أحمد فرغلي رضوان يكتب: مصطفى محمود.. بين تأييد الجمهور وتحفظ الفضائيات

في بداية عام 2016 فوجيء الجمهور بنشر برومو لا يتجاوز الدقيقتين ظهر خلاله الفنان خالد النبوي وهو يجسد شخصية الدكتور مصطفى محمود، البرومو حقق خلال 24 ساعة نحو مليون مشاهدة على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، وكان بمثابة مؤشر عن شعبية العالم الراحل التي تتخطى حدود مصر لجميع أنحاء الوطن العربي.

الجمهور اعتقد ان المسلسل يتم تصويره بالفعل وسيشاهده خلال دراما رمضان وقتها ولكن المفاجأة ان الأمر كانت مجرد مشروع فقط اختفى سريعا! وما شاهدوه كان مجرد دعاية للعمل لمعرفة رد فعل الجمهور، أما سبب إختفاء المشروع فكان عدم تحمس محطة فضائية للتعاقد عليه مع جهة الإنتاج! نعم صدق أولا تصدق! والعجيب يحدث ذلك في ظل بحث الدراما عن تقديم شيئا له قيمة ومضمون جيد ولا نحتاج للتذكير بالدراما المتواضعة التي تملأ شاشات الفضائيات كل موسم! وبعضها يقدم صورة سلبية عن المجتمع.

هل عدم حماس الفضائيات وراءه الجدل الذي أثارته شخصية الدكتور مصطفى محمود خلال حياته؟ أم أسباب إنتاجية بسبب ميزانية العمل عن حياة مصطفى محمود الحافلة والتى سافر خلالها لأكثر من دولة ام هناك أسباب أخرى؟

اللافت انه حتى هذه اللحظة وجدت عدد من الجمهور يتداولون عبر تويتر برومو المسلسل ولازالوا ينتظرون خروج هذا العمل للنور، لمشاهدة سيرة حياة شخصية أحبها الملايين، وتركت تأثير أدبي وعلمي كبير بين الشباب.

مؤخرا جمعتني الصدفة بخالد النبوي وسألته عن المشروع والذي قال لي لا أعرف أي شيء عن المشروع ولكني تحمست جدا له و “اشتغلت” بجدية على المسلسل وقتها لنحو 4 أشهر على تفاصيل الشخصية واستعنت بفريق عمل أمريكي “للمكياج” الذين سبق وعملت معهم في مسرحية “كامب ديفيد” بالولايات المتحدة والنتيجة كما شاهده الجمهور بالبرومو.

بالتأكيد تحمل حياة الدكتور والفيلسوف مصطفى محمود مادة درامية كبيرة ومثيرة أيضأ فمنذ طفولته وهو مثير للجدل وبخلاف حبه للعلوم والتمرد على الأفكار التقليدية للمعرفة، عشق الموسيقى وكان يملك صوتا عذبا أشاد به الأصدقاء وتعلم العزف على الناي ووصل حبه للموسيقى انه انضم لفرقة موسيقية أثناء دراسته الجامعية كانت تعزف في الافراح الشعبية! مما ازعج والدته! كذلك علاقات الصداقة التي ربطت بينه وبين مشاهير المجتمع الثقافي والفني وصولا للسياسيين ويروى أن السادات عرض عليه ذات مرة تشكيل الحكومة وكان من معجبيه.

بدون شك حياته ثرية وجديرة بالاهتمام والمشاهدة، وملايين ارتبطوا ببرنامجه الجماهيري الشهير “العلم والايمان” والذي بلغت عدد حلقاته 400 حققت نجاحا كبيرا واثارت الجدل مثل مؤلفاته التي سببت له مشكلات كثيرة وتم منع بعضها.
هذه الشخصية المصرية التي أثرت العلم والأدب تستحق من الفضائيات الاهتمام ومثلها شخصيات أخرى يجب تقديم سيرتهم الذاتية خلال أعمال تليق بهم وتقديم نماذج ناجحة للشباب تكون قدوة لهم وذاكرة للوطن.

وهنا يجب ان ينتبه صناع المسلسل خاصة الكاتب وليد يوسف ان أعمال قليلة هي التي حققت نجاحا جماهيريا من أعمال السير الذاتية، فتلك الأعمال تتطلب توثيقا أمينا للتاريخ والبعد عن تمجيد الشخصية وأن تتحلى بقدر كبير من المصداقية.

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: البدلة.. الكوميديا والحصان الرابح