سينيميديا.. الذكاء الاصطناعي بين الحاضر والمستقبل

أحمد عبد العليم قاسم

كل عشرة سنوات يحدث تطور نوعي ملحوظ في عالم التكنولوجيا، فبعد أن كانت البداية بتسميته حاسب آلي أصبحت هناك فكرة الشبكات التي اتسعت لتشمل شبكة الإنترنت الكرة الارضية كلها فأصبحت وحدة الداتا ومصطلح تكنولوجيا المعلومات طريقة سهلة جدا لتوحيد التعامل بين النصوص المكتوبة والصوت والصورة الثابتة أو المتحركة بوحدات قياس واحدة مما جعل أدوات تنفيذ الفنون السينمائية والإعلامية واحدة فلم تعد هناك كلمة كاميرا للسينما وأخرى للتليفزيون كما لم يعد هناك شرائط أو ريل للتسجيل فوحدات التسجيل الداخلية عممت الأمر تماما.

 

نرشح لك: كيف تحولت تقارير الاقتصاد المصري من سلبية إلى إيجابية؟

 

والحقيقة أن أي جدلية تطرح للمقارنة بأيهما أفضل الماضي أم الحاضر؟ ما هي إلا عودة للوراء وإضاعة للوقت، والأفضل هو دراسة حقيقية وعملية عاجلة لكيفية الاستفادة القصوى من التطور الجديد. فما قرأناه في كتب الإعلام أوائل التسعينات عن فكرة التليفزيون تحت الطلب أصبحت واقعا الآن مع منصات “نتفليكس”، و”شاهد”، و”واتش ات”، و”فيو” وغيرها، لدرجة أنها أصبحت سينما تحت الطلب، تشاهد فيها الفيلم الذي تحبه وقتما تحب وعلي أكبر شاشة متاحة، الأمر الذي قد يجعل البعض قد يحول منزله إلى سينما، بل قد يشاهد فيلما لم يعرض من الأساس في السينمات.

ولو تحدثنا بشكل فني عن عناصر التداخل بين السينما والإعلام وتكنولوجيا الاتصالات، نجد أنهم يشتركون في عدة عوامل تتلخص في أن التصوير يتم على كاميرات حديثة يمكن أن تخرج فيها الصورة بمستويات متدرجة من الكفاءة منها HD و 2K و 4K و 8K و 16K ولا زال المطورون مستمرون في زيادة نقاء الصورة من خلال تطوير الكاميرا وبرامج المونتاج، لتقديم أعلى جودة عبر شاشات العرض سواء كانت سمارت فون أو شاشة تلفزيون أو شاشة سينما.

وما بين السينما والميديا راق لي طرح اسم سينيميديا كهاشتاج على وسائل التواصل الاجتماعي تبنته مبادرة “ستاند باي” لطرح رؤى نجوم الفن والميديا للعديد من العناصر الفنية وفلسفتهم ورؤية نظرهم للواقع الفني والمجتمعي والحياتي بشكل عام، ليتبقى خطوة بدأت بالفعل ألا وهي الذكاء الاصطناعي، ذلك العالم الذي أصبح يسمي ويب العاطفة والإحساس Sensory and emotive web والذي يقوم بإعداد قاعدة بيانات حسية تتضمن العواطف الأكثر شيوعا في المجتمعات المختلفة ويرصد عواطف المستخدمين في مواقع مختلفة.

ويمكن للمستخدم من خلاله البحث عن شعور الناس في دولة ما، وهي وسيلة مرعبة عندما يعرفون عنك أكثر من نفسك ويرسلون إليك ما تفكر فيه دون أن تعرف كيف تسللوا إلى عقلك بما يسمونه خوارزميات تستخدم في بعض الأحيان روبوت يتواصل معك لفترة فتظن أنه إنسان حتى يصل لمرحلة فكرية ما فيقول لك انتظر قليلا فسأرسل لك إنسانا يستطيع الإجابة أفضل مني، وهكذا سيطر الذكاء الاصطناعي علي الجمهور، وهو الأمر الذي كان أجدي بالنقاش المجتمعي عندما ظهر على شاشات رمضان أول مسلسل يناقش هذا الأمر، وهو مسلسل “النهاية”، الذي قد تختلف عليه دراميا كما شئت لكن لن تختلف علي أنه انفرد بضربة البداية نحو استشراف المستقبل بدلا من الانزلاق في غياهب الماضي، وإضاعة الوقت في تريندات الحاضر فنخسر وقتا نحتاجه جدا لإدراك مكانا في الفضاء الكوني المقر الحقيقي لتنافس الكبار على الكوكب.