10 أسباب تجذبك لقراءة "حدث في برلين" لـ هشام الخشن

نرمين حلمي

صدر حديثًا، رواية “حدث في برلين“، للكاتب الروائي هشام الخشن، عن “الدار المصرية اللبنانية” للنشر والتوزيع، ضمن إصدارات موسم الصيف لعام 2018.

تتناول الرواية معاناة النازيين وهروبهم بعد هزيمة هتلر وانهيار ألمانيا، وملاحقة اليهود لهم وعمليات الاغتيال التي تمت بحق الكثير منهم، لم تعد الرواية تاريخية فحسب، بل إن قصتها الشيقة وحبكتها المختلفة، أدخلها في إطار الرواية الإجتماعية أيضًا.

وفيما يلي يوضح “إعلام دوت أورج” أبرز 10 أسباب لقراءة الرواية:

1-براعة سرد المعلومات التاريخية، في إطار روائي اجتماعي شيق، بأسلوب متقن ولغة عربية فصحى سليمة، دون استخدام ألفاظ جامدة أو صعبة.

نرشح لك: 17 تصريحا لـ هشام الخشن.. أبرزها عن كواليس كتابته لـ “حدث في برلين”

2– إن كنت مِن محبي أجواء النوستالجيا والحنين إلى الماضي؛ ستستمتع بأجواء الرواية الزمنية القديمة، والتي لم تكتفِ بسرد ما يخص ثقافة مصرية قديمة، بل امتد ليشمل ثقافات أخرى متنوعة؛ حيث تأخذك في جولة بعرض الـ 231 صفحة، داخل عدة دول مختلفة، وهم: ألمانيا، والأرجنتين، وسويسرا، وإيطاليا، وشيلي.

3-استخدم الكاتب حبكة فريدة؛ تخطفك لاستكمال بقية الأحداث، منذ عرض المشهد الأول في الرواية، الذي لا يتخطى كونه مزاد لبيع اَلة كمان ويحدث في تسعينيات القرن الماضي، ومن ثمً يأسرك لمتابعة ما السر وراء هذا الكمان، والاهتمام بشرائه والحفاوة به، في أحداثِ أخرى تدور ما بين الستينيات والثمانينات.

4-لم يكتفِ الكاتب باستخدام قصة اَلة الكمان المفقودة الحقيقية لـ “أنطونيو ستراديفاري”، كالوقود الذي يشعل العربة ويأخذك للتعرف على بقية الأحداث قط، بل أجاد نسج استخدامها كأحد أهم عناصر الربط ما بين الأشخاص، ووَصف سمة من أهم سمات شخوص الرواية، “هيلدا” شقيقة ليليان شميدت؛ عن طريق توضيح مدى تعلقها بها وارتباطها بالاَخرين من خلالها.

5-استخدام شخصيات حقيقية ومعروفة في التاريخ، مثل “أدولف إيخمان”، مع شخوص أخرى ابتكرها المؤلف من خياله، ليشتركوا جميعًا في سير حبكة قصة المؤلف، وفق الخط الأساسي الذي وضعه لها، فضلاً عن ظهور التطور الخاص بكل شخصية، ما بين خطي: الخير والشر، وفقًا لقرارتها وما تتعرض له.

نرشح لك: “حدث في برلين”.. كيف أعاد هشام الخشن قراءة التاريخ بشكل مغاير؟

6– لم تقتصر الأحداث على سرد المعلومات فقط، بل ظهر ما هو نتاج تفاعل الشخصيات مع بعضهما البعض، سواء كان نتيجة ذلك حزنًا أو فرحًا؛ مثلما عَبرت “ليلى” ابنة “ليليان” عن حزنها بالبعد عن حبيبها “فريد”، الذي تخلى عنها نتيجة لاكتشافها لحقيقتها وتاريخ أمها، حفاظًا على منصبه، قائلة: “حزني لم يتحول لندم، لأني طالما اَمنت أن العشق ليس قرارًا نتخذه، بل إنه من يتخذ قلوبًا بعينها لسكناه”.

7– على الرغم من الانتقال بين عدة أماكن وأزمنة مختلفة، إلا أنك ستجد ضالتك ضمن سياق الرواية؛ وتجد نفسك تنتقل بين الأحداث التي يتعرض لها شخوص الرواية، بترتيب متقن، يسير وفق خطِ سرديِ واحد، يساعدك على إدراك تاريخ كل شخصية على حِدا، وما يتطرقون إليه بفعل التاريخ والأحداث.

8-عدم الانحياز تجاه رؤية محددة أو قضية ما، متى تقرأ مشهدًا مأسويًا، تجد نفسك تتعاطف مع ضحاياه، معتمدًا على اعتناق مبدأ الإنسانية في الهجوم على مَن يظهر خطأه مِن أفعاله، والدفاع على مَن تشهد خطواته على ظلم ما تعرض له.

9– إلقاء الضوء على ما تعانيه بعض الشعوب، دون التركيز على ذوات اليد العليا والسلطة، بالإشارة إلى ما تعانيه الفتيات الثلاث: “ليليان”، و”هيلدا” شقيقتها، و”راشيل” صديقتهن، حيث تتبنى كل منهن مكان وهوية خاصة، تقابل بالرفض من قِبل الأثنين الأخرين، فيظهر لنا ببساطة نتاج الصراع بين الجهة الشرقية الألمانية، والجهة الغربية الألمانية، وجهة اليهود في صراعهم معهما.

10– استناد بعض المشاهد على السرد بضمير المتكلم، الذي يشارك القارئ مشاعر وانفعالات شخوص الرواية، مثلما كانت تحكي “ليليان” حالها، عقب قرار انقسام ألمانيا إلى جهتي الشرقية والغربية رسميًا، وحسم القرار ببعد الأختين عن بعض، قائلة: “تذكرت قول أبي المفضل، بأن البشرية معذبة بزعمائها وشطحاتهم؛ يجرون بالشعوب يمينًا أويسارًا، أو ينزلقون بهم لدروك سفلى لتحقيق ذاتياتهم، ولإشباع عواطف شبوا عليها حبًا أو كرهًا”.