مجدي أبو عميرة: اختار الأبطال الشباب وفقا لـ"التريند".. والجمهور لم يحسن استقبال "ليالي الحلمية 6"

مجدي أبو عميرة

مروة رفعت

لأكثر من  ثمانية وعشرين عاما، احتل المخرج مجدي أبو عميرة بأعماله الدرامية المميزة، مكانة خاصة جدا في قلوب المشاهدين، فبات وجود اسمه على أي عمل فني بمثابة إشعار نجاح، ويتجلى ذلك بوضوح في استمرار أعماله حتى اليوم، والتفاف الجماهير حولها وكأنها تعرض لأول مرة.

كما حظي بعض أبطال أعماله الدرامية بقبول كبير بين الجيل الحالي من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء بالكوميكس أو الفيديوهات الساخرة، إلى أن عاد أبو عميرة ضيفا عزيزا على البيوت مؤخرا، بعمله الدرامي الجديد “قوت القلوب”، الذي يعرض على قناة “الحياة”، ليضيف إلى رصيده الدرامي الكبير عملا آخر.

حاور “إعلام دوت كوم” المخرج الكبير مجدي أبو عميرة للوقوف على كواليس مسلسله الجديد، والمرور على بعض محطات مشواره الفني، فكان له هذه التصريحات:

 

  • سعيد جدا بالنجاح الذي حققه “قوت القلوب”، ولم أشعر بالضيق من توقيت عرضه الذي تزامن مع انتشار أزمة كورونا، أو أنه قبل شهر رمضان والمارثون الدرامي الكبير الذي يبدأ معه، بل على العكس المسلسل “عمل رمضان لوحده”.

 

  • البداية كانت بمكالمة من الدكتور أشرف زكي، اطلعني على فكرة المسلسل، تلتها مكالمة من شركة الإنتاج الذين بدورهم أرسلوا لي ملخص المسلسل والحلقات الخمس الأولى.

 

  • أعجبت بالفكرة وطريقة كتابة محمد الحناوي “عجبتني جدا، المؤلف بيبان من التكنيك الدرامي وخط الأحداث وسخونتها” وهذا ما بدا لي من الورق بعد أول ثلاث حلقات.

 

  • مشاركة الفنانة ماجدة زكي التي أقدرها جدا على المستوى الإنساني والفني في المسلسل كان حافزا كبيرا لي، ولكن بشرط ألا يكون المسلسل كوميديا صرفا، وبالفعل بدأت الأحداث كوميدية، وتوالت بدراما ساخنة بطابع إنساني واجتماعي، وهذا ما برعت فيه ماجدة زكي.

 

نرشح لك: تعليق مجدي أبو عميرة على “أفورة” أحمد عبد العزيز في التمثيل

 

  • اعَتمد في اختيار الوجوه الشابة في أعمالي على الشباب المميزين على الساحة أو “التريند” بلغة العصر الحالي، واستعنت بملك وعمر أولادي، وبأولاد ماجدة زكي في ترشيح الشباب، لأن أولاد قوت هم أساس الحكاية، واختيارهم الجيد كان مهما جدا.

 

  • التحدي الكبير كان في اختيار محمد أنور في دور بعيد تماما عما اعتاده الناس عليه، فقد قلت له “هجيبك في الدور دا ومفيش تهريج، وفي الأول كنت بحتاج افرمله شوية بس بعد كده مشي أفضل من توقعاتي، ووجه له تحية على أدائه الرائع”.

 

  • المسلسل يُعرض على جزأين ولم انتهي من تصوير الجزء الثاني، لكن سيتوقف العرض عند الحلقة الخامسة والعشرين، على حدث هام جدا، وسيتم عرض باقي المسلسل بعد رمضان في 25 حلقة أخرى، وذلك لظروف العرض التي فضلت شركة الإنتاج أن تبدأ مع عيد الأم، ولم تنتهي قبل قدوم شهر رمضان.

 

  • توقفت عن استكمال تصوير باقي مشاهد الجزء الثاني إعمالا بتوجيهات الدولة في ظل كورونا، خاصة أن لا يزال هناك متسع من الوقت قبل عرضه، والمشاهد المتبقية ليست كثيرة، على أن يتم استئناف التصوير بعد انتهاء الأزمة.

 

  • أحب أن تتضمن حلقات مسلسلاتي حدثين أو ثلاث أحداث، لأن “من غير أحداث الناس بتهرب منك، بمسك الحلقة ولو ملقتش فيها أحداث برجعها للمؤلف”، وهذا ما اتبعه في كل أعمالي.

 

  • اعتمد على الدراما العرضية التي بها العديد من الأحداث، ولكل بطل حدوتة “لأن لو الحدوته لبطل واحد الجمهور يزهق”، ويمكن أن أتدخل في الورق على الخط الدرامي للشخصيات، وليس مساحة الدور. كما أنني أحب العمل في هدوء، ولست من أنصار انفعال المخرج طوال الوقت في اللوكيشن.

 

  • رفضت رئيس التليفزيون المصري السابقة سهير الأتربي، عرض مسلسل “الضوء الشارد” على القناة الأولى والثانية ضمن خريطة رمضان، قائلة لي: “أنا مبحبش مسلسلات العمم والجلابيات”، ولكن تدخلت الإعلامية سناء منصور وطلبت أن تعرضه على قناة Nile TV.

 

  • اتصلت بسناء منصور وطلبت منها عدم عرض المسلسل، وانتظار موعد له بعد رمضان، فقالت لي “هتشوف المسلسل دا هيعمل ايه” وبالفعل سحب البساط من القنوات الأولى والثانية، وحصد الذهبية في هذا العام.

 

  • اعتز بمسلسل “المال والبنون” الذي يعتبر شهادة التعارف بيني وبين الجمهور، بنص ضخم كتبه محمد جلال عبد القوي، وبذلت فيه قصارى جهدي، وكان فيه كم من الممثلين كل منهم أصبح نجما الآن وبطلا بمفرده.

 

  • التحدي الأكبر في مسلسل “المال والبنون” أنه كان يعرض أمام “ليالي الحلمية” و”رافت الهجان” والاثنان لهما نجاحات سابقة في أجزائهما الأولى، ولو لم يكن “المال والبنون” قوي ما كان ليصمد أمام الحلمية والهجان.

 

  • من أسباب اعتزازي به أيضا أنه مسلسل اجتماعي ديني، يؤكد على أن المال الحرام لا يثمن ولا يغني من جوع، وكتبه عبد القوي بشكل رائع واستخدم آيات القرآن الكريم في دلالات معينة.

 

نرشح لك: موقف مخرج “المال والبنون” من كوميكس شخصية “عباس الضو”

 

  • أحب كل أعمالي، لكن الأقرب لقلبي: “المال والبنون”، و”حمادة عزو”، و”ملك روحي”، و”أين قلبي”، و”الرجل الآخر”، و”ذئاب الجبل” للنجاح الساحق الذي حققه رغم صعوبات تصويره، و”جحا المصري” وهنا أحب أن أوجه التحية للرقابة لتمريره، دون حذف مشهد واحد رغم الإسقاطات السياسية الكثيرة به.

 

  • أتذكر كواليس تصوير أول مشهد في “المال والبنون” واعتز به كثيرا، وأنا دائما ما استصعب الحكاية، لذلك كنت مصرّا على تصوير المشهد فوق مسجد الحسين “وهو ارتفاع مش بسيط”، وكان الحوار بين عباس الضو، وسلامة فراويلة، ومئذنة سيدنا الحسين بينهما شاهدة على الصراع بين الحلال والحرام.

 

  • مسلسل “زيزينيا” كنت أتمنى لو أنه كان من إخراجي، وعرضَ الكاتب أسامة أنور عكاشة علّ إخراج الجزء الثاني، ولكن جمال عبد الحميد مخرج المسلسل صديقي، فتدخلت لإزالة الخلاف بينهما، وبشكل دبلوماسي اتصلت بيحيى العلمي، وكان رئيس قطاع الإنتاج وقتها، وطلبت منه يتدخل لحل المشكلة دون أن يُظهر أنني اعتذرت.

 

  • “مقدرش اكسر كلمة للأستاذ عكاشة”، ولكن اعتذاري كان لأني لا أستطيع العمل على شغل مخرج زميل، أي أن كان الخلاف بين المؤلف والمخرج، ولأني “مسوس”، ولكن فعلت ذلك على استحياء حتى لا يشعر عكاشة إني رفضت له عملا.

 

  • لم أندم على تقديم الجزء السادس من مسلسل “ليالي الحلمية”، “اجتهدت وعملنا مسلسل تعبنا فيه، وأيمن بهجت قمر، وعمرو محمود ياسين عاملين ورق حلو، ولكن الجمهور لم يستقبله حلو”.

 

  • رفض الحلمية بطابعها الجديد لأن “الجمهور في دماغه الحلمية بتاعت زمان اللي فيها صلاح السعدني ويحيى الفخراني، والزمن غير الزمن، و أيمن بهجت قمر حب يجيب الجيل الجديد للحلمية” وهذا ما لم يتقبله جمهور الحلمية القديم، إضافة إلى أن هناك أجيال لا تعرف ما هي الأساس.

 

  • 25 عاما بين الحلمية القديمة وبين الجزء الأخير، وكان يُعرض أمامها “رأفت الهجان”، و”المال والبنون”، ولا يوجد الكم الكبير من الفضائيات والمسلسلات، ورأيي الشخصي الجمهور لم يستقبلها الاستقبال الذي يليق بالحلمية.

 

  • أتمنى إخراج مسلسل عن عبور أكتوبر العظيم، هذه اللحظة التاريخية الجميلة قصّرت فيها الدراما، وربما نفعل قريبا، وأعتقد أنه بعد مسلسل “الاختيار” الذي من المقرر عرضه في رمضان المقبل، سيختلف الأمر. أما الشخصية الذي كنت أتمنى تقديمها هي الرئيس الراحل محمد أنور السادات لكن “اتعملت خلاص”.