رائد عزاز: البرامج الرياضية .. ناعمة وقوية!

البرامج الرياضية في مصرنا العربية شهدت طفرة قوية مع مطلع الألفية بعد أن أدرك ملاك القنوات الفضائية أنها سبوبة ولقمة طرية تجذب المشاهدين والإعلانات التجارية.

أصل الحكاية يعود إلى منتصف السبعينيات مع الكابتن لطيف الذي كان يقدم حلقة تلفزيونية أسبوعية يستعرض من خلالها أهم أخبار الرياضة المحلية والعالمية، في المقابل كان هناك برنامج إذاعي شهير للإعلامي القدير فهمي عمر – أطال الله في عمره – يحلل فيه مباريات الدوري العام بأسلوب شيق شد انتباه الملايين من العشاق والمحبين. خلال حقبة الثمانينيات تولى فايز الزمر رئاسة قطاع البرامج الرياضية باتحاد الإذاعة والتلفزيون فأستأثر لنفسه بدور المذيع الأوحد لكافة الأحداث قبل أن يظهر المقدم الشاب وقتها هشام رشاد الذي حاز قبولاً لدى المشاهدين والمسؤولين مما رشحه لتولي منصب القيادة منذ وفاة الزمر حتى اليوم.

في مرحلة التسعينيات ابتكر المرحوم قطب عبد السلام برنامج (الكاميرا في الملعب) الذي أحدث ضجة واسعة بفضل فكرته غير التقليدية المعتمدة على تصوير كواليس المباريات وإجراء الحوارات مع اللاعبين والجمهور في المدرجات فضلاً عن موسيقاه التصويرية المميزة التي مازال البعض يقتبسها لنفسه دون إشارة لصاحبها! مصارعة المحترفين كان لها موعد أسبوعي ثابت ينتظره المشاهدون لمتابعة أشهر النزالات لأقوى الأبطال بتعليق الساحر الراحل علي حسن الذي سلم الراية من بعده لكثيرين كان أبرزهم ممدوح فرج.

قناة النيل للرياضة ولدت مع الألفية الثالثة وحظيت في البداية بنسبة مشاهدة عالية لكنها تراجعت بعد ذلك نتيجة قلة الإمكانيات التي انعكست بالسلب على مستوى ما يقدم على شاشتها.

مع بداية عصر السموات المفتوحة احتلت البرامج الرياضية والاستوديوهات التحليلية مكانة استثنائية داخل جميع القنوات الفضائية الخاصة والرسمية. مقدموها أصبحوا نجوماً يتقاضون رواتب بالملايين وينافسون الممثلين والسياسيين في الاستحواذ علي اهتمام المعجبين!. اسمان فقط ينسب إليهما الطفرة الكبيرة التي حدثت خلال السنوات الأخيرة:

1 – أحمد شوبير: قائد ثورة الإعلام الرياضي المرئي الذي استهل مشواره التلفزيوني بقراءة الفقرة الرياضية للنشرات الإخبارية، بعدها قدم برنامجاً متخصصاً في القناة السادسة قبل أن يتجه عام 2002 إلى دريم التي شهدت بزوغ نجمه وعلو اسمه.

تنقل بعد ذلك بين محطات كثيرة منها الحياة ومودرن سبورت و MBC و CBC 2ثم صدى البلد مؤخراً.

أسلوبه المباشر الصادم في طرح القضايا أكسبه شعبية هائلة بين أنصاره وعداوة مطلقة مع أقرانه لكن الواقع يؤكد أنه سلطان عصره وزمانه.

2 – مدحت شلبي: عرفه الجمهور من خلال تقديمه برنامج المنوعات الغنائية (سباق القمة) الذي فتح أمامه الطريق للتعليق على لقاءات الدوري المصري.

تعاقد عام 2007 مع أوربت التي وفرت له كافة الإمكانيات لإقامة ستوديو تحليلي على أعلى مستوى لكنه لم يبقى طويلاً وانتقل إلى مودرن ليطلق منها برنامجه الأشهر (مساء الأنوار) الذي ارتبط اسمه في كل المحطات التالية لمسيرته الإعلامية.
لباقته الملحوظة وإيفيهاته المشهودة أسهمتا في حصوله على شهادة النجومية من المشاهدين الذين أطلقوا عليه اسم (شلبوكا) على سبيل الدلع.

ظهرت على الساحة أسماء أخرى كثيرة صادف بعضها نجاحاً معقولاً مثل خالد الغندور وحازم إمام وكريم شحاتة في حين فشل البعض الآخر لأنه لا يصلح أساساً لهذه المهنة مثل سيف زاهر وشادي محمد وإسلام الشاطر.
برامجنا الرياضة أحياناً تكون ناعمة وأحياناً قوية لكنها في الغالب مليانة حنية!

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز : كابتن مصر و مباراة دمنهور!

رائد عزاز: مهزلة قناة النيل للرياضة!‎

رائد عزاز: الكورة مش مع عفيفي!

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا