اتحاد الكرة + محمد رمضان.. ثقة في الله فشل

محمد حسن الصيفي

قبل أربعة أيام طرح محمد رمضان كليب “نمبر ون” الذي يلقن فيه حزب أعداء النجاح  – من وجهة نظره- درسًا قاسيًا من خلال الاستعراض بالسلاسل والحركات البهلوانية وإظهار عضلات “الباي والتراي” بصحبة مجموعة من الفتيات، حيث يعتبر الكليب امتداد لإعلاناته الأخيرة وتوجهه خلال السنوات الماضية عبر الألماني وعبده موتة، وصولا إلى نسر الصعيد.

رمضان أصبح ماركة مسجلة للمهرجانات وتعبيرات القوة المفرطة والشعارات المكتوبة على الميكروباصات والتكاتك؛ فمنها يستمد كلماته وإليها يعود في عملية دائرية مغلقة أشبه بعملية تبريد الموتور خلال دورة المياه داخل “الردياتير”

نرشح لك : أتباع حمدي الوزير في مدرجات حسناوات المونديال

وبعيدًا عن كون رمضان “دون شك” ليس رقم واحد في السباق الرمضاني ومن قبله في السينما الصيف الماضي، لكنّه يعتمد سياسة اعتمدها أحد الباعة قبل 1400 عام حين زيّن أعلى الفاكهة التي يبيعها بأطيب الثمرات ووضع الفاسدة بالأسفل حتى لا يراها الزبائن فشاهده الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال له “من غشنا فليس منا”.

كيف نجح اتحاد الكرة بإفيه محمد شاهين؟

السياسة التي اتبعها رمضان اتبعها اتحاد الكرة المصري لكرة القدم مع المنتخب، الأمر يذكرك بمحمد شاهين في فيلم “لاتراجع ولا استسلام” حين أكد على نجاح الفكرة للكدواني “رغم أنها اتهرست 100 مرة قبل كده”

وبالفعل، استخدم الاتحاد تلك النظرية، فروّج بعنف لكوبر ولسياساته واختياراته عبر الأبواق الإعلامية التي تستخدم نفس “دورة التبريد” من خلال إحدى القنوات التي تعتبر واتحاد الكرة المصري شيئًا واحدًا، وتوغل الاتحاد أسفل الطاولة بعدة أمور يطالها الفساد، أقربها اتهام مجدي عبد الغني بسرقة ملابس من مخازن الاتحاد، فكانت النتيجة أن أشارعبد الغني بقلب الطاولة من بعيد من باب “إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أساءتم فلها” فكانت النتيجة إن احتضن أبو ريدة البلدوزر في روسيا متبادلا معه الابتسامات المعجونة “بالقلوب والدباديب” ولسان حال الأخير “وإن عدتم عدنا”

فماذا كانت النهاية؟

المنتخب يهزم في مبارياته الثلاث بشكل مهين وفي آخر الدقائق ويتعرض جيل من اللاعبين لخطر الإبادة من غضب الجمهور بسبب فساد الإدارة وتصدير نغمة “أن كل شئ تمام” ومنتخب مصر في الطريق الصحيح وحين يرتفع النقد تتحول النغمة إلى “هي دي القماشة” حتى تعرضت القماشة للحرق الآن.

وانتهي المشهد المؤسف اليوم بسب الجمهور المصري للاعبي المنتخب في روسيا أثناء المرور من أمام فندق الإقامة بعد وصول الحافلة التي تتقدمها عبارة  “لما نقول الفراعنة، كل العالم يسمعنا” !

هنا بالفعل عدنا لنقطة الصفر، نقطة الشعارات التي بدأها رمضان واتبعها الاتحاد أيضًا وكأنهم متفقين “في اللاوعي” على تصدير شعارات مزيفة بدءَا من “ثقة في الله نجاح” مرورًا بأقوى كارت في مصر، وصولاً لـ “نمبر ون”، انزلاقًا للأتوبيس الذي تحول ببركة عباقرة الاتحاد إلى “توكتكوك” على ظهره جملة “لما نقول الفراعنة ..” فتردى الحال إلى ” لما نقول الفراعنة يسمع العالم سبابنا” ولا حول ولا قوة إلا بالله !