حسين عثمان يكتب: لفت انتباه سليمان جودة!

تحت عنوان “لفت انتباه وزيرة!”، كتب الأستاذ سليمان جودة عموده اليومي، الإثنين الماضي بجريدة المصري اليوم، وفيه لام الكاتب الصحفي الكبير، الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة والسكان، على تفرغها شبه الكامل للمبادرة الرئاسية “100 مليون صحة”، وانصرافها شبه الكامل أيضاً عن سائر ملفات وزارتها، مؤكداً حماسه للمبادرة التي أبدت منظمة الصحة العالمية إعجابها بها في أكثر من مناسبة، خاصة وأن الهدف من وراءها، هو إعلان مصر خالية تماماً من فيروس الكبد الوبائي C العام القادم، بينما أشار إلى أنه كان من المتصور، أن تكون معركة الوزيرة منذ يومها الأول في الوزارة، هي السعي نحو تحقيق ما أقره الدستور، من تخصيص نسبة لا تقل عن 3% من الناتج القومي الإجمالي للصحة، وتتصاعد تدريجياً حتى تتوافق والمعدلات العالمية، منبهاً زايد إلى أنها وزيرة للصحة، لا لفيروس سي!.

نرشح لك.. 11 معلومة عن حملة الـ 100 مليون صحة برعاية “السيسي”

ولأن الكاتب الصحفي الكبير سليمان جودة، من المشهود لهم بالموضوعية في تناول الأمور، كما أنه من قلة قليلة من الكتاب لا تزال تملك جلد المتابعة والتدقيق، وهو ما يضع عموده اليومي ضمن فئة “الأكثر قراءة” بما يلاقيه من اهتمام وثقة قطاع كبير من القراء، ولأن الدكتورة هالة زايد من أنشط وزراء الحكومة الحالية، وإن لم تكن من أنشطهم في التواصل الإعلامي، ولأنني بحكم عملي في قطاع الرعاية الصحية، قبل أن أكون من المهتمين بالشأن العام، أتابع عن قرب جهود وزارة الصحة في مختلف الملفات، وجدت لزاماً علي التوقف لإلقاء الضوء تجاه بعض هذه الجهود، على أمل لفت انتباه سليمان جودة!.

ولعلني لا أبالغ إذا أكدت لكاتبنا الكبير، أنه على خلاف ما يعتقد، فإن تفعيل منظومة قانون التأمين الصحي الشامل الجديد، يأتي على قمة أولويات الدكتورة هالة زايد، ولعله يأخذ الجانب الأكبر من وقتها وفريق العمل بوزارة الصحة، باعتبارها المنوط بها تفعيل هذه المنظومة على الأرض، وتلقى في هذا كل الدعم من القيادة السياسية، وكانت قد شكلت في آخر نوفمبر الماضي، لجنة تضم عدداً من الخبراء من داخل الوزارة وخارجها، ومنهم ممثل لوزارة المالية، وآخر للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، للعمل على هيكلة الهيئات الثلاث التي أقرها القانون لتفعيل المنظومة، وتخطيط القوى العاملة اللازمة لها، وإعداد الموازنة المالية التقديرية المطلوبة لبدء أنشطتها.

والوزيرة هالة زايد في هذا، تواصل العمل على قرارات رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، بشأن تشكيل مجلس إدارة كلٍ من هذه الهيئات الثلاث، هيئة التأمين الصحي الشامل برئاسة وزير المالية الدكتور محمد معيط، وهيئة الرعاية الصحية برئاسة الدكتور خالد النوري، وهيئة الرقابة والجودة برئاسة الدكتور أشرف إسماعيل، وقد قاربت اللجنة المشار إليها على إنجاز أعمالها، تمهيداً لتفعيل المنظومة في إقليم قناة السويس، وفي المقدمة منه محافظة بورسعيد في يونيو القادم، وجاري العمل الشاق بالتوازي في عدة اتجاهات، سواء فيما يتعلق بالإنشاءات أو التجهيزات أو تأهيل وتدريب القوى العاملة، ومعها تجديد قاعدة بيانات وزارة الصحة كأحد أهم الملفات ذات الصلة بالموضوع.

وبينما يجزم الكاتب الكبير سليمان جودة في عموده بتاريخ 7 يناير، أنه لن يطرأ جديد على وضع الأطباء، أو تنتقل المستشفيات العامة إلى وضع أفضل مما هي عليه، إذا لم تصل الوزيرة بحصة الصحة في الموازنة العامة إلى المعدلات العالمية، كانت الدكتورة هالة زايد تسبقه بعدة أيام، في إعلان عام 2019 “عام مقدمي الرعاية الصحية”، وذلك في لقائها بالأطقم الطبية خلال زيارتها لمستشفى أحمد ماهر التعليمي، ضمن جدول زياراتها الميدانية المنتظمة والمتواصلة، ولعله فات كاتبنا الكبير متابعة الحدث، بما أعلنته الوزيرة خلاله من حزمة إجراءات تنفيذية، كما فاته الاطلاع على جهود وزارة الصحة في القضاء على قوائم انتظار العمليات الجراحية.

وفي جبهة موازية لا تقل مشقة، يأتي مشروع المستشفيات النموذجية الـ47، كأحد الحلول العاجلة للنهوض بمنظومة الخدمات الصحية الحكومية، وذلك بتطوير 18 مستشفى جامعي بمختلف محافظات الجمهورية، و29 مستشفى تابع لوزارة الصحة، بواقع مستشفى في كل محافظة، باستثناء مستشفيين في كلٍ من محافظتي القاهرة والإسكندرية، والبدء بهذه المجموعة كنموذج تكراري يحتذى به في باقي المستشفيات الحكومية، والمشروع توليه الدكتورة هالة زايد اهتماماً لا يقل عن اهتمامها بمبادرة “100 مليون صحة” كما يتصور جودة، وما بين 1.8 مليار جنيه موازنة متوقعة لتفعيل منظومة التأمين الصحي الشامل، و6.1 مليار جنيه موزانة مشروع المستشفيات النموذجية، تعمل زايد جاهدة على ترشيد استخدام الموارد المتاحة.

لم يكن هذا إلا بعض من كل، تعمل عليه الدكتورة هالة زايد جاهدة في ملف الصحة، وهو المتخم بتراكمات يخطيء من يظن أنه بالإمكان تسوية أوضاعها في يومٍ وليلة، بما يصادف أو يفوق توقعات المواطن المصري، ولعل السند يكون في دعم من هم بوزن الكاتب الكبير سليمان جودة، ليس فقط لوزيرة إيدها في تفاصيل الشغلانة كهالة زايد، ولكن لعدد كبير من وزراء حكومة تعمل بجدية، وفي تناغم غير مسبوق على كافة المستويات، وفقاً لاستراتيجية التنمية المستدامة – رؤية مصر 2030، وإن كان من توصية أنصح بها الوزيرة هالة زايد، فليست إلا أن تهتم بالتواصل الإعلامي أكثر مما هي عليه الآن.

شاهد: يحدث في مصر في 2019