علا بركات تكتب: الزواج في مصر بـ"المجموع"!

المصري…. بطبعه. علا بركات عن الزواج

قد تظن أن مكان النقاط يجب أن نضع كلمة “متدين” كما اشتهرت المقولة سابقا. لكن الحقيقه أن المصري “طبقي” بطبعه.

وقبل أن تغضب _ عزيزي القارئ_ تعال نرى مشاهد حقيقية تحدث يوميا أمامنا تبين حقيقة ذلك.

عروسة وعريس:

عندما يتحدث ابن إلى أمه عن عروسة, فأول ما يتبادر إلى ذهنها هو بنت زي القمر, بيضاء البشرة, ملونة العيون, بنية أو ذهبية الشعر – وذلك مهما كان شكل ابنها طبعا- بينما السمراء أو داكنة البشرة لا تدخل في حساباتها أصلا.

كما يجب أن تكون طويلة ذات جسد ممشوق – رغم أن كثير من الشعب المصري يعاني من البدانة– وطبعا لا يمكن أن تكون قد سبق لها الزواج أو حتي خطبتها، لأسباب كثيرة تبدأ من عدم ثقتها بالخطيب السابق وتنتهي عند حدود خبرات الفتاة ومقارنتها مع خبرات ابنها.

وعلي الطرف الآخر, حين تتحدث البنت عن الزواج مع الأم فأول ما يتبادر إلى ذهنها هو شاب طويل, وسيم, غني وكريم, لديه سيارة وشقة ومرتب ضخم يستطيع أن يجلب معه إلى منزل العروس في كل مرة هدايا قيمة ويستطيع تجهيز أربع حجرات في شقته على الأقل، رغم أن معظم الشباب في مقتبل العمر قد لا يملكون كل ذلك.

لونك حزايني:

الأغاني والإعلام عموما كرّسا لفكرة الطبقية المبنية علي المستوى الاجتماعي, فنجد أغاني الطبقة تحت المتوسطة – تعليميا وليس ماديا – تتحدث كلها عن غدر الصحاب والإدمان وهوان العشرة والحظ السيئ والحزن المعشش في القلوب والدنيا التي اختارته لتعطيه وحده كل الأحزان وكأن كل الحزن قد تم تعبئته وتغليفه وتقديمه إلى تلك الطبقة فقط، بينما أغاني الطبقة الأعلى قليلا – تعليميا أيضا – تتحدث عن اللامبالاة أو الحب المستحيل. أما أغاني المثقفين فاطمئن لن تفهم منها شيئا.

الراجل راجل والست ست:

تصل قمة الطبقية في التفرقة بين الرجل والمرأة، فتجد كل منهما يقارن لا شعوريا بينه وبين الأخر.
فقيادة المرأة للسيارة مثلا يصاحبها كم كبير من السخرية, يكفي أن تلتقط الموبايلات أو كاميرات المراقبة حادثا ولو بسيطا لسيارة تقودها سيدة حتي ترى عشرات التعليقات تتحدث عن “سواقة الحريم وجهل الحريم وخيابة الحريم”. بينما الحقيقة أن مئات الحوادث – وبعضها مميت – تقع يوميا ويكون طرفيها رجال خلف عجلات القيادة. وينسى الرجال أن أي أسرة لديها سيارة تبدأ في تعليم الولد القيادة منذ اللحظة التي تصل فيها ساقيه إلى دواسات البنزين بينما البنت لا تتعلم القيادة إلا عندما تصل إلي الجامعة، فيكون هناك سنوات من الخبرة في القيادة تفرق بينهما.

بينما تقارن البنت نفسها مع الولد من حيث الحريات الممنوحة لها أو الممنوعة عنها وطريقة تصرفاتها, فنقول عن أي سيدة جدعة: ست بميت راجل وكأن الشهامة والجدعنة من شيم الرجل فقط.

لا لونك هو لوني ولا شكلك هو شكلي:

من مظاهر الطبقية أيضا السخرية من شكل ولون وتصرفات الأخرين. فهناك أشخاصا يعتبرون السخرية من الأطفال ذوي البشرة الداكنة أو الشعر الخشن – لأنهم نتيجة (ليلة سودا) وليه هما وحشين أوي كده وجايبين الوحاشة دي منين؟ – شيئا لطيفا وظريفا ودليل خفة الدم.

كما تنتشر السخرية من شكل وجسم كل شخص بصورة مبالغ فيها قد تصل إلى حد رفض زيجات أو انتهاءها بالفشل لمجرد الشكل الخارجي أو لون البشرة لأحد الطرفين.

الزواج بالمجموع:

أما أغرب مظاهر الطبقية في مصر فهو إصرار خريجي كل كلية علي الزواج من نفس الكلية أو ما يساويها في المجموع. فتجد الطبيب يتزوج طبيبة أو مهندسة على الأقل. وكذلك خريجي كليات القمة عموما. بينما لا يفكر أي من خريجي هذه الكليات في الزواج من خريجي كليات الآداب أو التجارة مثلا لأنهم أقل منهم اجتماعيا.
والآن, هل ما زلت تصدق أن المصري متدين بطبعه أم نغير المقولة إلى: المصري طبقي بطبعه؟.

علا بركات عن الزواج

نرشح لك: هاني هنداوي يكتب: عزيزي القاريء.. “ما تخليك حلو أومال!”

شاهد: يوم #مش_عادي في ضيافة الإعلامية سالي عبد السلام