هشام سليم.. المتصالح مع النفس صاحب التصريحات المثيرة

طاهر عبد الرحمن

ظهور جديد للفنان الكبير هشام سليم في حلقة الأحد من برنامج “شيخ الحارة والجريئة”، الذي تقدمه إيناس الدغيدي على شاشة قناة “القاهرة والناس”، وفيها أعلن عن إجراء ابنته نورا عملية تحول جنسي لتتحول إلى ذكر، وهو ما أحدث ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية.


نرشح لك: هشام سليم: ابنتي تمر بعملية تحول جنسي


“هشام سليم” يمثل منذ بداية ظهوره وشهرته حالة خاصة جدا سواء كفنان أو كإنسان، فهو يبدو – رغم كل ما مر به من أزمات فنية وشخصية – شخص متصالح جدا مع نفسه وعالمه وحظوظه، وهو ما يظهر دون ادعاء في كل البرامج التي يتم استضافته بها.

العيب الوحيد، إذا ما اعتبرنا ذلك عيبا، أنه أصبح “ضيفا مثاليا” ومطلوبا في تلك النوعية من البرامج التي هي أشبه بجلسات النميمة والبحث عن – إذا جاز التعبير – “الفضائح”، سواء كانت فنية أو شخصية.

نختلف أو نتفق على مكانته وإمكاناته كفنان وممثل، إلا أن له حضورا قويا في كل الأعمال التي شارك فيها، وكان من الطبيعي أن يكون “نجم شباك”، وهو ما كاد أن يصل إليه، لولا حسابات السوق والإنتاج في المجال الفني، خصوصا السينمائي.

ومنذ البداية فإنه حارب طويلا وكثيرا كي يثبت نفسه كفنان وليس مجرد ابنا لصالح سليم، بكل شهرته وكاريزمته وبكل تأكيد صلاته واتصالاته، واجتهد في تنمية مواهبه وقدراته الفنية، وبلا شك فإن أدواره وهو صغير السن في أفلام مثل ‘إمبراطورية ميم” مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ودوره في “عودة الابن الضال” مع يوسف شاهين ومحمود المليجي وشكري سرحان وهدى سلطان، وبعدها في “الأراجوز” مع عمر الشريف، أثبتت أنه موهوب ومختلف وقادر على أن يكون نفسه بعيدا عن ظل والده.

لكن في منتصف الرحلة حدث شيء غير مفهوم له، كان من نتيجته – خصوصا بعد دوره المميز في رائعة أسامة أنور عكاشة “ليالي الحلمية”- أنه ابتعد عن مكانته الطبيعية، وأصبحت حياته وأخباره الشخصية هي سبب شهرته وبقاء اسمه متداولا في الإعلام، أشهرها بالطبع قصص زواجه وطلاقه وصولا إلى ما أعلنه أخيرا عن تحول “ابنته نورا” إلى “ابنه نور”، بكل ما يحمله ذلك الإعلان من كونه خبرا مثيرا في مجتمع محافظ مثل مصر، أو كان – كما يعتبره البعض – شجاعة من نوع خاص.

لا يهم معرفة ذلك التحول الدارمي في حياة هشام سليم، لكن الأهم هو نتيجته، حيث انزوى الحديث عنه كفنان وتقييم ما يقدمه، وتحوله إلى “فقرة ثابتة” في البرامج المختلفة، سواء باعتباره “ابن صالح سليم” أو بأرائه الشخصية التي تعتبر مثيرة.

نرشح لك: هشام سليم: “ولادي مكنوش بيحبوني”


والغريب – كما يشعر المتابع – يبدو أنه استسلم لذلك الإطار الذي وضعوه فيه، ويقبل الظهور في تلك البرامج لا للحديث عن فنه بقدر الحديث عن حياته الشخصية، وهو ما يتناقض تماما مع ما حاوله طيلة مشواره أن يبتعد عنه أو يتجاهله، خصوصا اسم والده الذي لم يستخدمه كاسم فني، فهو “هشام سليم” وليس “هشام صالح سليم”.

الواضح أن شخصية هشام سليم وثقافته وأسلوب تربيته (كما يكرر هو نفسه كثيرا) يتعارض كلية مع الشكل الذي أصبح عليه منذ سنوات، كضيف في برامج النميمة، لكن ربما كان ذلك هو الحل الوحيد لفنان ذاق الشهرة مبكرا لكنه الآن يجلس في بيته بلا عمل، كما صرح هو أكثر من مرة، أو أن ما يعرض عليه من أدوار لا يتناسب مع مكانته وتاريخه، وبالتالي قرر أن يحافظ على تواجده وشهرته بأساليب أخرى.