مينا فريد يكتب: إحنا النهاردة سوا

للتواصل مع الكاتب (من هنـا)

“يا اللي بتسأل عن الحياة”

أهلا بيكم في الحياة الجديدة كليا علينا. أهلا بيكم في ساعات من صور الفوازير السخيفة، اللي بتسألك عن بعض الأعداد المخبئة وبيانات وزارة الصحة باللون الأحمر والأزرق اللي تكشف لك عن أعداد أخرى عن وفيات أو إصابات و متعافين غير مخبأة.

أهلا بيكم في عالم جديد.. بلا فروق بين أمريكي وصيني وإيطالي ومصري.. بلا مشاحنات بين أهلاوية وزملكاوية. .بلا انتظار لمباريات دوري الأبطال.. بلا صوت طائرات.. بلا جلسات شيشة.. بلا قهاوي.. عالم جديد من التيك توك ونجومه.

أهلا بيكم في عالم جديد.. بكلّمه مش بيرد.. لو قريتها بلحنها أحب أرحب بيك في.. عالم كوفيد ودلعه كورونا.

“خدها كده زي ما هي”

كوفيد التاسع عشر الذي قد حل بسلطان خوفه على الكل،  وأصبح كالجاثوم على صدورنا كل ليلة، جاثوم من قلق وتشويش وعدم وضوح الرؤى وإشاعات.

بس وسط غضب عمرو أديب وباقي مذيعين التوك شو من المستهترين وفخرهم بالمسئولين ووسط تحذيرات خليك في البيت/ طب إنزل بس مش أوي/ مش هنسلم مش هنبوس/ عاوزين نصلي/ المؤمن لا يصاب/ مؤامرة لا مرض/ غضب من ربنا لأ مش غضب /كام واحد مات النهاردة؟ زهقت.. زيك تماما.. تعبت و حقيقي زهقت.

“الدنيا ريشة في هوا.. طايرة بغير جناحين.. إحنا النهاردة سوا وبكرة هنكون فين ؟”

من بلكونتي وقفت بحزن أتابع بيأس الشوارع اللي كانت مليانة حياة لحد وقت قريب.. فيه مجموعة شباب متجمعين كتقليل من الخناقات المنزلية أو كسرا لساعات الملل أو يمكن هروب للتدخين.

نرشح لك: فرويد وكويك ساند.. كورونا ودراما الفرص الضائعة!

فيه قطط تستمتع بساحة شجار حر.. فيه أغنية لمنير مسموعة من راديو من عمارة قريبة.. فيه نسمة هوا بارد ربيعي جميلة.. والأهم.. فيه ريحة مسقعة من جارتنا.. بصرف النظر عن جدوى أكل المسقعة الساعة الحادية عشرة بليل.. طلّعت موبايلي و كتبت على تويتر.. هل فقدنا لذة الحياة السابقة أم أن الفيروس جعلنا نعيد استطعامها؟ ثانية.. أنا ليه استخدمت تعبير استطعامها بعد شم المسقعة؟ عموما لسه محمد منير بيؤكد أن الدنيا ريشة في هوا.. أغنيتي المفضلة لسعد عبد الوهاب مطعمة بأغنية منير نفسه أشكي لمين.

“و بكره هنكون فين؟ في الدنيا في الدنيا”

صحيح يعني بكرة هنكون فين؟ هو فيه تأكيد لأي حاجة في العالم؟ هل يعني لو عبرنا الأيام دي أصحاء بدون خسائر جسدية ولكن بخسائر نفسية هنكسب حاجة؟ الحقيقة أنه لا مفر حقيقي.. لا من المرض ولا من الموت.. أوقات صعبة و هتعدّي.. نعمل اللي علينا وهتعدّي.

“دنيا تدور.. مهما تدور.. ماهي بتدور سواقينا.. في عطشنا في ألمنا مابتنساش تداويينا”

عدّينا بأصعب من كده وبنفتكره ونضحك.. ما يجراش حاجة إننا ننعش مشاعرنا المرهقة.. ما فيهاش حاجة إن الوقت ده يفكرنا بناس نسيناهم ويبقى عندنا مجال نكلم أهالينا وصحابنا المتفرقين.. مفيهاش حاجة إننا نحيي مشاعرنا المرهفة أما يبقى عندنا مجال نسمع بعض والبيت الواحد يقرّب أكتر.. مافيهاش حاجة أما نعيد التفكير في علاقات انتهت أو ضعفت ونحاول نرجعها.. مافيهاش حاجة إننا نبعد شوية عن صحابنا ويوحشونا.. مافيهاش حاجة.

“وبكره هنكون فين؟ في الدنيا في الدنيا”

الخوف قاتل والقلق قاتل والإستهتار كمان قاتل.. دول أخطر من المرض نفسه.. هنعدي وهيعدي معانا كل إخواتنا وصحابنا وحبايبنا وهيعدي بينا كل أهلنا وأصحابنا الدكاترة والصيادلة وأطقم التمريض وكل حد بيحارب وبيغامر بسلامته عشاننا.

“جيينا و مادين إيدينا.. واللي يصيبنا أهو من نصيبنا”

هتعدّي من غير استهتار ومن غير إفراط في التشاؤم.. هتعدّي بإيمان بربنا وبنفسنا.. خلينا فاكرين إن إحنا النهاردة سوا و لازم نفضل سوا.. دي نعمة كبيرة من ربنا لازم نستطعمها بس نبطل أكل.. لازم نبطل أكل.

هنعدّي عشان إحنا بنحب الحياة وبنعرف نتبسط، هنعدي وهنرجع لخناقتنا الجميلة تاني، هنرجع نتخانق عشان هاني شاكر وحسن شاكوش وهنخلّي الأستاذ هاني شاكر يكسب المرة دي. هنعدّي إن شاء الله مهما كانت الأوقات الصعبة جاية، هنعدّي ونرجع نضحك ونقول لكل حد شمتان فينا مش هنقع، والله ما هنقع. أزمة وهتعدّي من غير ما نتعدي ولا نعدي.

وهتيجي تاني “أحلى الأوقات” وساعتها هنحس بطعم كل حاجة بجد بشكل مختلف.

“الدنيا ريشة ف هوا”

نرشح لك: في ظل كورونا.. 3 ظواهر سلبية لحقت بالوسط الثقافي