الفانتازيا تحكم.. 7 أيام في التريند

محمد حسن الصيفي

 

المشهد الأول

نهار خارجي

أدهم سليمان بلحيته ونظارته الشمس يشتكي من محبوبته “سمرا” على أحد شواطئ الساحل الشمالي، ملامحه يبدو عليها السعادة وكلماته تشي بالحزن، يتحرك حركات مرتبكة، يدور حول نفسه، حركاته وملامحه متناقضة وغريبة، يقسو على “سمرا” لكنّه يبتسم!

يريد إخبارها أنه قوي بما يكفي، بل مفعم بالفرح والسعادة ولكن عن طريق تلك الكلمات الحزينة!

نرشح لك: تفاصيل حفلات أبو الليف في أمريكا

فجأة ودون سابق إنذار بعد وصلة التوبيخ الطويلة لسمرا يركض، يفتح الكادر نجد بوستر سميرة سعيد “سوبر مان” يهبط من أعلى ويصاحبه موسيقى مرعبة.

المشهد الثاني

ليل خارجي

أحمد مكي يقف بعضلاته البارزة في مصر القديمة، حوله مجموعة من الشباب مفتولي العضلات أيضًا على “الاستايل” الأمريكي بملابسهم الفضفاضة بألوانها “المشجرة”، يقف أمام أدهم سليمان الجالس على الحجر يبكي فور وصوله بعد رحلة طويلة ومرهقة من الساحل عقب مطاردة مجموعة من “الفيمنيست” له حاملين بوستر سميرة سعيد حتى حدود القاهرة.

يهدهده مكي، يعده بأن يأخذ له حقه، يتحرك مكي نحو “سَطح” بيته القديم، يعود بعد دقائق بمطوته “قرن الغزال” يحاول فتحها بصعوبة، ينجح بعد عناء فينقلب موقع التصوير لمسرح بمكبرات صوت ضخمة، يخرج خلالها صوت مكي بكلمات غير مفهومة بإيقاع مرتفع يتحرك معه الشباب، يخرج الناس من شُرُفات المنازل ليشاهدوا ماذا يجري، يعتقد الكثير منهم أنه فرح لأحد أبناء المنطقة، يصعد مكي على المسرح يدًا بيد مع سليمان الحزين الواجم، يجذبه بقوة لكي يرقص معه على كلمات الأغنية التي يفهمها سليمان بعد عدة مرات أنها عن “مطواة مكي” التي دائمًا وأبدًا تكون في خدمة أصدقاءه، صاحبة تاريخ عريق وعلامات على وجوه الكثيرين ممن طالتهم تاركة على وجوههم جراح وندوب لا تندمل.

شيئًا فشيئًا ينسحب سليمان الذي لا تستهويه الأجواء ولا الأغنية ولا يفهم ما وجه الاستفادة من كل ما يفعله مكي حتى اللحظة !

يعود سليمان ليجلس على نفس الحجر بعيدًا عن الضوضاء، بينما ينخرط مكي في الرقص والإيقاع دون أن يشعر بمغادرته.

وقتها يظهر شخص من بعيد يرتدي بدلة مزركشة، يقفز من سيارته الشبابية، يقترب من سليمان فيتضح أنه تامر حسني، يجذب سليمان من يده وينصحه بأن يترك كل هذا ويذهب معه ويعده بالانبساط والبهجة.

سليمان يريد الفرار من هذا الجحيم بأي ثمن فيضطر لقبول الوعد، ويذهب برفقة تامر حسني الذي ينطلق سريعًا بسيارته.

المشهد الثالث

نهار خارجي

العاشرة صباحًا بوسط البلد “شارع طلعت حرب”، أدهم سليمان مرهق، يفتح عينيه بالكاد، حوله تامر وفريق التصوير، تامر لا يهدأ ولا يكف عن الحركة، يداعب سليمان الذي يتظاهر بالقوة ومواصلة النشاط. تامر يقوم بتصوير أجزاء من كليب “عيش بشوقك” ويعود بعد تصوير اللقطات ليشاهدها مع المخرج ويقوم بأخذ رأي سليمان الذي يومئ برأسه بالإيجاب بعينين مغمضتين، ينصرف تامر ليقوم بإنهاء آخر لقطات التصوير، بعدها بلحظات يسقط سليمان على الأرض بعد حالة إغماء مفاجئة من شدة الإرهاق.

يجتمع الناس، وتظهر سيارة فارهة يطل منها عمرو دياب وبجواره دينا الشربيني ترقص “الكيكي”. تتعامد كلمات الأغنية مع نظرة عمرو دياب من نظارته الشمس لتامر “دا لو اتساب أنا هيجيلي تعب أعصاب”

تامر يبتسم في هدوء وصمت، ينصرف الكثيرين من موقع التصوير، تاركين سليمان على الأرض، في طريقهم إلى عمرو دياب ودينا الشربيني؛ لالتقاط الصور التذكارية معهما.

يتحرك تامر نحو سليمان بذكاء ويلتقطه من على الأرض ويحمله بسرعة نحو سيارته، يقوم بعض معجبيه بتصوير اللقطات الإنسانية ورفعها على مواقع التواصل، قبل أن تهدي الصفحة الرسمية لعمرو دياب أغنية “دا لو اتساب” لسليمان متمنية له الشفاء العاجل !