جو شو.. تاجر السخافة

رباب طلعت

أسباب كثيرة، تدفع البعض لسلك طرق شائكة، وضالة، مثل الارتماء في أحضان الجماعة المحظورة، والظهور على شاشتها كأحد وجوهها الإعلامية أو السياسية، في أحد منابرها التلفزيونية، يصرخ ويضلل ويعارض ويلفق الأكاذيب ويطلق الشائعات، ويفعل ما يحلو للممولين، الذي ينفقون أموالهم ببذخ للوصول لأكبر شريحة من المصريين، لاستمالتهم لصفهم، بحثًا عن شرعية جماعتهم ورئيسهم “الباطلة” التي أسقطها الملايين من أبناء الشعب في ثورة 30 يونيو، ومن تلك الأسباب البحث عن الشهرة، أو المال، أو نجاحٍ لم يستطع تحقيقه في وطنه، ما دفعه للعمل ضده، وتشويه صورته، مقابل أيًا منها.

يوسف حسين، كان واحدًا من أولئك المنضمين للقنوات المعارضة للدولة المصرية، وهو المشهور باسم برنامجه “جو شو”، الذي يقدمه على قناة “العربي”، القطرية التي تبث محتواها من لندن، أو “جو تيوب” كما ظهر لأول مرة عام 2013، على “اليوتيوب”.

يوسف حسين الشهير بـ”جو”، الذي بدأ في أوائل 2013، كـ”يوتيوبر” مصري، يقدم برنامجًا مبنيًا على الشكل الذي قدمه الإعلامي باسم يوسف لأول مرة في مصر، وهو التوك شو السياسي الساخر، ولكنه بنى نجاحه على استقطاب فئة الشباب من التابعين للجماعة المحظورة، نظرًا لدفاعه عن بعض أفكارهم، بعكس باسم يوسف الذي كان يسخر منهم وقتها، فوجدوا فيه ملجأً لهم ومنبر للرد على “يوسف”، حتى أطلق فيديو بعد عزل الرئيس محمد مرسي، للدفاع عن “شرعيته”، وقد حققت صيتًا كبيرًا لدى شباب الإخوان، ما شجعه ومخرج البرنامج أحمد الذكيري لعمل سلسلة حلقات عن متناقضات التيار الليبرالي، فانكبوا على إشهار القناة بمتابعتها وتداول فيديوهاته، حتى تخطت في شهور نصف مليون مشارك، وقد أذاعت تلك الحلقات القنوات المناصرة للإخوان منها “الشرق”، و”رابعة”، و”الجزيرة مباشر”، ومنها وصل للتعاقد على أول برنامج له في قناة “العربي” القطرية، التي تبث برامجها من لندن، وانتقل للعيش هناك وهو ومخرج البرنامج أحمد الذكيري.

“جو” بعد انضمامه لـ”العربي” أنكر كثيرًا انتمائه للإخوان، وأكد على أنه “مُجرد مواطن معارض”، وانتقل للعيش في لندن، خوفًا من اضطهاد الحكومة له، أو أذيته، بسبب آرائه، ووجد الفرصة فوافق عليها، إلا أن علاقته بالإخوان كان يكشفها استضافته بشكل متكرر على قناة “الجزيرة”، وغيرها من منابرهم، كما ظهر في حواره مع حسام يحيى مقدم فقرة “#هاشتاج” في برنامج “مصر الليلة”، على “الجزيرة”، بأنه تجمعه علاقة صداقة به، حيث كان يمازحه ويطلب منه التحدث بالعامية، وأثناء حديثه عن بداياته قال إنه في الأساس لاعب كرة قدم، ويستطيع أن يغلب أي فريق أمامه قائلًا له: “وأظن أنت مجرب يا حسام”، ويجدر الإشارة هنا أن مراسل “الجزيرة” الشاب، كان أحد العاملين سابقًا في قناة “الفراعين”، مع الإعلامي توفيق عكاشة، ولكنه التحق بـ”mbc”، ومن ثم الجزيرة كآخر محطة له.

في نفس الحوار قال إنه انتقل ببرنامجه “جو شو” من “اليوتيوب” إلى قناة “العربي”، نظرًا لأن العائد المالي من البرنامج على المنصة الرقمية كان قليل جدًا، فكان من الطبيعي أن يوافق على العرض المقدم له من القناة ما دامت ستنتج البرنامج وتحقق أرباحًا، معلقًا: “أنا بعد نفسي من المحظوظين بالعرض ده، فالناس متخيلة إن عشان عندي ملايين المشاهدات فبيجيلي إعلانات بالملايين وده مش حقيقي”، موضحًا إن العائد من إعلانات اليوتيوب قليل جدًا في الوطن العربي خاصة في مصر.

تطرف حلقات “جو شو”، ومهاجمتها لمصر بشكلٍ موجه، لم تكن تهمة ألصقها به الإعلام المصري، أو “ادعاءً” عليه، بل تعرض للكثير من النقد والهجوم من الشعوب العربية التي أساء لدولها مثل السعودية ولبنان وغيرها، وفي حواره ببرنامج “العين بالعين” على قناة “الجديد”، مع الإعلامي طوني خليفة، نفى الاتهامات الموجه له من الإعلامي، بأن محتواه في البرنامج موجه نظرًا لسياسات القناة، وعن تهكمه على الرؤساء العرب سأله “طوني”: “هل تستطيع التهكم على تميم وأردوغان؟”، فأجابه: “نعم”، فأجابه “لو في ترند وحدث”، فقاله له الإعلامي: “ما الترند موجود”، وظل في حالة تهرب من السؤال بنفس الإجابات التقليدية، التي لم تقنع طوني خليفة، حتى هاجمه الإعلامي بسبب رأيه أن هناك تكميم أفواه في مصر قائلًا: “مصر بتتحارب على المستوى الأمني والسياسي والإعلامي كل الاتجاهات لو معملتش كده هتتاكل”، وهاجمه قائلًا: “أنا شخص غير مصري ومسيحي واشتغلت في مصر وكان سقف الحرية عالي وما حدا رفع سماعة التليفون وسألني سؤال مع مناقشتي كمسيحي لنوعيات قضايا تهم الدين الإسلامي”، واعترف قائلًا: “تلفزيون العربي قطري مش هنخفي ده الناس عارفاه، لكن مش معنى ده إن التمويل قطري، بس لو إنت في مصر وبتتكلم عن مصر حد هيسمعك؟ هو ده بس”، مبررًا بذلك عدم مهاجمته لتميم أو أردوغان.

 

وعن أجره كان دائمًا ما ينفي أنه يتقاضى مبلغًا كبيرًا كما حدث مع طوني خليفة، ولكن في برنامج “سوار شعيب” مع الإعلامي شعيب راشد، على “يوتيوب”، قال مناقضًا تصريحه ذلك، إنه لا يستطيع الإفصاح عنه لكنه سعيد بأنه من الإعلاميين الأكثر أجرًا حاليًا، وإجابة على مزحة “شعيب”، بهل يكفي ثمنه لأن يشتري “تويوتا” أم “bmw”، قال: “الاثنين إن شاء الله”، وقد ظهر العديد من التناقض خلال ذلك الحوار أيضًا في إجاباته عما قاله أحمد الذكيري مخرج برنامجه عنه، منها أنه لم يكن سعيدًا بتجربة التلفزيون، وكان يرغب في العودة للإنترنت، لكنه تأقلم وأصبح يريد الاستمرار فيما يقدمه، بعكس “الذكيري” الذي قال إنه أخبره أنه لو بيده سيترك القناة ويعود لليوتيوب.

في الحوار السابق ذكره مع طوني خليفة، أكد أنه “مش إخوان”، وأن النظام في مصر هو من يصنف أي معارض على هذا الأساس، وأنه صوت معارض ليس أكثر، ولا تحكمه أية أيدوليجيات، وذلك يتناقض مع بعض أفكاره الأولى قبل شهرته، ومنها الحلقة الأولى من “جوتيوب”، التي أطلقها على الإنترنت، والتي سخر منها من الرموز الليبرالية وقتها في 2013، بسبب تلاوتهم الخاطئة لبعض آيات القرآن أو أفكارهم المخالفة له، ردًا على هجوم “الليبراليين” عليه بعد الحلقة التجريبية التي أطلقها ووصفوا فيها ما قدمه بأنه “فكر إخواني متشدد” بحسب قوله.

 

 

شاهد: نشرة 9 من إعلام دوت أورج ليوم 14 يناير 2019.. أبرزها حبس ميريهان حسين

نشرة 9 من إعلام دوت أورج ليوم 14 يناير 2019.. أبرزها حبس ميريهان حسين

نشرة 9 من إعلام دوت أورج ليوم 14 يناير 2019.. أبرزها حبس ميريهان حسين #صوت_الميديا#نشرة_تسعة

Posted by ‎إعلام دوت أورج – e3lam.org‎ on Sunday, January 13, 2019