هل تغير شكل المحلل السياسي في النشرات الإخبارية؟.. أحمد عطا يجيب

هالة أبو شامة

تغيرات كثيرة طرأت على البرامج والنشرات الإخبارية خلال العشر سنوات الماضية، وتحديدًا بعد انطلاق ثورات الربيع العربي، التي شهدتها المنطقة.

تلك التغيرات لم تظهر فقط شكل البرامج وطريقة تناولها للأخبار، بل امتدت لتشمل أيضًا المحللين السياسيين وطريقة تحليلهم وتناولهم لمستجدات الأمور.

تواصل “إعلام دوت كوم”، مع أحمد عطا، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط في لندن، الذي تحدث عن التغيرات التي لحقت بالمحلل السياسي خلال العقد الأخير، وكشف عن أهم الصفات التي يجب أن يتميز بها يستطيع تحقيق الثقة المتبادلة بينه وبين المتلقي، وفيما يلي أبرز تصريحاته:          

1– اختلفت مواصفات المحلل السياسي بعد ثورات الربيع العربي، وذلك لأسباب كثيرة تتعلق بالملفات المتداخلة في المنطقة العربية.

2– التحليل الكلاسيكي السياسي في مراكز الأبحاث والدراسات المقروءة، له شق ومسار مختلف عن التحليل السياسي في النشرات المرئية والتي تعرف بـ “اللايفات”، ولذلك يجب أن يتمتع المُحلل بعدة صفات معينة تتناسب مع شكل الصحافة التلفزيونية.

3– قبل ثورات الربيع العربي كان الجمهور يهتم بمشاهدة، القنوات الدرامية ومن ثم الرياضية، ومن ثم الإخبارية، وبعد انعكس الوضع تمامًا إذ أصبحت القنوات الإخبارية في المرتبة الأولى، وذلك لأن المشاهد على مستوى العالم أصبح يبحث عن كل ما هو جديد، ليطمئن قلبه فيما يتعلق بالملفات السياسية المختلفة.

4– اهتمامات ومتطلبات الجمهور في الآونة الأخيرة، فرضت على المحلل التحلي بعدة صفات أهمها اللغة السليمة، الحرفية في العرض، السرعة والتكثيف في العرض، والأناقة في المظهر، فيجب أن يلبي احتياجات المشاهد من معلومات، بطريقة لا تجعله يشعر بالملل.

5– مدة “اللايف” في النشرات عادة ما تكون قصيرة، ولذلك يجب على المحلل تجنب تكرار المعلومات التي يسردها، بل ويجب أن يكون أيضًا بارعًا في تبادل أطراف الحديث بينه وبين المذيع، فالمحلل التقليدي اختلف تمامًا، والمشاهد أصبح يبحث عن كل ما هو جديد.

6– لا بد أن يكون المحلل على درجة عالية من الثقافة، ومطلعًا على العديد من المصادر، حتى يستطيع أن يغذي تحليلاته في أي ملف يسند إليه.

7– تعرضت في إحدى المرات لموقف حرج قبل ظهوري على الهواء بدقيقتين، إذ كان من المقرر أن أتحدث عن حادث مانشستر، عبر قناة العربية، ولكنهم أبلغوني بأن الفقرة قد ألغيت ودعوني للتحدث في فقرة أخرى تدور حول تحرك القوات الأمريكية لضرب عناصر تنظيم القاعدة باليمن، وبالفعل قمت بتحليل الفقرة بدون أي إعداد مُسبق لها، فالمُحلل لا بد له وأن يكون مستعدًا للتحدث في كافة الملفات.

8– يجب أن يكون المحلل حريصًا على بناء جسر من الثقة بينه وبين المشاهد، ولا يمكن لذلك الأمر أن يتحقق إلا بعد عدة لقاءات تراكمية.

9– في رأيي فإن الدكتور حسام بدراوي، الأستاذ بكلية طب القصر العيني، نموذجًا للمفكر السياسي المتجدد.

10- العربية، والغد العربي الإخبارية، والحدث، قنوات استطاعت أن تنجح في تغيير شكل الإعلام السياسي.