرامج التي يميل إليها أكثر من غيرها. وهذا ما يحدث في كل عام في الواقع، فتلك الأيام هي كالمصفاة بالنسبة لكل فرد فينا، ودعوني أستأذنكم في تدوين بعض الملاحظات التي كونتها من خلال متابعتي لمعظم المواد الدرامية والإعلانية والإعلامية طوال الأسبوع السابق والتي يجب أن انوه انها مستقاة من تصفحي لمئات صفحات السوشال ميديا والأخبار وكذا نقاشاتي الطويلة مع الأصدقاء والأقارب ذوو الميول المختلفة.

أولا: القنوات الإخبارية

.
كتر خيرهم والله، شغالين بانتظام
الرفاق في تلك القنوات مازالوا يعملون بلا انقطاع، ليقدموا لنا وجبات إخبارية عادية معتادة هي –صلب- عملهم، ولكن لا أحد يشاهد، ولا أحد يهتم.. ورغم محاولات تلك القنوات تخفيف جمود المحتوى الإخباري لديهم قليلاً بإضفاء مسحة رمضانية على التقارير أو الديكور، إلا أن الوضع يظل ثابتاً لديهم.. هم يقدمون وجبة لا يريدها معظم المتابعين في تلك الأيام المباركة، وزاد من وطأة وضعهم هذا أنه لا أحداث حقيقية على الساحة.. فشكراً على جهودهم، ونراكم بعد عيد الفطر المبارك بأيام، بعد أن نخلع أنفسنا من الأجواء الرمضانية، وبعد أن نهضم الكحك المخلوط بالفسيخ… ونعدكم بأن نبدأ في متابعة جهودكم بمجرد عودتنا من الساحل وشرم والجونة… وعد.

ثانياً: البرامج الدينية

.
ضجيج ولا طحين
جملة شكسبيرية تصلح أن توضع على تيترات تلك البرامج في المجمل لتحذير المشاهد، فكل ما شاهدته من تلك البرامج حتى الآن ليس به أي جديد عن محتوى ذات البرامج في السنوات الأخيرة… عشرات الكاميرات دارت وتدور، يملأون آذاننا صخباً مكرراً، ويقدمون لنا وجبة (بايتة) من رمضانات سابقة ولم يتغير سوى الديكور… فمازال الشيوخ يتلقون المكالمات التي تسألهم عن فقه الصيام وحكم غسيل الأسنان وأخذ الحقن في نهار رمضان، ومازال الدعاة الشباب يدخلون بنا متاهات فلسفية مضنية تحتاج متلقي من نوع نادر، ومازالوا يغلفون كلماتهم (التي أرى معظمها جوفاء) بالكثير من الكلمات الطيبة (اللي لا بتودي ولا بتجيب) … وبناءا على ما سبق، فإن المشاهد لن يشعر بأي تجديد إلا في أمر غير ضروري على الإطلاق في تلك النوعية من البرامج وهو .. الديكور!! وكل سنة وهما طيبين

ثالثاً: الإعلانات

.
كل من يعمل بالإعلام، يعرف تماماً حجم الجهد الذي يبذله أهل كار الإعلانات لتقديم تلك الثواني المبهرة… ولابد لي أن أسجل إعجابي الشديد بجهود الكثير من الزملاء القائمين على الكثير من الإعلانات التي نشاهدها هذا العام.. أفكار لطيفة، كلمات ذكية، وتقنيات تصوير وتلوين ملفتة ومبهجة في العموم… و رغم استياء معظم الناس من الفواصل الإعلانية إلا انني لاحظت أكثر من مرة أن هناك الكثير من الإعلانات التي نجحت في إكتساب حب الناس وتعلقهم… وهو الهدف الأسمى للمعلنين وصناع الإعلان.. فشكراً على جهودهم وهنيئاً للنجوم الذين عرفونا عليهم هذا العام.

رابعاً: المسلسلات

.
أستأذنكم واستأذن زميلي (عبد الله غلوش) الكاتب هنا في الموقع في أن أستعير أسلوبه المميز وأقدم لكم خلاصة التدوينات حول المسلسلات في نقاط سريعة :

.

1- عادل إمام… كتير من الناس مش طايقة المسلسل فعلاً، ومحدش حابب الإفيهات المكررة والأسلوب المحفوظ… لكن الزعيم يظل زعيماً.

2- ظرف أسود… مسلسل جيد جداً … مظلوم جداً.

3- السادة الموقرون صناع (حارة اليهود)… أول قاعدة في صناعة عمل له بُعد تاريخي هو إني أذاكر (تاريخ ذلك التاريخ) .. وما يقدمه لنا السادة الموقرون يشبه حكاية أحدهم لك عن ثورة يناير وكأنها قامت في عز الحر… المذاكرة مرهقة صحيح، لكنها بتعمل أعمال لا تنسى … ومسلسلكم للأسف .. سينسى

4- غادة عبد الرازق… نفسي اشوفها في فيلم سينما من تأليف عمرو سلامة وإخراج شريف عرفة.. عشان أعرف أحكم عليها صح

5- لما تامر ساب شوقية … باظت الحكاية وباخت الحواديت.

6- تحت السيطرة… فرصة لطيفة لمتابعة الإعلانات التي تتخلله بعمق، فالمسلسل نفسه آخره تشوف منه حلقة كل 10 أيام، مش هيفوتك كتير

7- بيقولوا أحمد السقا عامل مسلسل في رمضان… بس مقابلتش حد بيشوفه ومقريتش عنه كلمة، باستثناء إن واحد صاحبي قاللي إن السقا مش عامل دور ظابط. يا فرحتنا

8- مصطفى شعبان، زي مجدي عبد الغني بالظبط، محدود الموهبة وعارف إن محيلتوش غير كام حاجة بياكلوا مع الجمهور، فمصر يعمل الحاجات نفسها … ولسة بياكل مع الناس!!

9- ألف ليلة وليلة … ما هذا ؟؟

10-  محمد أمين راضي، مؤلف مسلسل العهد… شاطر فعلاً، وذكي فعلاً، و قليل لما تلاقي سيناريست (صنايعي) زيــه…. إنما هو لازم (في رأيي) ياخد أجازة السنة الجاية … يقضيها فرجة وقراءة، يشحن يعني … لأن الأمور غالباً هتفرط من تحت إيده، زي ما حصل مع ناس قبله وأمثلة السيناريستات كتير فعلاً اللي بقوا بيكتبوا سعياً وراء البنكنوت فقط كتيرة فعلاً.

.
ونكمل في المرات الجاية
لكم المودة بلا حدود.

تواصل مع الكاتب عبر فيسبوك من هنا

تواصل مع الكاتب عبر تويتر من هنا

اقرأ أيضًا:

أشرف أبو الخير: الله ينور على البروضيوصر

 أشرف أبو الخير: الله ينور على من يعمل ساعة المدفع

 أشرف أبو الخير: افتح كتاب ألبرت شفيق يابني

أشرف أبو الخير: صناعة احترافية للإعلام –البستان نموذجاً  

 أشرف أبو الخير: “الوطن” كما يجب أن يكون

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (17) ..عصاية وشوكولاتاية

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (16) .. الزغلول الكبير

.

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على الفيس بوك من هنا