بسبب كورونا.. كيف استطاعت المواقع الإخبارية أن تكسب ثقة روادها

محمد الحلواني

في مارس الماضي، حقق موقع الجارديان رقمًا قياسيًا في عدد الزيارات، إذ وصلت عدد الزائرين إلى 114 مليون زائرًا في الولايات المتحدة، واعتبر تقرير نشره موقع JOURNALISM.CO.UK، أن ذلك الرقم دليلاً على أن صدمة كورونا جعلت الجمهور يتجه إلى الاطلاع على مواقع الأخبار بحثًا عن معلومات حول Covid-19.

ويمثل ذلك الرقم قفزة بنسبة 86.5 في المائة للزيارات مقارنة بشهر فبراير، وكانت 66% من مشاهدات موقع الجارديان في مارس للبحث عن معلومات عن كورونا والأعلى قراءة على الإطلاق هو تقرير عن كيفية الإصابة بالفيروس.

أصدرت منصة ذكاء الأعمال Deep BI تقريرًا رصد سلوك 84 مليون مستخدم لمواقع إخبارية خلال الفترة من يناير إلى مارس 2020، بالتزامن مع نقطة تحول أزمة covid-19. وذكرت النتائج التي توصل إليها زيادة بنسبة 90 في المائة في عدد الزيارات إلى مواقع الأخبار بين الشهرين.

كيفية الاستفادة من صدمة كورونا

لفتت هذه الطفرة انتباه المواقع الأخبارية إلى الاهتمام بالمحتوى. ويشير تقرير Deep BI إلى أن ذلك العدد من الزيارات هو فرصة أمام المؤسسات الإخبارية لبناء لبناء الثقة بينها وبين مستخدميها، ما حدث خلال أزمة كورونا ليس مجرد تدافع على المعلومات.

في شهر مارس، تضاعف عدد القراء “المحتمل حصولهم على اشتراك” مقارنة بشهر يناير، ويقصد بعبارة “من المحتمل أن يشترك” أن لديه “ميلًا كبيرًا” للاشتراك وفقًا لخوارزميات معتمدة على أكثر من 100 عامل. ويمثل الاهتمام الطاغي بموضوع ما فرصة لبناء جمهور مستدام، وأوضح هشام العيتاني، رئيس قسم التسويق في Deep BI، أن التحدي الراهن يرفع مستويات تفاعل القراء إلى نقطة تكفي لكي يصبح القارئ على استعداد لدفع مقابل لجودة الصحافة.

هل هناك مكان للمحتوى المجاني؟

فعلى سبيل المثال، حرصت الفاينانشيال تايمز، على توفير مجموعة مختارة من أخبار كورونا مجانًا، وأضاف العيتاني: “عندما يتعلق الأمر بتصنيف هؤلاء المستخدمين في فئة جمهور لديه ولاء للموقع على المدى الطويل، يجب القيام بذلك في خطوات مرسومة جيدًا لزيادة تفاعلهم وتطوير عادتهم لزيارة الموقع”. وطرح التقرير مثالا لموقع إخباري أوروبي متوسط الحجم يصنف 2.3 مليون مستخدمًا في فئة “متجول وزائر في بعض الأحيان”؛ لكن ليس من السهل تصنيف هؤلاء كمشتركين أو مشتركين محتملين.

يُعد المستخدمون الذين جذبتهم مواقع الأخبار مؤخرًا أقل تحولاً عن وسيلة إعلامية بدأوا يثقون بها خلال الأزمة، فهم لن يتحولوا عنها على المدى القصير وهذا هو السبب في أنهم بحاجة إلى تلقي رسائل مختلفة ومتميزة عن تلك التي يستهدف بها المستخدمين ذوي التفاعل المرتفع من أجل فتح قنوات الاتصال بينهم وبين الموقع الإخباري والتأكد من أن زيارتهم له تطورت لكي تصبح عادة ومن ثم وضع أسس ولائهم للموقع.

الاحتفاظ بوسيلة دفع

قال مسؤول بصحيفة التليجراف إن الصحيفة شهدت، أثناء أزمة كورونا، أفضل معدلات في التصفح وعدد الزيارات منذ استفتاء الاتحاد الأوروبي في عام 2016. مع الأخذ في الاعتبار، أن الصحيفة لا تزال حريصة على نموذجها المتميز القائم على نشر مزيج متوازن من المحتوى المجاني والمدفوع.

ويعتقد مايك أدامسون، نائب رئيس التحرير ورئيس النشر، أن الهدف هو توفير مجموعة واسعة من المحتوى. إذ قدمت التليجراف خدمة توصيل الصحف مجانًا، وجعلت إصدارها الرقمي مجانيًا للمشتركين، وأطلقت بودكاست يومي جديد خاص بتطورات أزمة كورونا، وسرعان ما تقدم بودكاست التليجراف ليصبح الأكثر استماعاً على الإطلاق في المملكة المتحدة – واستمرت الصحيفة في إدارة مجموعتها التفاعلية عبر WhatsApp.

أضاف أدامسون: “شهدنا نموًا هائلاً في تفاعل الجمهور. لقد حصلنا على المزيد من الزوار للموقع مما كنا عليه منذ سنوات، لقد كان شهرًا قياسيًا للمشاركة، وهذا يساعدنا على تكوين عادات يومية مع جمهورنا. لقد أمضينا أيضًا شهرًا قياسيًا على مستوى مشاهدات مقاطع الفيديو، وبلغت قناتنا على YouTube المليون مشترك خلال الأزمة”.

نرشح لك: 100 مليون دولار من فيسبوك لدعم صناعة أخبار كورونا