محمد أبومندور: أين ذهبت روح رمضان في مصر؟

تاهت وجاري البحث عنها، ويتم بذل مجهودات ضخمة للتعرف على أسباب ضياعها، إنها روح رمضان في مصر، والتي كان يضرب بها المثل وتساق بها الأمثلة، لم يتبقى منها سوى شكل الفانوس، الذي أضحى رمزاً للشهر الكريم متحداً مع الهلال متشحاً بأغنية عبدالمطلب “أهلا رمضان”.

إذهب إلى أي مركز تسوق أو أي مقهى فلن ترى إلا حوائط كاملة مغطاة بقماش منقوش بنقشة الخيمية وأشكال فوانيس رمضان المدلاة من الأسقف بلا معنى، مع صوت أغاني رمضان المتكررة بلا هوادة وكأنها تطاردك.

أختفت أم هربت أم طفشت روح رمضان في مصر؟ ذبلت تلك الروح مع دخول الشكل التجاري لرمضان في حياتنا، هل هناك يد لما مررنا به من أحداث في السنوات القريبة، في أن روح رمضان خفتت داخلنا لكثرة ما شهدنا، ولطغيان المادية البحتة على سلوكياتنا، ربما لابتعاد البعض منا عن معنى الصيام وما به من سمو بالنفس وارتقاء بالروح.

لقد تحول رمضان إلى سوق بضائعه رائجة، فالكل يتمنى البضاعة المعروضة ويقبل عليها لا لشيء إلا أنه “صائم” فيشتري كميات من الطعام تكفي حي سكني لإفطاره هو وأسرته، أو من بعض من يقيمون مرائد الرحمن للشهرة والتي يتفاخر فيها بتنوع الأطعمة وارتفاع اسعارها وامتداد صفوف المائدة، راجياً أن يتقبل الله تلك الأفعال على أنها بُغية وجهِهِ الكريم.

تحول رمضان من شهر صيام إلى شهر تجاري، ومن شهر عبادات إلى شهر إعلانات يتخللها بضعة أدعية حفظاً لماء الوجه ولنتذكر بأننا في رمضان.

تحول رمضان من شهر للسكينة والتأمل والتعبد إلى شهر للصخب والسهر ، مع ازدياد تلك الهجمة الاستهلاكية أدى ذلك إلى غياب العديد من القيم الإيجابية وظهور وتعميم لقيم مادية منحطة.

تعود إلينا روح رمضان التي كنا نتحاكى عنها عندما نعود لاحترامنا للشهر في تعاملاتنا مع بعضنا عندما نسموا في بأرواحنا عن كل ما لا يبقي من صيامنا إلا الجوع والعطش، عندما نتوقف عن تسميته بغير اسمه حيث نحن الآن في (رمضان 2015)

اقرأ أيضًا:

 محمد أبومندور: نوستالجيا رمضان

محمد أبومندور: بالرغم من كل شيء

محمد أبومندور: التطوير آفة العصر!

محمد أبومندور: في الإجادة إفادة

 محمد أبومندور: مواعيد فشنك

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا