في ذكرى ميلاده: أحمد زكي.. فنان بسبع أرواح

إسلام سيد

“أنا عبارة عن شوية شخبطة على الحيط، لو لعبت بيها يمكنك أن تخرج منها شخصية بواب، ولو لعبت بيها بطريقة أخرى، يمكنك أن تخرج منها ضابط، ولو قلبتها تخرج منها السادات، ولو عاوز تفهمني أكتر بص على الحيطة هاتشوف الشخبطة”.. هكذا وصف أحمد زكي نفسه وموهبته منقطعة النظير التي جعلت الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو يقول عنه: “لقد فقدت هوليوود هذا الرجل”.

هذا الوصف يشير إلى الهاجس الذي استحوذ على أحمد زكي والحلم الذي راوده منذ أن كان طالباً في معهد الفنون المسرحية، فكان حلمه أن يجسد شخصية عبد الحليم حافظ، ليقدم بعدها سلسلة فريدة من السير الذاتية بدأها في مسلسل الأيام بتجسيد شخصية طه حسين مروراً بفيلم النمر الأسود ليجسد شخصية محمد حسن المصري، وناصر 56، وأيام السادات، وصولاً إلى أخر أعماله فيلم “حليم”، الذي أنهى به مسيرته الفنية وحياته أيضاً، أظهر أحمد زكي من خلال تجسيد هذه الشخصيات موهبته في “استدعاء الأرواح” ليس بواسطة الجن بل بواسطة الفن.

نرشح لك: سميرة أحمد.. أبرز 8 محطات في حياة “امرأة من زمن الحب”

سيرة ذاتية بمذاق خاص

إن ما قدمه أحمد زكي من أعمال السيرة الذاتية ركز على الجانب الإنساني في المقام الأول، فعندما قدم فيلم “أيام السادات” ركز على حياته كإنسان وهدفه، تلبس روح السادات ليقدم حتى أحلامه وكوابيسه، أما التفاصيل الشائكة والقضايا السياسية الجدلية فربما مر عليها سريعاً، فهو يقدم السادات الإنسان بانفعالاته ومعاناته وقصة حبه وإحساسه وروحه ورحلة البحث عن ذاته، هذا الجانب الذي لم يتناوله السياسيون، فيقدم السادات الإنسان وناصر الإنسان حتى للجمهور غير المهتم بالسياسة، كذلك طه حسين الإنسان بعيدا عن ألأدب أو المعتقد، فيضع المشاهد في مكان الصديق الذي يصاحب الشخصية في مراحل حياتها وتفاصيلها النفسية والإجتماعية، فمن الممكن أن يتعاطف مع البطل صاحب الأفكار التي يرفضها.

تجسيد وليس تقليد

كأي أب يحكي لابنه سر الصنعة قال أحمد زكي لابنه هيثم “أنا بذاكر الشخصية، بدرس انفعالاتها وتاريخ حياتها من أول ما اتولد، وباخد كل ده والبس الشخصية لجهازي العصبي”، عملية تشبه السحر فهي الموهبة التي يمحنها الله لكل إنسان، يوضح أن ما قدمه ليس تقليد للشخصية بل تجسيد لها، بمعنى أنه لا يكتفي بتقليد نبرة الصوت وطريقة المشي والحركة وتعبيرات الوجه بل يصل إلى أبعد من ذلك، ليمثل الانفعالات والمشاعر الداخلية للشخصية، وقد امتلك أحمد زكي نظرات عين صادقة تلمس القلوب سواء كانت نظرة حيرة أو نظرة حب أو نظرة يأس أو نظرة ألم أو فرح، فقد كانت لديه القدرة على أن “يتكلم بعينيه”.

سيرة أحمد زكي

كانت وصيته لإبراهيم عيسى أن يكتب عنه وعن حياته، حيث وجده صاحب القلم السحري القادر على تجسيده على الورق واستدعاء روحه، وقد صرح إبراهيم عيسى أن رواية عن أحمد زكي لم تكتب من قبل في الأدب العربي على وشك الظهور في 2020، فهل من الممكن أن تتحول إلى فيلم؟ وهل هناك ممثل لديه القدرة لتجسيد شخصية فنان بسبع أرواح مثل أحمد زكي؟! أعتقد أن الممثل الذي سيجسد شخصيته ستكون مهمته صعبة تشبه “بيع المياه في حارة السقايين”.

أحمد حلمي.. “عاطف” الذي خطف النجومية من كوميديانات جيله

نقدم لك: إعلانات تعكس العنصرية ضد المرأة