محمد صلاح.. البطل الذي لا يرتدي عباءة سوبرمان

محمد سلطان محمود

نشر موقع “جول” العالمي تقريرًا عن محمد صلاح ، مهاجم ليفربول، تحدث فيه عن دوره الإنساني خارج الملعب.

التقرير تناول عدة جوانب لدور صلاح الإنساني في مدينة ليفربول ومع مشجعي الفريق، وفيما يلي نستعرض أبرز تلك الجوانب.

(1)

شون براون، مشجع دائم لفريق ليفربول، يحمل الكثير من الحب لمحمد صلاح بعد اللافتة الإنسانية التي فعلها من أجل إسعاد إبنته، لوسي، البالغة من العمر 13 عامًا.

تعاني لوسي من حالة صحية تجعلها ملازمة لكرسيها المتحرك، وقبل خوض ليفربول لمباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، أمام ريال مدريد، في الموسم الماضي؛ نشر “شون” فيديو عبر تويتر، لإبنته وهي تقوم بغناء أغنية محمد صلاح الشهيرة لدى مشجعي ليفربول.

أثار الفيديو حالة من التفاعل لدى مشجعي ليفربول، وكان أبرز المتفاعلين “روبي فاولر” أسطورة النادي، حتى وصل الفيديو إلى محمد صلاح، وأوضح “شون” أن صلاح عرف بالفيديو عن طريق زميله بالفريق “داني إنجز” المعروف بأعماله الخيرية مع الأطفال المعاقين.

أضاف شون براون، أنه علم أن رد فعل محمد صلاح بعد مشاهدة الفيديو، كان السؤال عن ما يمكن أن يفعله من أجل الفتاة، ليقوم بعدها بتوقيع قميصه وإرساله إلى منزل شون براون بمدينة ليفربول، وهو الأمر الذي أسعد الفتاة كثيرًا.

أوضح براون أنه وضع القميص على إبنته لالتقاط الصور، لكنها رفضت خلعه مرة أخرى بسبب سعادتها به، وقال: “قد يرى البعض أن ذلك أمر عادي، لكن بالنسبة لي هو أمر كبير، كثير من الناس يتحدثون عن لاعبي كرة القدم ورواتبهم وعدم تواصلهم مع المشجعين،لكن ما فعله صلاح يظهر إنسانيته، أن يشاهد الفيديو ثم يرسل قميصه، هذا أمر راقي. كما أنه يقوم بعدد من الأمور التي لا يتم ذكرها، إنه شخص رائع يدرك قيمة المشجعين ومدى حماسهم للنادي”.

تابع شون براون أن إبنته أصبحت تستطيع تمييز من هو محمدصلاح عندما تشاهد صورته، وتقوم بمناداته لكي يشاهد صلاح معها

(2)

في الموسم الماضي، تعرض “شون كوكس” أحد مشجعي ليفربول إلى اعتداء من مشجعي نادي روما الإيطالي، قبل مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ودخل إلى المستشفى في حالة سيئة للغاية.

نظم مشجعو ليفربول حملة جمع تبرعات من أجل أسرة “كوكس”، وعندما عرف محمد صلاح بالأمر، تبرع بقميصه الذي تم بيعه مقابل 1400 جنيه إسترليني.

وبحسب ما ذكره العاملون في نادي ليفربول، قمصان محمد صلاح هي الأكثر طلبًا من المشجعين، لذلك يكون لها قيمتها التي يدركها اللاعب جيدًا.

نرشح لك: يورجن كلوب: كتف صلاح هو سبب تراجع مستواه في بداية الموسم

(3)

تحدث التقرير عن تأثير محمد صلاح في مدينة ليفربول:

وجود رسمة جدارية لمحمد صلاح في أحد شوارع ليفربول، وهو أمر لم يحدث لأساطير النادي جيمي كاراجر، آيان راش، ستيفن جيرارد وروبي فاولر، كما نشر صلاح صورة عبر انستجرام تظهر وجود رسمة مماثلة في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو تأثير كبير للاعب أمضى موسم واحد مع الفريق.

يقوم الأطفال في إحدى فرق الناشئين بتقليد احتفال محمد صلاح بالسجود على أرضية الملعب، دون أن يفهموا معنى ذلك الاحتفال، ويشير مدرب الفريق أن أحد هؤلاء الأطفال سوف يسأل يومًا ما عن معنى احتفال صلاح، فيعرف أكثر عن ثقافته ودينه.

اعتاد المسلمين في مدينة ليفربول، أن يشاهدوا محمد صلاح وزميله ساديو ماني في أحد المساجد كل أسبوع لأداء صلاة الجمعة، وهو أمر أصبح لا يثير دهشة المصلين، خاصة أن اللاعبان لا يحبان الظهور في الأماكن العامة للفت الانتباه.

يقول يونس لونات، رئيس مجموعة المساواة العرقية بالاتحاد الإنجليزي، أنه منذ ثلاثة أعوام قام مشجعان لليفربول بالصلاة أثناء تواجدهما في ملعب أنفيلد، الخاص بالنادي، ليقوم مشجع أخر بالتقاط صورة ونشرها عبر الإنترنت واصفًا الأمر بالمقرف. لكن الأمر اختلف بعد أن أصبح محمد صلاح يفعل ذلك كل أسبوع، كما تم إنشاء في ملعب أنفيلد مكان مخصص للصلاة لكل الأديان.

تابع لونات أنه أصبح يشاهد مزيد من المشجعين المسلمين من الرجال والنساء في مباريات ليفربول، يشعرون بالارتياح لتواجدهم في الملعب، بعد أن أصبح مشجعي الفريق أكثر تقبلا للاختلاف، مؤكدًا أنه يعرف إحدى المشجعات المنتقبات التي أصبحت تحضر المباريات في أنفيلد.

ستيف روترام، عمدة إقليم ليفربول، يقول أن التأثير الذي سيتركه محمد صلاح، سوف يكون مشابه لما تركه أسطور النادي “جون بارنس”، الذي يكمن إرثه فيما فعله خارج الملعب، أن يقوم شخص واحد بالقضاء على الإسلاموفوبيا (الخوف من المسلمين) وتحطيم الحواجز، هو بالتأكيد إنجاز خارق.

جون بارنس، أسطورة ليفربول، يرى أن تأثير محمد صلاح وساديو ماني ، لن يكون في كيف يرى الناس المسلمين، لكنه سيكون في كيف يروا المشاهير المسلمين الذين يلعبوا لفريق ليفربول، لكنهم لن يكون مؤثرين في نظرة الناس إلى رجل الشارع المسلم. ويرى أنه فعل الأمر نفسه، حيث لم يستطيع تغيير نظرة الناس إلى اللاعبين أصحاب البشرة السمراء، لكنهم تقبلوا وجود نجم ذو بشرة سمراء في فريقهم.

تابع “بارنس” أن الأمرنفسه حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، حين أصبح باراك أوباما رئيسًا للدولة، لكن ذلك لم ينعكس على تقبل المجتمع لأصحاب البشرة السمراء.

مسجد “عبدالله كويليام” في مدينة ليفربول، به بنك للطعام ينظم حملات لجمع الطعام للفقراء، فتح أبوابه في صيف 2018 لمشجعي كرة القدم من مختلف الأديان والعروق، لمتابعة مباريات منتخب مصر في بطولة كأس العالم، مقابل أن يحضر المشجعين الطعام للتبرع به لبنك الطعام.

مدينة ليفربول يتواجد بها حوالي 25 آلف مسلم، وعدد الحضور في مساجد المدينة يوم مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول وريال مدريد، كان تاريخي، وبحسب غالب خان، رئيس مجلس إدارة مسجد “عبد الله كويليام”، فأن لمحمد صلاح دورًا كبيرًا في ذلك.

سكاي سبورتس تختار محمد صلاح أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي عام 2018

شاهد: صلاح يتصدرهم.. أغلى 10 لاعبين مصريين في 2018