أحمد فرغلي رضوان يكتب: البدلة.. الكوميديا والحصان الرابح

يبدو أن الجمهور كان “متعطشا” بشدة للكوميديا مما جعله يبحث عنها خلال الموسم الحالي حتى وجدها في فيلم “البدلة” لتامر حسني لتعود صدارة الشباك من جديد للسينما الكوميدية بعد عدة مواسم سيطرة أفلام الأكشن والإثارة على شباك التذاكر ولكن الجمهور ذهب للكوميديا ليذكر بنجاحات الكوميديانات الجدد مطلع الالفية الحالية ويبدو أنها الجواد الرابح دائما عندما تكون صادقة وبسيطة مثلما حدث في “البدلة” قدم كوميديا الموقف ببساطة رافعًا شعار “الضحك” فقط قبل أي شيء آخر، وبالفعل يستطيع الفيلم الكوميدي أن يعبر أكثر من غيره إلى جمهور المشاهدين.

المتابع لأفلام تامر حسني سيجد أن بها خفة ظل حاضرة دائمًا، ولكن يأتي فيلم “البدلة” بمثابة إعادة اكتشافٍ فني جديد له يقوم على منح ممثل آخر فرصة مشاركته البطولة ومنحه مساحة كبيرة تذكرك بثنائيات عبدالحليم حافظ وعبدالسلام النابلسي، واعتبره ذكاء فني من تامر حسني أنه يبحث عن تجديد الشكل الفني الذي يظهر به للجمهور مثلما يفعل في الغناء، على الرغم من أن جمهوره في السينما ينتظر منه دائمًا اللون الرومانسي الغنائي، إلا أنه فاجأه بتجربة كوميدية صريحة، جعلته يحافظ على التواجد وسط كبار نجوم شباك تذاكر السينما المصرية.

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: بني آدم.. وفلسفة السينما!

فيلم “البدلة” فكرته مقتبسة من فيلم let’s be cops تقوم على وجود بطلين يتميزان بالفشل والغباء قام بإخراج الفيلم محمد العدل، والذي أجاد في إخراج عدة مواقف وقام بالتمصير وكتابة السيناريو والحوار أيمن بهجت قمر، وضح خلال سير الأحداث أنه لم يبذل جهدًا كبيرًا في السيناريو واكتفى بعدة مواقف كوميدية، للشخصيتين الرئيسيتين ولم يهتم مثلًا بالخط الدرامي للعلاقة الرومانسية بين وليد وريم فتم اختصار تطورها خلال الأغنية! رغم أنها كانت علاقة لطيفة محببة لشريحة كبيرة من جمهور تامر حسني، وأيضا على مستوى الحوار الكوميدي بين الشخصيات تشعر أنه اجتهاد شخصي لتامر وأكرم خاصة الإفيهات، وربما يتدارك ذلك الأمر في الجزء الثاني لو قام بكتابته.

بداية الفيلم كانت ذكية من خلال مشهد مباراة كرة القدم وهو أكثر مشاهد الفيلم إضحاكا للجمهور في صالة العرض، بسبب أداء أكرم حسني مع شخصية الحكم ووجود أكثر من شخصية كروية شهيرة كل ذلك أدى لتفاعل الجمهور مع هذا المشهد وهو ما أعطى انطباع إيجابي منذ البداية أننا أمام فيلم به جرعة كبيرة من كوميديا الموقف، وبالفعل تكررت أكثر من مرة بشكل جيد وأداء لافت من تامر وأكرم واللذان تميزا بروح مرحة وشكلا ثنائي متناغم.

أكرم بالطبع يملك مواهب كثيرة ويحاول منذ سنوات أن يحصل على مكانه وسط نجوم الكوميديا حتى نال ما يريد، لكن أرجو ألا يتعجل في البطولة مثلما حدث في الدراما التليفزيونية، هو أكثر تألقا وسط البطولة الجماعية.

أما أمينة خليل كان حضورها جيد مقابل المساحة التي أعطت لها وظهرت بخفة ظل لافته وسط المواقف الكوميدية للثنائي تامر وأكرم.

وبدون شك تامر حسني من أنجح المطربين الذين يقدمون أفلاما منذ بدأ رحلته السينمائية قبل 14 عاما نجح خلالها في منافسة كبار نجوم شباك تذاكر السينما باستمرار، ليصل لأكبر نجاح له خلال هذا الموسم وفيلمه الكوميدي “البدلة” وبالطبع عليه التفكير في خطوته القادمة بعد هذا النجاح واللافت أنه اصبح يقدم نفسه أكثر كممثل وقلت جرعة الأغاني في أفلامه! ولكن بالطبع جمهوره يبحث دائما عن أغنيات في أفلامه فهل يفاجيء جمهوره مرة أخرى بفيلم غنائي؟

البدلة تجربة كوميدية نجحت جماهيريا خلال موسم العيد في لفت نظر الجمهور وهو قدم كوميدية بسيطة مثل معظم أفلام الكوميدية في السنوات الأخيرة بدون “فلسفة” معتمدا في المقام الأول على حضور وجماهيرية بطل الفيلم تامر حسني ومعه مفاجأة العمل أكرم حسني، ولذلك ردود أفعال الجمهور كانت إيجابية جدًا شاهدنا فيلم كوميدي و”ضحكنا” جدًا.