محمد عبد الرحمن :القوة الناعمة التي لا يشملها الوفد المرافق للرئيس

نقلا عن جريدة المقال
إتجاه إيجابي بالطبع أن لا يقتصر الوفد المرافق للرئيس السيسي في ألمانيا على السياسيين والدبلوماسيين، أن يتحول إلى وفد شعبي يضم فئات عدة تمثل وجوه الشعب المصرية مجتمعة، خصوصا وأن الزيارة تعاظمت أهميتها بسبب التربص الكبير بها من الإخوان ومن يحركونهم، لكن تبق الأزمة دائما في التفاصيل لا المبدأ، إعلان الرئاسة بالتنسيق مع نقابة الممثلين توجيه الدعوة لعدد كبير من الفنانين – وصل إلى 19 ممثل وممثلة- للالتحاق بالوفد فتح الكثير من فوهات الأسئلة، بداية من التساؤل حول مدى التأثير الذي سيحدثه وجود الفنانين هناك وهم غير معروفين في الشارع الألماني، وصولا إلى غياب التمثيل الحقيقي للفن المصري خصوصا الأنماط التي يمكن أن تُسهم في لفت إنتباه أهل البلد المضيف، وكالعادة يحدث كل شئ بدون أي تمهيد أو توضيح، فهل الرئاسة اختارت عدة فنانين فقط مثل يسرا وإلهام شاهين وعزت العلايلي والنقابة أكلمت الباقي؟ وهل ستتحمل الرئاسة تكاليف سفرهم جميعا أم من سيشارك في تحمل النفقات في وقت ترفض فيه الرئاسة وجود أي إعلاميين من القنوات الخاصة على نفقتها، وصولاً إلى أهمية مراجعة فكرة وجود النجوم المصريين بجوار الرئيس في الخارج لأنها رسالة نكتشف كل مرة أنها موجهة للداخل، فكما تعودنا سيطلق النجوم المصريين تصريحاتهم وتعليقاتهم للصحف المصرية وعبر مداخلات ستجريها معهم برامج التوك شو من القاهرة، من منهم سيلتقى صحف ألمانية؟ ومن سينجح في مخاطبة المشاهدين هناك عبر قناة تنطلق من برلين؟ كل هذه أسئلة يعلم القاصي والداني أن لا إجابة عليها، بينما كان الأفضل إذا قبلت الرئاسة اقتراحات موازية أن تصاحب الرئيس مثلا فرقة رضا للفنون الشعبية (إذا كانت موجودة حتى الآن) ويتم التنسيق مع الحكومة الألمانية لتقديم عروضها في أحد الميادين الرئيسية بالتزامن مع الزيارة، معرض فوتوغرافيا عن مصر بعد 30 يونيو خصوصا فيما يتعلق بالمشروعات الجديدة يمكن أن يحدث فرقا في عالم يعتمد على الصورة قبل الكلمة، أيضا لدينا لاعبو كرة احترفوا طويلا في ألمانيا كهاني رمزي ومحمد زيدان، هؤلاء يمكن أن يحدثوا فرقاً، كذلك كان لابد من وجود مثقفون وأدباء ضمن الوفد المصري المتوجه لبلد تشهد كل عام أكبر معرض كتاب في العالم والذي يقام في مدينة فرانكفورت، لدينا أيضا فرق أندر جراوند معظمها يمكن أن يؤدي أغنياته باللغات غير العربية، هؤلاء صوتهم سيكون أسرع في الوصول لأصحاب البيت الذين من المفترض أن تترك الزيارة أثرا في نفوسهم وهذه الوجوه كانت ستحصل على مساحة في التغطية الصحفية التي لا يجب أن تكون قاصرة فقط على الشق السياسي، ودورنا نحن بما إننا ندافع عن أنفسنا من الحملات المضادة أن نجذب الانتباه إلى زوايا مختلفة لتقليل الضغط على المركز، وصحيح أن هناك من يرفض أصلا وجود فنانين ضمن الوفد أيا كانوا على أساس أننا لا نرى رؤساء دول يصحبون فنانين في رحلاتهم الخارجية، لكن يظل المحك الأساسي في أسلوب تنفيذ الفكرة والعائد القادم من وراءها، ربما لو نجحت مصر في استغلال قوتها الناعمة “الحقيقية” في تلك الزيارات لسارت نهجا يسير عليها المعترضون لاحقا، لكن بشرط أن تكون تلك القوة مؤثرة فعلا هناك وليس هنا، إذن يجب أن تكون الفنون المصرية المسافرة مع الرئيس لها صفة العالمية، وهو ما ينطبق أكثر على الفرق الغنائية وفنون التصوير والتشكيل، أما على مستوى الممثلين فجيب أن يتمتع الممثل قبل أن يرافق الرئيس بصفة العالمية وللأسف الممثل الوحيد الذي حمل هذه الصفة هو عمر الشريف شفاه الله من مرض ألزهايمر.

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضا : 

محمد عبد الرحمن : سيدي الرئيس .. You’ve Got Mail

محمد عبد الرحمن: House Of Cards…سفاح في البيت الأبيض

محمد عبد الرحمن: برامج “وشها وحش”..أم الأعمار بيد الله؟

 محمد عبد الرحمن: عودة التسريبات ..نعيب الإخوان والعيب فينا

 محمد عبد الرحمن: السيسي ..قبل “الزند” وبعده   

 محمد عبد الرحمن : تجديد الفيلم الديني

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا