لؤي الخطيب: في مصر .. الكهرباء أخطر من الإرهاب

نقلًا عن المقال

• كيف تحولت أزمة ماسبيرو إلى كرة نار يلقيها الجميع من يديه؟
• لماذا لم يشعر الناس بمشكلة انقطاع بث ماسبيرو كما حدث في مدينة الإنتاج؟

 
للمرة الثانية في أقل من شهر ينقطع البث عن عدد من محطات التليفزيون والراديو، وفي كل مرة كان ذلك يمثل خطرًا حقيقيًا على الامن القومي المصري، وهذه ليست مُبالغة، فنحن نعلم أهمية ودور القنوات الفضائية في مصر، كما أن انقطاع البث عن تليفزيون الدولة ليس بالأمر الهين، فالانقلابات العسكرية في أي دولة يعقبها مُباشرة التوجه إلى مبنى التليفزيون وهو ما يعني أن مُجرد انقطاع البث يمثل خطورة في حد ذاته، اللافت للنظر أن رئيس الوزراء أدلى بتصريحات كانت على مُستوى الحدث سياسيًا وذلك نادرًا ما يحدث، حيث قال أنه سيكون هناك تحقيق، وسيتلوه عقاب، وأن هذا الانقطاع يمس الأمن القومي، ولكن المُشكلة كانت بعيدة عن رئيس الوزراء هذه المرة، فالمشكلة كانت أن هناك من استبق نتائج التحقيقات، وقرر تبرئة ساحته او وضع استنتاج لسبب الانقطاع، دون أن ينتظر نتائج التحقيقات التي ستحدد المسؤول ويترتب على ذلك مُحاسبته.

 
الفوضى بدأت بعد الحدث مُباشرة، حينما تحول المشهد إلى ما يشبه كرة النار، التي يحاول كل طرف إلقائها على الطرف الآخر بغض النظر عن المسؤول الحقيقي، وإذا تتبعت الكرة ستجدها قد خرجت من الملعب، وغالبًا سيكون المواطنون هم السبب، كرة اللهب اخذت طريقها كالآتي، بعض العاملين بالتليفزيون المصري يحملون الهندسة الاذاعية مسؤولية ما حدث، وذلك بسبب عدم وجود حلول بديلة للكهرباء تعمل في حالة انقطاع الكهرباء، أما رئيس شركة جنوب القاهرة للكهرباء فقد أكد أن عُطْلا لكهرباء في ماسبيرو داخلي ولاعلاقة لوزارة الكهرباء به، أما عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فقد نفى أن تكون هناك شبهة جنائية، او ان يكون هناك تقصيرًا من جانبه او من جانب العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وأنه سيضع استقالته أمام رئيس الجمهورية وأمام رئيس الوزراء إذا أثبتت التحقيقات ذلك.

 
للمرة المليون، من يحق له الحديث وكيف ومتى؟ منطقيًا وعقليًا هناك جهة من الجهات التي نفت المسؤولية عن نفسها هي المسؤولة عما حدث، وربما تكون المسؤولية تضامنية، فالصورة بهذه الطريقة الحالية غير منطقية فالكل قد نفى المسؤولية وكأن الكهرباء انقطعت لترتاح قليلًا، وما فائدة التحقيقات إن لم تكن هي المنوطة بكشف المسؤول ومن ثم مُحاسبته؟ لماذا لا ينتظر الجميع حتى تنتهي التحقيقات، هذه الحادثة وحوادث أخرى مثل حادثة تسمم الشرقية تكشف عن أهمية وحتمية وضع نظام يحدد أحقية الحديث للصحف ووسائل الاعلام في الأزمات المُشابهة.

 

جانب آخر كشفت عنه أزمة ماسبيرو إذا تم وضعها إلى جانب ازمة مدينة الإنتاج الإعلامي، وهي أن الناس قد تابعوا باهتمام كبير، وشعروا بمُشكلة فعلًا عندما انقطع البث عن القنوات الفضائية الخاصة في ساعات الصباح الأولى، بينما لم تحدث نفس الضجة حينما انقطع البث عن قنوات الراديو والتليفزيون الأرضية والفضائية التابعة للدولة، حيث أن من اهتم قد اهتم من جانب خطورة ذلك على الأمن القومي، هذا الجانب في حد ذاته يحتاج إلى وقفة كبيرة مع ثروة لا يجب أن تضيع من مصر، وهي ماسبيرو، وأخيرًا يجب أن يتم وضع حد لمُشكلة الكهرباء التي عرضت أمن مصر القومي لخطر كبير للمرة الثالثة على التوالي، حيث كانت المرة الأولى الانقطاع الواسع الذي شهدته الجمهورية، والثانية مدينة الإنتاج الإعلامي، واخيرًا مبنى الإذاعة والتليفزيون.

 

اقرأ أيضًا:

لؤي الخطيب : لن يحكمنا الازهر

 برنامج إسلام بحيري .. 6 معلومات + 6 اقتراحات   

 حتى لا يخسر إسلام بحيري المعركة!!   

لؤي الخطيب : في الدفاع الجوي .. العد حتى مئة كان كافيًا!

لؤي الخطيب : حتى لا نخسر تياترو مصر

.

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على الفيس بوك من هنا